صفحة الكاتب : اثير الشرع

الحرب المفتوحة في العراق, غاياتٍ وأطماع
اثير الشرع

العراق, بين مخالب الإرهاب وضعف الحكومة, صِراعٌ يتواصل بين أبناء الشعب العراقي وأعداءه, بمباركة أيادٍ خارجية نجحت بكسب بعض المحسوبين على الوطن, وأيادٍ داخلية أوصلت الحال في العراق الى منعطفٍ خطيرٍ جداً, قد يتم عبور هذا المنعطف, ولكن إستحالة العودة عبر المنعطف نفسه.
تأجيج الفتنة الطائفية؛ ,ومحاولة قتل الروح الوطنية؛ وشق الصف الوطني, عبر بث سموم التفرقة, بواسطة رجال إستأجرتهم إسرائيل, ودخلوا السياسة, ليكملوا مشوار البعث الذي يحاول قادته, العودة الى السلطة لتنفيذ مآربهم الخبيثة.
حالة حرب مفتوحة, طوال خمس وثلاثون عاماً, ومازالت, هذه الحرب تأكل الأخضر واليابس, بسبب الأطماع الداخلية والخارجية؛ بنى صدام مؤسسة عسكرية إستخدمها,  لحماية نظامه القمعي, والقضاء على معارضيه بشتى وسائل القتل, والتي وصلت الى إذابة إجساد المعارضين لنظام البعث في التيزاب, وإستطاع تنظيم عدة أجهزة أمنية, داخلية وخارجية, عسكرية ومدنية, وكان التمويل حتماً على حساب قوت الشعب, فقرار الحرب المفتوحة في العراق,  جاء بأمرٍ من القوى العظمى لينفذه حزب البعث, بإساليب مختلفة وظروف مختلفة ومُسميات مختلفة.
بعد إسقاط النظام البعثي عام 2003, كان الأجدر إحتواء المخلصين والمجاهدين وعدم طردهم وتنحيتهم وإحالتهم على التقاعد ؛ وإهمالهم, و الذي حصل, من دوافع إنتقامية كان أمراً طبيعاً؛ بسبب الجهل السياسي, وغُلبة العاطفة, التي سيطرت على معظم السياسيين, الذين قتل صدام وحاشيته, جميع أبناء أسرته, إنتقاماً لمعارضته سياسة البعث, لم يستطع أحد ضبط النفس, وتفضيل المصالح الوطنية, على المصالح الفئوية والخاصة, نجح صدام, بكسب ولاء اكثر من نصف عدد جيشه؛ عبر منحهم, أموالاً وقطع أراضي وبيوت فارهة, وخصص لهم مناطق خاصة في بغداد, وكان شعار صدام ( من كان معي فهو آمن نفذ ثُم ناقش) والعكس صحيح.!
جميع المؤسسات العسكرية والمدنية, بكامل عددها وعدتها, تهيكلت, بعد دخول القوات الامريكية الى العراق وانهاء الدولة العراقية, والتي مازالت الحكومة الجديدة المنتخبة؛ لا تستطيع لملمة مكونات الشعب التي تبعثرت؛ بسبب قلة الخبرة العسكرية والسياسية والفنية, لإدارة مؤسسات الدولة, مما تقدم نستطيع القول: إن من تسلموا السلطة في العراق؛ مازالوا يدورون, داخل دائرة مغلقة,  يبحثون عن مخرج للأزمات ولو كان صغيراً.!
لمْ يوالي جميع ابناء الطائفة السنية,  صدام  حسين؛ بل كان صدام على خلاف كبير مع عدد من العشائر الغربية,  و بعض شيوخ العشائر في الحويجة, و تم تصفيتهم ومنع اقاربهم من الأنخراط  في مؤسسات الدولة إبان عهد صدام, وبعد اسقاط نظام صدام, لم يتم الالتفات الى هؤلاء؛ وتعويضهم جراء الظلم والحيف, الذي تعرضوا له, من مجرمي البعث وجلادي السلطة؛ بل الذي حصل, هو تجدد مظلومية هؤلاء, وتم كسب بعض الصداميين والبعثيين, الموالين لبعث ما بعد صدام! و تهميش المؤرقين منهم, مما حدا بهؤلاء البحث, عن من يعتقدوه ( العدل ورفع الظلم ), الحقيقة المُرة: بعض السياسيين العراقيين هم, (الحواضن التي ساعدت على تفقيس الإرهاب, من حيث علموا أو تجاهلوا ذلك).


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اثير الشرع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/05



كتابة تعليق لموضوع : الحرب المفتوحة في العراق, غاياتٍ وأطماع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net