صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

بُناة الأوطان!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأوطان لا تؤسسها الكراسي , ولا تبنيها الأحزاب المتصارعة , ولا تُحقق إرادتها التبعية والإستسلام للآخرين.

ولا تصنعها الأكاذيب والأضاليل والخداعات والإفتراءات , والتفاعلات السلبية ما بين أبنائها , حيث يتم النيل من القدرات  , والإنسياق في دروب الضياع والتداعي والفساد والخسران.

الأوطان لا يطورها رجال غارقون في الكراسي , ومتمسكون بها حد الموت , وساعون للبقاء فيها مهما كلف ذلك من خسائر مادية وفكرية ونفسية , وإجتماعية وأخلاقية وقانونية ودستورية وإنسانية.

الأوطان لا يوحّدها مَن يريد أن يعبّر عن رغباته الضيقة الفردية الفئوية والحزبية , ويجسد معاني التبعية والإستسلام , وتنفيذ ما يُراد له من القرارات والإتفاقات اللازمة لتحقيق المصالح البعيدة المدى , لذوي التطلعات الإفتراسية المتوحشة.

الأوطان لا تعززها الطائفية والعشائرية , والتطرف وسفك الدماء,  وبناء السجون والمعتقلات والقتل الفظيع للبشر , والإمعان بقهره وإستلاب إرادته.

الأوطان لا تبنيها الإرادات المستقتِلة على المناصب , والتي تتدافع بالمناكب من أجل الجلوس على كرسي يُرضي حاجاتها الخفية , ويُشبع رغباتها المؤجلة ويُشفي حرمانها المعتق.

الأوطان يصنعها الإنسان المؤمن بشعبه وبوطنه , والساعي لتحقيق أماني الناس وتطلعاتهم.

الأوطان بأبنائها , بأفكارهم وطاقاتهم وقدراتهم وطموحاتهم , وبكيفيات التعبير عما فيهم للوصول إلى آفاق الصالح المشترك , الذي يعزز الحياة ويبني مجد الوطن , ويمنح الأجيال قدرات الإنطلاق الرحيب.

الأوطان  تبنيها الأخلاق والقيم والمعايير الوطنية الإنسانية الجامعة , التي تحافظ على كرامة المواطن وحقوقه , وترفع من شأنه وقيمته ودوره في صناعة الحياة , وتأسيس المستقبل الحر السعيد.

الأوطان تعززها الأخوة والمحبة والألفة وتجسيد الوطنية بهويتها وسلوكها ورايتها الخفاقة.

الأوطان يطوّرها الجد والإجتهاد , والصدق والأمان والعفة والنزاهة , والعدالة والشعور بالمسؤولية , والعمل الدائب من أجل الأفضل على جميع المستويات.

الأوطان تُبنى بقلب وطني وروح وطنية وإرادة ووحدة وطنية وكلمة صادقة لا تقبل التفريط بذرة تراب , وتحرص على الثروات  الطبيعية والبشرية والفكرية والثقافية.

الأوطان يشيّدها رجال يحتقرون الكراسي , ويعظّمون أماني الوطن وإرادة الشعب وتطلعاته , ويرفعون من شأنه وقيمته ودوره في صناعة الحاضر والمستقبل وإتخاذ القرار.

الأوطان يبنيها قادة يخدمون أوطانهم وشعوبهم وليس أسيادهم , ويضحون في سبيل المُثل والقيم النبيلة السامية.

نعم إن الأوطان يبنيها الإنسان الذي يحمل مشعل الصيرورة الإنسانية المُثلى , فيشيع السلامة والمحبة والسماحة , والرحمة والقوة والعزة والسعادة في ربوع الوطن ,  ويمنح القلوب سلاف البهجة وجوهر السرور.

فهل عندنا قادة يبنون وطنا وأمة؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/25



كتابة تعليق لموضوع : بُناة الأوطان!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net