صفحة الكاتب : امال ابراهيم

العقول المهاجرة.... خزين إحياء العراق
امال ابراهيم

 العقول المهاجرة.... خزين إحياء العراق  

 
 
نلتقي اليوم بالعقلية العراقية المهاجرة ريم السعدي:
مسقط الرأس والأحلام: العراق/ بغداد.
الإقامة الحالية وفضاء الإبداع: انكلترا / لندن.
ذكرياتها الأولى كانت لعائلة سعيدة ميسرة وبيت لا يخلو من الأقارب والمحبين.. صور مضيئة لشمس بغداد والطرقات التي كانت تغص بضجيج الأطفال العائدين من المدارس..وأيام العطل التي احتضنت بين طرفيها الرحلات الربيعية..والأرسخ في الذاكرة رغم كل المتغيرات هو اللعب مع الجيران..وتلك الأزقة التي تتحول إلى فضاء ساكن ساعة القيلولة.
لكن مطاردات النظام الحاكم والمتسلط على رقاب الخلق لم تنته ...فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر...كان الأب مطلوبا للأمن العامة وما كانت إلا رنة هاتف و طلب ألحضور الى دائرة الأمن  حتى لاذت العائلة بليل لا تدرك فيه معالم الطريق..اتصال واحد قدح زناد الفراق إلى اليوم! ولا يخفى على من عايشوا تلك الحقبة آلية التحليق  ووسائله  في دوائر الأمن  والمخابرات حين تطلب المدعو خمس دقائق للاستفسار..عن ماذا ؟ هذا السر العجيب قائم إلى اليوم!! وبعدها لا يشهد شمس نهاره التالي.
من بغداد إلى عمان بالسيارة ، ومنها بسرعة جوا" الى القاهرة ومنها حملت يد الله هذه العائلة برحمته إلى سويسرا ومنها إلى عمان مرة أخرى بعد سبع سنوات ليتمكن الأولاد من الدراسة باللغة العربية والعيش في ظل العادات الشرقية والإسلامية, ولكن العائلة شهدت تهديدا مستمرا.. وبعد عدة محاولات لإختطاف رب ألعائلة أو إغتياله أو إختطاف أي فرد من أفراد عائلته, تمكنت العائلة من الهروب إلى لندن ، وهذا الأمر موثق لدى ألمخابرات الأردنية.
نعود لريم..ومن خلال لقائي معها..لنكتشف هذا المجال المتلون الشاسع وبعد التحية والسلام والعناق تجاذبنا أطراف الذكريات والحاضر ومشاريع المستقبل:
- أتخيل يا ريم أن المرارة ما زالت تحت اللسان! 
- أكيد ,كلنا ننام وصورة بيتنا في الكرادة نصب أعيننا, الأصوات..كل شيء..الوطن لا يعوض, يبقى لنا حنين لا يهدأ.
- لابد أن من كان يتصدى للسلطة في عقر دارها لا يتورع عن عمل ما يمكن وهو ابعد عنها..
- فعلا فقد استمر أبي  بالتصدي لظلم النظام عن طريق تكوين أول منظمة عراقية لحقوق الإنسان في أواخر عام 1980 بالإشتراك مع السيد موفق صالح آل مباركة لفضح جرائم نظام صدام وأستمر بمحاولاته لإسقاط النظام بسرية مطلقة ونجح في إنجاز عملية انضمام سفيرين من سفراء صدام الى المعارضة في أوائل آب 1993 ، إضافة الى كتابة المقالات ضد نظام صدام وعصابته ،  ثم ألمشاركة بتأسيس وإقامة الاعتصام ألمستمر الأسبوعي في أيام السبت في ساحة Trafalgar Square ولمدة 333 إسبوعا متتالية مهما كانت الظروف من مطر أو برد أو تساقط الثلوج أو صيام, وكان المطلب الأساس هو الإطاحة بنظام صدام ومحاكمته محاكمة دولية عادلة وكنا نرتدي الشالات الصفراء التي تعبر عن ألمظلومين وألمضطهدين في العالم لجذب انتباه وإهتمام السياح المارين بساحة ألطرف الأغر، وكنا نستغل هذه الفرصة لشرح أبعاد طغيان النظام وجبروته وانه يجب أن يحاكم دوليا. وكنا نجمّع التواقيع لتقديم هذا الالتماس إلى الأمم ألمتحدة وعدد من رؤساء العالم ألحر. كنا دائما نقول أن تعبنا والظلم الذي طالنا لا يعد شيئا مقارنة بما يعانيه أهلنا في العراق. وهذه الصورة هي لاعتصامنا الأخير محتفلين فيه بنهاية الطاغوت وأظهر أنا وزوجي سرمد ألسعد ووالدتي السيدة سهام مهدي السعدي وبنتي ميس وولدي علي في الصف الأول على يسار الصورة. 
- علمت أنكم التقيتم برئيس الوزراء البريطاني في كانون الأول من 2002 لموضوع مشابه؟
- نعم, كنا مجموعة من النساء وأطلقنا على أنفسنا (الأصوات غير المسموعة لنساء العراق) التقينا في عام 2002 بتوني بلير وزوجته شيري وكانت كل واحدة منا تمثل لونا عراقيا, ونقلنا له صور المعاناة في العراق خلال لقاء استمر ساعة وقد كنا صوتا واحدا رغم تعدد أطيافنا وقد نشرت الصحف البريطانية قصصنا في اليوم التالي.
 
