صفحة الكاتب : همسة الهواز

زهـــــــا حــــديـــــد وهــنــدســــــة الــعــبـــارة
همسة الهواز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

زهــا  تخطف بريق الشمس حين نهضَ الصباحُ على يدها ﻓﻲ كفّها الوعودُ والرعودُ والدفوفْ وشمعةٌ وضَّاءةٌ ﻓﻲ وهج النهار جاءَ من فكرها الغمامُ ملوناً ولم تستأذن الأمطارَ غيبتُها تهدي الحضورَ بشارةً  بريقها من سربَ  نجومٍ  ليتجلى بدراً أشرق في سنى غدها.
مِـنْ كَفِّهَا تَظْهَرُ اُلشَّمْسُ صَاهِلَةً فِي اُلْمَرَاعِي وَاُلْوُجُـودُ مَزَامِيرُ تَزهي فِيهَا اُلأَمَاِسي راقصة ًً لعلّ نجومَ الليلِ تُعمِلُ في فِكرها لتلمع في حداثة الحياة  تَلاوِينَ أَقْدَارِنا.
حديد هي من علمتنا هندسة العبارة وتخطيط الحروف في كفها شعلـة معمار تهدي، وفـي فمها بشرى وفي عينها إصـرار أقـدار وفي ملامحها وعـد وبين دمـها بطـولـة تتحـدى كل جبار.
 منحوت أليهـا لـون الـعـالم من كـل مضمار حين نحت الحمام من عودها بيته ونَسَجَتْ يَدُ الأَيّامِ منْ أكْفانَها حللاً وألقتْ بين عقودها الأوطـان.

في هندسـة بنائهاِ فضة قد زينها الذهب وعينها المسك ومن رؤيتها تعبق الدرر
 وأوراقها ذهب دنت الغصون منها بكل نوع  من الريحان والثمر خلقت أوراقها حلل شفافه  واللؤلؤ الرطب والمرجان في البحر لها سجد  كأنها بدر في غصنها نقا على نور بدت في ظلمة السحر والخيال.
وبشرى من الغيب ألقت في فم الغـار وحياً وأفضت إلـى الدنيـا بأسـرار،
 بشرى لبغــداد طافت بوجــدهـا كالشـذى حـراً ، وأعلنت في الربـى ميـلادهـاِ أنـوار وشهق الصمت بأسمها.
عندما حملتهـا الأنسـام تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار و هدهدت " طيور شط العرب " بأناملهـا الوسنـى 
وهـزّت الفجـر ِ بها إيذانـا بإسـفـار
 فأقبل الفجر من خلف التـلال وفـي عينيـها أسـرار عشـاق و سمـار
 كأن فيض السنى في كـل رابية مـوج وفـي كـل سفـح جـدول جـاري
 تدافع الفجر في الدنيـا يـزف إلـى التاريخ أسماً فجـر أجيـال وأدهــار.      
ودمعة العراق ﻓﻲ خدّها كنجمةٍ من نار يدها كانت تمسحُ ظل الشمس في الأهوار وتسكن الطيور في كفيها من كل دار.
هذي المفاخر في تبيانها مجموعة لم يحتويها سوى روعة الخيال يصطاد منها لذة الفكر.
حديد تحف من الفن الرفيع نرى في كل ناحية  بها سحر فيه أفانين الروائع من عصر يليه بغيرها عصر هذا هو الكرم الخليق بها من لا يسامي قدره قدرت في مجدها ويظل في إقبالها الدهر مفرح المنى.
أَطفُو على الحَرْفِ الذي صَلَّى على يدها وتابْ خَطٌّ من الضَوْءِ النحيتِ فكُلُّ فاصلةٍ شِهَابْ تعلّقتِ الشمسُ من يدها بالسماء وطيورٌ تشدُّ رداءَ الغمام على مخملِ ماء بهيا ً، في يديها دفئاً وبعض أبخره ترسم الجنان .
الحمام في عيناها تتقن فـنــها ورفيفها حتـى الممـات والموج يعرف بحـره  في تصاميمها، وكـذلك لهيبُ القَـاذفات يازهـــا أري للعــالــم ماولــدت أرض الحضارات  
حديد في مناشد الألواح تناجي بيديها عسلٌ قد تعتّق ثغره ولديهاِ كأسٌ مثخنٌ بجراح بغداد في فنها أسراب الكمائن والطيور، سكنت وخيال نفسي في سحرها صامتٌ بيديهاِ كأسٌ نبيذٍ من دمي
وبكفيها نفسي قد هوت بحديد تصميمها خيال فيه صوت مسمار يدق في النعش البابلي صوراً وأضحى في أشور جسداً ترنيمة أشعار أو فضاء للنبش.        هذه أصابعي تتراقص خجلا  لمحياهاِ هذه كلماتي ترتعد وجلاً بهاِ حين يجتاحني إعصار العشق فأغدو ممسكاً بالأشياء وأتلو عليها كل الأسماء لعلك يازها تمطرين لتزهر أعواد الكروم في أرضي وتعود الشمس لموطني لعلك تمسكين بيديكِ أبراج النجوم وتكتبين ثانية شهادة ميلاداً معمارية تبدأ من بلاد فيها دربة الأغنياء ومرتع للنسيان.
وأناملاً أبت عذاب الفقراء وفضاء للأحزان والصرح المعماري في أرضنا
 وهج من نار صرخة  أو صوت أنفجار والزمن خريف  المجرات لعلك تزرعين بأصابعكِ النحيفة الشغب في أطراف مملكتنا الجامدة لعلكِ تطردين بأنفاسكِ المعطرة بالجوري وقداح الياسمين التعب من زوايا جسد العراق .
حين تنـشد زها بيديها شبلٌ البلاد يشتكي بتت بلادنــا ثكلى تستريح جراحها على يديكِ وكأسٌ من حياةٍ
 قد مضت مرّ المذاق وجرعت أقداحها الألم 
 غابت الأعين على شغفٍ تسلل الفرح فيها مسرعاً وتعللت بالوصلِ في ألواحها الأرواح
 ودمعٌ قد تناثر فانتشت تنتفض أرواحها الأوجاع.
زها وهندسة العبارة تقفز من محراب عيناها  أبتجالاً  كل الجسور في روما وكل الأسراب العائدة من باريس حين تنشب الشمس مخالبها في صدر الأفق الشرقي تحتفل الورود.
كل ليلة تترقب تلك السحب المهاجرة لعلها تمطر وهي عابرة على مدينة الحب الصابرهِ  فناً وبعض أبخره تصوغ الجنان.  
وتـرتجف الاقلام للتحدث عن هذا الجبروت المعماري الحديــدي الذي يحدثنا عن زاوية مـستقبلية ،
تنحت زها منحوتات تحاكينا من منشأها  في بغداد وترسم  لوحة  تشكيلية
تعزف لنا بأجمل  الألوان والأشكال وعروقاً نسجـت من مـدينه أشور أسمـــاً محمل بالـزهـر معتق بالـعود حـاملاً شناشيـل البصـرة في كفـيه ، وقبلات شط العرب في جبـينه.

