صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

من غير الصدر يفعلها
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المواقف الكبيرة تحتاج لرجال بحجمها وأهميتها والمواقف الشجاعة لا يستطيع اتخاذها إلا من كان يملك قلباً قوياً وعزيمة لا تلين والقرارات الجريئة لا يقوى على اتخاذها في لحظة حرجة إلا أولئك العظماء الذين تركوا بصماتهم في مراحل مهمة من تاريخ الأمم، وليس غريباً على من ترعرع في كهف الجهاد والزهد ان يترفع عن الدنيا وأدرانها وينأى بنفسه عن الواقع السياسي والحياتي المتردي، وليس صعباً على من وقف بوجه كل المنحرفين والفاسدين والخارجين عن طاعته ان يصرخ بصوت الحق ويقول لايحق لأحد ان يمثلنا بعد الآن مهما كان اسمه او عنوانه او مكانته ، ولم يكن بيانه الليلة الماضية مفاجئاً لمن يعرف مقتدى الصدر ومواقفه الكبيرة التي لاترتبط بمصلحة شخصية بقدر ارتباطها بمصالح الفقراء الذين يرون بآل الصدر هم المدافعين عنهم والمتحسسين لآلامهم ومعاناتهم في وقت يتصارع فيه الجميع من اجل المكاسب الانتخابية وإتباع شتى أنواع الطرق والتسقيط السياسي والاجتماعي من اجل ان يكونوا هم الرابحين في السوق السياسية التي تعاني من الكساد والانحدار بسبب العقلية المتخلفة لأغلب من امتهن العمل السياسي كتجارة وليس واجب وطني وأخلاقي يعمل من خلاله  على حماية مصالح الشعب والوطن، وفي ظل هذه الظروف ينبري سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله ) وكما عودنا ليعلن بكل شجاعة عدم تدخله بالعمل السياسي وانهُ لا يسمح بعد الآن لأي شخص او جهة ان تدعي إنها تمثل عنوان الصدرين المقدسين وإن هدفه الأسمى هو الحفاظ على سمعة آل الصدر وتضحياتهم وليس الحفاظ على عدد مقاعد البرلمان او المناصب التنفيذية التي يتصارع من اجلها الأخوة في هذا الوطن، درسٌ جديد يقدمه وريث آل الصدر لكل الذين أعمتهم السلطة ومغرياتها حتى باتوا مستعدين أن يحرقوا الحرث والنسل من اجل البقاء على كراسي خاوية لم تشفع لمن سبقوهم ولم تصمد أمام حركة الأيام وعجلة التاريخ التي سحقت آلاف الأسماء والممالك والإمبراطوريات على طول التاريخ، ان هذا القرار سيكشف العديد من المنتفعين والمسيئين الذين كانوا يتجلببون بهذا العنوان المقدس زوراً وبهتاناً، سيدي يامقتدى الصدر انا ادرك جيداً انك اتخذت قرارك هذا على مضض ووصلت لطريق مغلق بعد ان حاولت جاهداً إصلاح مايمكن إصلاحه لكن القلوب التي عليها رين والاسماع التي صمت باصابع الجهل لم ترع فيكم آل الصدر ذمة ولا ضميراً ولا إنصافاً، انت ابصر بما تتخذ من قرارات ونحنُ لا نملك سوى الطاعة والولاء لأننا نعلم جيداً إنك للعراق مخلصاً وعن الشعب مدافعاً ولحقوق المظلومين مطالباً، آه منك ياشهر شباط دائماً تفجعنا بالمصائب بالأمس القريب فقدنا صدرنا المقدس في شهر شباط عام 1999 واليوم نفجع بابتعاد قائدنا ووريث مرجعنا عنا، سيدي يا ابن الصدر ان العراق بدونكم سيكون ضيعة وفريسة للذين تاجروا بتضحيات هذا الشعب ودماء ابناءه وان القاعدة التي اسسها الصدر الخالد تنظر إليكم بعين الحب والولاء فلا تتركنا بين انياب المنتفعين والمتسلقين وتجار الفتن والحروب والطائفية، انت وريث الصدر وتحملت الكثير من ترهات السذج من القوم وتطاول الصغار والنكرات وكنت وطنياً حد النخاع حملت العراق بين اضلاعك عشقاً وجرحاً ولم تساوم على ترابه وكتبت تاريخاً يليق بآل الصدر النجباء، سلامٌ عليك وانت تنزفُ ألماً من اجلنا ونحنُ غير مكترثين لذلك لأننا لم نعي بعد نعمة أنعم الله بها عليها اسمها الصدر.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/17



كتابة تعليق لموضوع : من غير الصدر يفعلها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net