 
                   
- وهل توقفت نشاطاتكم الوطنية بعد سقوط النظام أم أخذت نهجا آخر؟ فكما نعلم أن الحرب        ما بعد الحرب.
- بدأنا بتنظيم حملات لجمع التبرعات لإغاثة متضرري الحرب  من خلال عدة نشاطات منها عرض الأزياء ذات الطابع الإسلامي بالإضافة إلى بعض الأعمال اليدوية. 
 
 
 
 
 
- لنبتعد قليلا عن الأجواء السياسية ونعود إلى ريم الباحثة بشكل مختصر لأننا سنتوقف في مختبرك واجتماعاتكم العلمية في لقاء منفرد..ماذا عن البحث العلمي في حياتك؟
- كانت دراستي في مجال العلوم الطبية الحياتية لأنني كنت دائما اعشق اكتشاف أسرار جسم الإنسان وخلال الدراسة عقدت العزم على العمل في مجال البحوث السرطانية لأنه بالحقيقة مجموعة من الأمراض الفتاكة والمعقدة بنفس الوقت وهذا هو مجال عملي اليوم و تتركز بحوثنا على الدراسة النسيجية للورم بشكل يسهل لنا التوصل إلى إيجاد علاجات جديدة لهذه الأمراض وقد وفقنا الله فعلا لإيجاد العلاج لعدد كبير منها. 
- ماذا عن ريم الأم؟
- هذا هو الجانب الأكثر دفئا في حياتي , رزقني الله بثلاثة أطفال (ميس وعلي وآية) وجميعهم في المرحلة الابتدائية ويتحدثون باللهجة العراقية الجميلة وقد سجلتهم في مدرسة عربية يرتادونها كل يوم سبت كي يدركوا حبنا الكبير للغتنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا المتميزة وديننا العظيم ولاحظت استمتاعهم بحضور هذه الدروس لأنهم تعلموا الكثير إضافة إلى القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم. أقمنا العديد من الصداقات مع عوائل من خلفيات ثقافية مشابهة وهذه الناحية هي مكسب حقيقي.
تحدثت عن عائلتها بحب عراقي معروف الحنين.. وانتقلنا بين البسمة والضحكة والتنهيدة والأمل ..لكن أحبتي يبقى مشروع المستشفى(paediatric oncology and haematology hospital) المزمع إقامته في بغداد والمسمى (NOAH ) هو ما سيشغل مساحتنا القادمة إن شاء الله وهي دعوة لمن له اهتمامات في المجال العلمي أن يستفيد من مقالنا القادم لأنه سيحوي على بعض التفاصيل العلمية.. نستودعكم بحفظه وأمانه.
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امال ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/20



كتابة تعليق لموضوع : العقول المهاجرة.... خزين إحياء العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net