 
وتعلمنا زهــا في تلك الحياة ودربها عزم الشمس تسطع بألوان لمن نشـدها من قبــل لتــهز عروش الكون والناس  من حولهاِ كم بنوا بالعزم   
وبناء عزمهاِ أضحى آيات للجمال ونطق الصخـر فيها وحطم بالجد أكوام الضلال  أتــأمل في فنها بدا كالبدر مرسوماً بين أورقها بأفتنان.

حديد الفؤاد عميقة الثقافة تصاميمها بأشكالها الأنسيابية التي تشكل كتل منحوتة كأنها نصب فنية فى تصاميمها "التعقيد والتناقض" في العمارة
بعمارة تُعلى الثراءَ " بمعنى الوفرة والكثرة والزخم فى التفاصيل " والألتباسَ والغموضَ فوق الوحدةِ والنقاء،
وتقدّم التناقضَ والتعقيدَ على التناغم والبساطة.
 وتناهضَ الحداثة المبسّطة عن طريق تقديم حلول معمارية مركبة أستقاها من تاريخ العمارة.
 ليس فقط من التاريخ الذي يخص البيئة التي تنتمي إليها البناية عندما تكون رهن التصميم بل من التاريخ المعماريّ الكونيّ كله.
أرادت أن تحاكي العمارة وسط رؤية مستقبلية وخيال شامخ لاتراها غير عيون زها في جمح تعقد  فيه َ المدن الراهنة وصخبها أن تكون جزءًا  كبيراً من سياقها الراهن بكل فوضاها وضجيجها وأصبحت زها رمز للصمود لمن يفتقر في حداثة العمارة.

