صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

جو بايدن وكشف المستور
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمكن لنا متابعة التاريخ لنقرأ في صفحاته ماتمربه المنطقة الان من ازمات وحوادث حيث لم تكن قد مرت بمثل هذه الايام من عدم الاستقرار يهز كل دولها وقلق يسود شعوبها من الاعمال الارهابية التي تذبح العشرات وارتفاع حصيلة الضحايا يومياً والمفقودين والمعوقين وسفك دماء الابرياء والتهجير القسري وتهديد حياة ابناء المدن والمناطق المختلفة وطبعاً سوف لن تبقى في حدود المنطقة فقط انما سوف تمتد الى مناطق ابعد اذا ما بقيت الحكومات الوطنية مكتوفة الايدي وعاجزة في مواجهة الازمة وعبور المحنة وان يقف العالم يتفرج معهم دون ان توضع حلول اساسية وهي من مهمات دول المنطقة وشعوبها اولاً واخراً وضرورة الابتعاد عن الحلول الترقيعية التي نراها لم تزيد الطين إلابلةً ويجب ان تتوحد الرؤى من اجل وضع استراتيجية سريعة  لايقاف زحفها وانتشارها وثم القضاء على هذه العصابات المجرمة والتنظيمات البعيدة عن الانسانية والدين  وتجفيف منابعها قبل فوات الاوان.
ان الارهاب الاسود الذي نراه اليوم في الكثير من البلدان بدأً بالتوسع والتحركات المشبوهة التي اخذت ترهب شعوبها ولاتنفع معها العمليات الاستعراضية التي نشاهدها وتقوم بها دول التحالف (والمتهمة بعضها في دعم هذه الجراثيم) في قصف مواقع محددة لان قصف بعض الاماكن عن طريق الجو تحت ذريعة محاربة الارهاب لاتحد من نشاطات هذه العصابات بل العكس قد تساعد على  تكثير هذه الجماعات مادامت قيادة  تلك العمليات ليست بيد البلدان المبتلية والتي تتحرك هذه التنظيمات على اراضها (على قاعدة اهل مكة ادرى بشعابها )ولانستنتج من هذه العمليات إلا اطالة امد الحرب ولتأديب تلك العصابات لخروجها عن الخطوط الحمر واهداف تلك القوى الامبريالية .
ان الحرب ضد الارهاب في اي بلد يجب ان يكون من مهام قيادة وشعب ذلك البلد وعلى عاتقه وبمشاركة البلدان الاخرى اذا طلبت بشكل رسمي وعبر مجاريها الطبيعية ووفق ماتملي عليهم القرارات والقوانين التي تصاغ في المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ومجلس الامن وضمن الاطر التي تقرها.كما ان بلدان المنطقة هي التي تعرف من هم الارهابيين والجهات التي تقدم الدعم لهم واماكن تحركهم. ويجب ان يكون لهم الدور الريادي لقطع اوصالها تلك العصابات لا ان تأتي قوة عسكرية من بقاع الدنيا تجهل طبيعة الارض والعدو للقضاء عليه. والارهاب له منابع مختلفة واذا اردنا القضاء على هذه الافة علينا ان نبحث عن الايدلوجيات والاموال والتسليح والتحركات الانسانية التي تقف خلفها من اجل شل تلك المنابع وقطعها.
ان العمليات العسكرية التي نشاهدها الان في محاربة الارهاب لاتمثل شئ ولايمكن من خلال قصف عربة تحمل عدد من المعتوهين اوضرب منشات نفطية او هدم البنية التحتية المهمة بشكل مقصود لاتعني الجدية في مكافحة هذه القوى الشريرة مادامت لاتجري وفق خطط مبرمجة مع البلدان المعنية مثل القيادات العراقية والسورية ويجب الضغط على كل من قطروالامارات والسعودية لوقف دعمها لهذه العصابات وتهاون تركيا في منع ورود وغلق الحدود بوجه هذه الزمرمن المرور والعبور الى العراق وسوريا  وقد اشارنائب الرئيس الامريكي جو بايدن واتهم فيها دولاً حليفة للولايات المتحدة بينها انقرة بتمويل وتسليح منظمات ( ارهابية ) في سورية وهي مصرة على اسقاط النظام في سوريا (رغم اعتراض الرئيس التركي على ذلك الاتهام وطلب رسمياً الاعتذار للحكومة التركية )وما كان للرئيس اردوغان في اخذ الموافقة من مجلس الشعب التركي في المشاركة البرية في الحرب الى جانب التحالف الدولي وخروج القوات خارج الحدود إلاجزء من الاستمرار في المحاولات لاسقاط النظام السوري والتدخل في شؤون بلدان الجوار (وليس ببعيد ان يكون العراق المستهدف الاخر من هذه العمليات والمخططات وجزء من العملية  المقصودة) ومن دعم المنظمات الخارجة عن القانون في بلدان الجوار التركي وقد كان الرئيس اردوغان قد نوه عنها اخيراً وفي مناسبات مختلفة لتلك الاطماع التوسعية.وقد اعترف بهذا الخطأ و ذكرها جو بايدن بكل وضوح في جامعة هارفرد في 2 اكتوبر 2014 بالنص( لقد شن الحلفاء حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا الملايين من الدولارات وعشرات الاطنان من الاسلحة للذين يقاتلون الحكومة السورية واكد على تورط الحلفاء العرب المباشر مع المجموعات الارهابية العاملة في سوريا ).وهذا اتهام واضح لامريكا ايضاً بكونها على علم بكل الامور وتعرف مصادر انطلاق ودعم هذه المجموعات الارهابية.ويمكن فك اللغز من خلال الحكم عن غاية اربعون دولة بكل هذه الامكانات اللوجستية والاستعدادت العسكرية عن وما هي الاستراتيجية الطويلة الامد التي رسمتها كما تدعي من اجل تقسيم المنطقة والسيطرة عليها وهنا يقف المحللون في حيرة من امرهم لان معالم الحرب غير واضحة ولايمكن الاستنتاج بسهولة والحكم في الامر إلا ان يتعلق بدول المقاومة والممانعة وحذف هذه القوى من امام خطط القوى الكبرى لانها معيقة لاستراتيجياتهم للسيطرة على المنطقة وغضب خيراتها والعبث بها وفي ما تملي عليهم مصالحهم واطماعهم والتي تريد الهيمنة على سيادتها واستقلالها ومنافعها.
كاتب واعلامي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/06



كتابة تعليق لموضوع : جو بايدن وكشف المستور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net