صفحة الكاتب : باسم العجري

آخر رجال البغي السياسي
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل منا يمتلك القدرة للوصول إلى الهدف، اذا كان لديه طموح، وقوة إرادة، وتصميم، وهمة عالية، أضافة إلى كل ذلك التواصل وعدم الرضوخ لليأس، يحقق لك كثير، أذا ما أردت أن تصل إلى هدفك، الذي تنشده، الزهد في الحياة؛ له عدة طرق، منها، أن يكون الزاهد زاهدا حقا؟ عندما تثنى له الوسادة، ويملك السلطة، والمال، والنفوذ، يصبح بالمواجهة، أي على المحك، ويظهر معدنه الحقيقي، أن كان أصيل، فالعاقبة للمتقين، وأن كان غير ذلك، فإقرأ عليه السلام.
كثير من سياسيين هذا الوقت، عندما يجلس على كرسي المنصب، ينسى أمه وأبيه؛ ويترك الواجب ويعمل بالمستحب، وهذه مشكلتنا مع المناصب وشاغليها الجدد.
هناك من جعل الكرسي؛ مشروع خدمة، يخدم الناس، ويدافع عن حقوقهم، ووقف مرفوع الرأس، خرج وهو شامخ، يعتز بقيمه النبيلة، رغم أنه أخرجوه من منصبه، ومنهم القاضي منير حداد، خير دليل، لأنه عمل وفق ما يمليه عليه ضميره، لذلك حاربوه وأبى أن يتنازل عن مبادئه وقيمه، وهناك من تحكم بالكرسي، وجيره لنفسه وأهل بيته، وأقربائه، وأصبح كل شيء في متناول يده، القانون مسير لخدمته، متناسيا القانون الإلهي، الذي جعل من الإنسان مشروع إصلاح، وخدمة، وتواصل، وتعايش سلمي حقيقي، يضم الجميع.
قوة البلد بوحدته، ومن يسعى إلى لملمة الشمل، عليه أن يكون زاهدا، تاركا ملذاته، وشهواته، وحبه للسلطة يرميها من وراء ظهره، لكي يقدم لابد أن يحض برضى شركائه، ويبتعد عن لغة الأزمات، والشد العصبي غير المبرر.
من يؤمن بالإسلام عليه أن يتعامل بإسلاميته، لا ان يكون مسلما، ويتعامل بقانون المنافقين أعداء الإسلام، كما فعل بعض سياسينا، يوقع على اتفاقات مع شركائه، ويخرج ضاحكا، ويستهزئ، ويقول مقولته الشهيرة: "خل يبللون الورقة ويشربون مائها"، أساس العمل السياسي، الصدق مع الأخرين.
احترام الذات؛ أمر مهم لدى المخلصين للبلد، لذلك من يعمل على منهج التجديد، والتواصل، مع الأخرين، ويقف معهم يثقون به، ويشتركون معه في عمله؛ لأنهم أطمئنوا منه، فالنتيجة طبيعية، لممارسة دور السياسة الصادقة، والهادفة لتحقيق المصالح للجميع، وكذلك الامن والأمان للجميع.
أما من لم يحترم كلمته، وينكر ذاته، فقد حفر قبره بيده، ودفن نفسه في مستنقع البغي السياسي، الذي راح ضحيته، وتم عزله، وندم على ما فاته، لكن لا يصلح العطار ما أفسد الكرسي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/13



كتابة تعليق لموضوع : آخر رجال البغي السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net