صفحة الكاتب : قاسم السيد

ليت ياعلي لك عينا فترى
قاسم السيد

 

حوارية افتراضيه مع الأمام علي في ذكرى استشهاده
التي تصادف هذه الأيام حسب التاريخ الهجري 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
آه ياعلي لــوكنت الآن حاضــرا
وترى عيناك مايفعــل بــنا 
لما بقي فقارك هاجعا في غمــده 
لقد غـدونا أخبارا تشدوا بها الركبان
وقصصا يحكى بها في البلدان
شمتت بنا الأعداء ولم يتأسى علينا الأحباء
اختلفت فيك الأمـة فمنهم مـن أحبك وبالغ في حبه لك حتى عبدك
ومنهم من أبغضك حتى وصلت به الكراهية لك لحد أنه لعنك 
فأصبحنا ندفع فاتورة الأختلاف فيك
لإن هذا العراق غدا ينتسب اليك عندما اتخذت من كوفته عاصمة لك
انت لم تكن شخصا بل كنت قضية
إن الذين يتخذونك عدوا يقتلوننا ويستبيحون حرماتنا
والذين يتخذونك وليا غــدوا بنا نهبا
وجعلوا جهادك من أجل العدل والحق مجرد طقوس وشعائر
يغالون في تقديسك كي يغتالون قضيتك
فأنت لديهم مقدس بلا قضية
بينما كنت تحيا بين الناس كأحدهم وأنت تنوء بحمل هم قضيتك 
فلم تكن تولي للطقوس والشعائر بالا فكم صرع فقارك من تظاهروا بالنسك والعبادة لإن ذلك لم يكن هدف دينك بل كان الحق ودولة العدل الإجتماعي هي غايتك
إن ولايتك لباهظة الكلفة ووعرة المسالك لا كما يستسهلها الذين يدعون الإنتماء إليك .
فهم يكذبون حينما يتغنون بشعارهم ياليتنا كنا معكم
كيف وهم لم يخصفوا نعلا
ولم يرتقوا ثوبا مل من الرتق
كيف ينتموا اليك وأنت لم تشبع بطنك من قرص الشعير
هل تدري ياعلي كيف يبددون أموال الأمة 
أنت الذي لم تحابي أخاك عقيل في أموالها
انهم يغدقونها على الأصحاب والأنصار
وغدت أموال الأمة لهم نهبا
يجوع البؤساء وهم يتخمون
يتعرى الفقراء وهم بأفخر الملابس يكتسون
تصطلي الناس في الصيف حرا
وترتعش في الشتاء بردا
وهم لايعرفون لاصيفا ولاشتاء
لم يحرموا أنفسهم من أي نعمة من نعم العصر
بينما يعيش بعض الناس في حال أضنك من أيام عصرك
ونسوا الذين ينسبون نفسهم اليك مقولتك – ما جاع فقير الا بما متع به غني ــ
يقتل الناس في كل مكان حتى وإن كانوا هاجعين في بيوتهم
بينما هم يحتمون خلف قلاع محصنة
وإذا خرجوا في الطرقات خرجوا في مواكب كمواكب الملوك 
وحموا أنفسهم بحرس كحرس الطغاة
وامتطوا شيئا لم يعرفه عصرك يدعى السيارات المصفحه
يخافون الموت لأنهم ادمنوا الرفاهية 
لهذا لايسيرون خارج قلاعهم الا بمواكب
لم يسيروا في الدروب مثلك وحيدا يخافك الموت ولاتخافه
إنهم لم يعودا ينتمون إلا لإسمك ياعلي
أما قضيتك فما أبعدهم عنها 
فلو خرجت لهم الآن من الأجداث فما أسرع خذلانهم لك لإنهم لايطيقون بأس عدلك
ولملئوا قلبك قيحا كما ملئه نظرائهم الذين عاصروك
الذين لم تنقذك منهم الا ضربة ابن ملجم 
حينما وصل سيفه الى أم رأسك هتفت صادقا – فزت ورب الكعبة ــ 
آه ياعلي ما أحوجنا اليك اليوم في زمن شحت فيه الرجال وكثرت اشباهها 
عندما قلت لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين
تركت حقا لك حتى لا تفرق صفوف الأمة
بينما الذين يدعون استظلالهم بولايتك يفرقون الأمة طمعا في الحكم
وتسفك الدماء بسب تكالبهم وإثرتهم لمصالحهم على مصالح الأمة
صغارا ياعلي لايجدون أنفسهم إلا على الكراسي
ولو كانوا حقا مؤمنين بولايتك لكانوا أكبر منها
لم يكن الزمن الذي كنت فيه زمنك
لاادري ان كنت تأخرت فيه او ظهرت قبل آوانك
فأنت فشلت فيه حاكما بينما نجحت فيه ثائرا 
ومع هذا كانت الأمة أحوج لثورتك أكثر من حاجتها لحكمك
لم ينهض بها وعيها في وقتها لتنصرك
فهي لم تعي فداحة خذلانها لك إلا بعد فقدها إياك
حينما غدت متاعا يستبيحها فاتك ويرثها جلاد
حاولوا حجبك من التاريخ عندما عدوك كسائر الناس
وظنوك نسيا منسيا
وفاتهم ان لعنك على المنابر جعل الاف الأسئلة تدور في الرؤوس متسائلة عن سبب هذا اللعن
لهذا انتبه لأمرك حلمائهم ولو بعد حين
وعدوك رابع الراشدين بعد ان كانوا يحسبونهم ثلاثه لارابع لهم
لأن تركك ملكا خاصا للخصوم سيرجح كفتهم
كنت تدرك امر بغضهم لك جيدا لهذا امرت بتضييع اثار رمسك
لقد فعلوها الآن بقبر تلميذك حجر
تركت الفتوح حينما وجدتها مجرد ضربا من النهب والسلب والأستعباد جلبت المصائب والويلات للدين والامة معا
وانكببت على اعادة الأمة لثوابت القضية التي نسيتها نتيجة المغانم والمكاسب التي جلبها الغزوات 
لازال البعض يلهج لسانه بتمجيد خصومك الذين نازعوك في قضية العدل ويعدهم ارفع شأنا منك لا لشيء لمجرد انهم بنوا الدول وشيدوا الحواضر ولو كان ذلك على حساب سحق الأنسان وامتهان كرامته 
بينما ينصفك الكثير ممن لم يدخلوا الأسلام لأنهم اكتشفوا انحيازك الحاسم والناجز للإنسان
آه ياعلي لم يبقى شيء اقوله لك سوى
آه ياعلي لوكنت الآن حاضرا
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/29



كتابة تعليق لموضوع : ليت ياعلي لك عينا فترى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net