قبل ليلتين من عصر يوم بغدادي،اوقفت احدى السيطرات المتحركة عجلة كان بداخلها شاعر، كان اسم الشاعر هو عبدالزهرة زكي، ربما كان اسمه تهمة في زمن "جنيف 2" المنعقد في زمن القائد الضريبة صدام الذي كان لايحتفي بالزهراء وعبابيدها الفقراء، السلطة لها اولادها، والعائلة الواحدة لاتضمن أن يخرج احدهم عن الخطوط الحمر بسبب عمى الألوان، هكذا بكل بساطة اعتدى ضابط شرطة وشرطي على كتلة من الأدب العراقي الانساني باللسان وقلة الذوق واحترام انسانية الانسان، لم يفكر عبدالزهرة الزاكي أن يعيد الاساءة بإساءة، بل عمد الى اعلان اعتزاله الكتابة في الصحف والمواقع بسبب قلة الذوق هذه، صلاح عبدالصبور الشاعر المصري الكبير الذي أيّد السادات بذهابه الى اسرائيل،كان صاعدا الى مكتب الصحيفة التي يعمل فيها فأوقفه مواطن مصري بسيط وقال له ثلاث كلمات:"بعت بكم ياصلاح!!"، هذه الكلمات كانت كفيلة بأن يموت صلاح عبد الصبور في نفس الليلة، والحمد لله ان عبدالزهرة زكي، لم يؤيد السادات ولم يكن ممن باع انسانيته وخلقه الكبير، لهذا اراد ان يعتكف في بيته ويعتزل الغرام، ربما كان يُدخل اصحابه والمثقفين جميعا في امتحان عسير.
عبدالزهرة زكي الذي سجنه النظام الصدامي واوصله الى النقطة القريبة من الاعدام لأرتكابه جريمة الأدب والسلم العالمي وعدم تأثره بالكثير من شرطة الثقافة، لكنني متيقن انه فوجيء بحجم محبته لدى الآخرين....ومنهم الشرطة ومن يمثلهم.
شاعر عراقي واحد أقلق وزارة الداخلية بصمته، هذه الوزارة التي لاتخاف من أعتى المجرمين كانت قلقة على قلب عبدالزهرة زكي اكثر منه، صباح امس ذهب رمز ثقافي نبيل اسمه المفكر ابراهيم العبادي ليعتذر باسم الوزير المؤدب عدنان الاسدي لعبدالزهرة زكي،قامة ثقافية ومفكر اسلامي مثل ابراهيم العبادي يحمل باقة ورد ويعتذر لعبدالزهرة زكي عن اساءة جاهل لايملك ذوقا أساء اليه، لم يكتف السيد الاسدي بذلك، بل اتصل به شخصيا وعرّفه بنفسه أمام عدة اعلاميين وشكره لأنه طالب بحقه بصفته عراقيا،ودافع عن وجوده وثقافته وتاريخه بصفته شاعرا ومثقفا أمام كل مسيء حتى لوكان ضابط شرطة او ضابط جيش، ثم اعتذر نيابة عن وزارة الداخلية عن اي ضرر نفسي لحق بالشاعر.
اذا كان التاريخ يحفظ لديغول انه خرج من اجتماع بعد سماعه خبر اعتقال الفيلسوف جان بول سارتر وقال كلمته المشهورة( من القى القبض على فرنسا) فيقينا ان وزيرا لداخلية الفعلي قال اليوم(من أساء الى العراق الذي يمثله عبدالزهرة زكي).
حين تعتذر الحكومة من المثقف فقل نعم الحكومة ونعم المثقف، وحين تسيء الحكومة الى المثقف فقل بئس الحكومة وبئس المثقف.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat