صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الجوع للموسيقي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مجتمعاتنا تعاني من مرض حضاري خطير إسمه "الجوع للموسيقي" , أو الحرمان من الموسيقى وفقدانها في مناهج التربية والتعليم.
 
فالتربية الموسيقية تكاد تكون معدومة عندنا.
 
وهذا مرض حضاري وثقافي فتاك!!
ذلك أن الموسيقى من ضرورات تنمية قدرات التفكير المنطقي , وإطلاق الطاقات الإبداعية , ووعي المكان ومؤثراته الحسية والفكرية , لأنها وخصوصا الكلاسيكية , تؤثر على العُصيبات الدماغية , وتحقق إرتباطات ودوائر ذات قدرات معرفية إبتكارية إبداعية متميزة وولادات حضارية واعدة.
 
فالموسيقى تمنح المهارات اللازمة للعلوم الرياضية والمنطقية والتقديرية الأصيلة , وتنشّط قدرات الكلام وإستحضار المفردات , وتعلم لغة الطبيعة والمحيط الذي ينشأ فيه الإنسان. 
ذلك أن أبجديات الصوت بأنغامه وتناسق ألحانه , المتمثلة بالمعزوفات الموسيقية , إنما تحدثنا بلسان الطبيعة , وتمنحنا طاقات التوافق مع إيقاعاتها وإتجاهات مسيرتها الراشدة.
فالطبيعة أدرى بمصالحها منا , وعندما نصغي لأناشيدها وترانيمها , نتعلم كيف نرعى مصالحنا ونتآلف مع بعضنا.
 
ويبدو أن من أهم أسباب غياب المنطق والمعقولية في تفاعلاتنا الإجتماعية والثقافية والسياسية , يمكن تلخيصه بغياب التربية الموسيقية في مجتمعاتنا , ولهذا فأنها تفتقد المهارات والدوائر العُصيبية اللازمة للتوجيه نحو آليات التفاعل العقلانية , والسببية الواعية المدركة للمؤثرات المحيطية بأبعادها الزمانية والمكانية.
 
فالموسيقى تحقق التآلف والتماسك الإجتماعي والإنساني , ولم يكن إختراع آلاتها لهوا أو عبثا , وإنما حاجة حضارية ملزمة لصناعة المجتمع القادر على العمل سوية لبناء حاضره ومستقبله.
 
ومن المعروف أن أول الآلات الموسيقية وخصوصا "القيثارة" , صُنعت في حضارة سومر وربما قبلها , وكانت المعابد السومرية , أشبه بالمسارح التي تؤدى فيها الأغاني والأناشيد , وتصدح الموسيقى بألحانها الشجية الفاعلة في تنوير العقل والنفس والروح.
 
والواضح في واقعنا الإجتماعي العربي , مقارنة بمجتمعات الدول المتحضرة , أن الموسيقى غائبة من حياتنا , وربما مُحارَبة وممنوعة وفقا لإدعاءات متنوعة , لا تمت بصلة إلى الفهم الصحيح لمعاني الحياة وتفاعلات الإنسان فيها.
 
ولهذا الحرمان الموسيقي تأثيراته الحضارية السلبية التي نشهدها ونعاني منها جميعا.
فالموسيقى حاجة نفسية وروحية وعقلية , لا يستغني عنها الإنسان , الذي يريد أن يكون معاصرا ومتحضرا ومبدعا ومساهما في صناعة الحياة الأفضل!
 
فهل سنربي عقولنا على التفاعل مع الموسيقى ؟
وهل سيكون للموسيقى دور في مناهجنا التربوية والتعليمية؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/11



كتابة تعليق لموضوع : الجوع للموسيقي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net