صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

العراق وبقرة المرحوم (جار الله )
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن من أدرك فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي في العراق يقر ويعترف بأنها كانت من أجمل وأنقى مراحل التطور الطبيعي للمجتمع العراقي في العصور الحديثة  ...صحيح كان العراقيون في تلك الفترة جياعا وفقراء ومحرومين ولكن القيم  الإنسانية باجلى صورها كانت حاضرة في سلوكهم الاجتماعي يحمي بعضهم بعضا ويامن بعضهم بعضا ويحمل بعضهم بعضا ..                نعم لقد كانوا كذلك وكان حتى اللصوص منهم يلتزمون بقواعد صارمة تحكم سلوكهم  أثناء سطوهم الليلي فهم يلزمون أنفسهم بعدم حمل السلاح خشية اضطرارهم  في المواقف الحرجة إلى استعماله ضد ضحاياهم ... ولكي لا أطيل فاني أقول بان يد السياسي او رجل الدين المزيف لم تمتد بعد من اجل إفساد الناس وتمزيق نسيجهم الاجتماعي كي يسهل بعد ذلك اقتيادهم بسهولة  وافتراسهم واكل لحومهم ...
وهكذا فقد كان الناس بسطاء بكل ما لهذه الكلمة من معنى في حياتهم وفي دينهم .. وعندما يحل عليهم شهر محرم الحرام كانوا يحيون العشرة الأولى منه فقط وقد كان يتولى إحياءها في ديارنا  رجل دين عجوز من دون مقابل وقد كان يقيم مجالسه عصرا آما في اليوم العاشر فقد كان يقيمها صباحا تنتهي عادة بتناول (الهريس ) وسيبقى اليوم العاشر من تلك السنين محفورا في ذاكرتي عظيما مهابا ما دمت حبا ,,,
لقد قلت بان الناس كانوا فقراء ولا يذوقون اللحم إلا عندما تحل الضيوف من بعيد على قراهم وفي المناسبات الاجتماعية والدينية وكذلك في الحالات التي تمرض فيها إحدى حيواناتهم وهم عادة يأنفون من بيعها في السوق فيذبحونها ويتقاسمون لحمها فيما بينهم ..وفي احد الأيام مرضت بقرة المرحوم (جار الله) وشارفت على الموت فأشار عليه بعضهم بذبحها فانتفض قائلا (سأكون مجنونا إذا تركت هذه الأفواه النتنة تذوق لحم بقرتي العزيزة )...وهكذا ماتت البقرة في اليوم التالي (فطيسا )
ويبدو أن ساسة العراق عربا وكردا مصممون على النظر إلى العراق وكأنه بقرة مريضة ذبحها راعي البقر الأمريكي  فقرروا اقتسام لحمها من دون أدنى حياء ولو كان الشعب العراقي قد سلمت فطرته من العبث لفعلوا كما فعل المرحوم (جار الله ) وطردوا غؤلاء من بلادهم لعل الله يقضي أمرا فيه نجاة للأمة  ...
أيها العراقيون ...انظروا إلى منظر سياسيي العراق الجديد وهم يتزاحمون  على الكراسي بينما يتزاحم أبناء شعبهم على مكاتب دفن الموتى من ضحايا فتنة لا يعلم إلا الله مداها ..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/09



كتابة تعليق لموضوع : العراق وبقرة المرحوم (جار الله )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net