زهـا ذات عينان سوداوان يملأهما ذكاء خارق لواحدة من أكبر فنانات عصرنا الراهن

 هكذا وصفتها إحدى الصحف الإيطالية ، إنها المعمارية العراقية "زها حديد" ،
 التي تعتبر الأنثى الأولى في التاريخ الحديث التي قفز أسمها إلى مصاف عظماء العمارة العالمية ،
 حيث فازت زها بجائزة "بريتزيكر" المرموقة في مجال التصميم المعماري لهذا العام ،وهذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها أمرأة بهذه الجاهزة التي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً، كما أنها أصغر من فاز بها سناً.
وتستحق أن تفوز بها أمرأة أعتلت بفضل أعمالها المعمارية الحديثة كل العالم وقال المشرفون على تنظيم الجائزة  أن "زها حديد" المقيمة في لندن ، أصبحت ثالث بريطانية تحصل على الجائزة التي توصف أحيانا بأنها تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية ،وحديد البالغة من العمر (53 عاماً) هي أصغر الحائزين على الجائزة.
 وقد أسست عائلة "بريتزيكر" والتي تملك سلسلة فنادق حياة - هذه الجائزة
عام 1979 لتكريم مصممين معماريين ما زالوا على قيد الحياة ، وتقدم أعمالهم المشيدة إسهامات هامة وباقية  للبشرية . وتتألف الجائزة من ميدالية من البرونز وجائزة مالية  قدرها مائة ألف دولار ، وتقام في مكان مختلف كل عام ، حيث كان الأحتفال بمنح "زها حديد" الجائزة في متحف التراث في "سان بطرسبرج" في روسيا.
وجاء في شهادة لجنة تحكيم الجائزة أن الطريق الذي خاضته "زها" للحصول على الأعتراف الدولي كان كفاحاً بطولياً.
 زهـا وهندسة العبارة هي إبداع يتنقل بين العواصم الأوروبية وأنحـاء الـعـالـم، ليسجل بصمات معمارية في فن العمارة الحديثة بأشكالها الأنسيابية والدرامية

لا تعترف بزوايا أو حدود، حكاية تتوجها أمرأة نهلت من نهل الحضارات أمرأة من الشرق من أرض بابل بل هي زقورة العراق الشامخة  أسمها زها حديد هي مصممة فريدة من نوعها ذات مخيلة معمارية نادرة وخصبة وفريدة، المعمارية المعروفة التي تجوب العالم لكي تحقق حلماً بدأ من بغداد،
مدفوعة بعزيمة تجعلها قادرة على هد الجبال وتفكيك المصاعب لتصبح اليوم من رواد مدرسة قائمة بحد ذاتها. مدرسة لا أنتظامية قائمة على التفكيك، يساهم فيها أمثال بيتر أيزمان وريم كولهاس وفرانك غيهري ودانيال ليبسكيند وبرنارد تشومي وغيرهم، تدعو الى أنعدام التوازي والتقابل في الخطوط والأشكال من أجل تحقيق أشكال درامية
 بل وفنية أيضاً.زها حققت الكثير إلا أن أهم إنجازاتها هي تلك التي لم تنجز بعد....!!! ولا تزال في مخيلتها رسوم ديناميكية لم تعرف طريقها إلى الملموس، وإذا كانت الأسماء تشي بصفات أصحابها،
فإن زها حديد بالفعل أمرأة  قد علمتنا فن هندسة العبارة والخطوط من حديد، وإلا لما أستطاعت فرض وجودها
 في عالم معروف بصعوبة  أختراقه حتى على الرجال فما بالك بامرأة ومن الشرق.
حيث أنها في عام 2002 فازت بمسابقة التصميم الأساسي لمشروع "ون نورث" في سنغافورة، وفي عام 2005 فازت بمسابقة تصميم كازينو مدينة بازل في سويسرا.
وفي عام 2006 منحتها الجامعة الأميركية في بيروت درجة الدكتوراه  تقديراً لمجهوداتها أضافة الى حصولها على وسام الأمبراطورية من رتبة كوماندور،
هذا علاوة على أنها دخلت تاريخ  فن الهندسة المعمارية من أوسع أبوابه حين حصلت على جائزة  بريتزكر للعمارة، وهي بمثابة جائزة نوبل للعلوم والأداب.
 مؤخراً تردد أسمها من جديد حين أقترن بمعرض "شانيل" المتنقل الرحال، هذا المعرض الذي يجمع أعمال 18 فناناً أنسجوا أبداعاتهم من حقيبة شانيل المبطنة،
 ويتنقل بين العديد من دول العالم : من هونغ كونغ الى طوكيو ومنها الى نيويورك ومن ثم الى لوس أنجلس ولندن وموسكو ليصل  الى باريس في عام 2010 مؤطراً بإبداعها.

مع زها حديد المعروفة في بساطتها في الـحديث معنا نتحدث عن تفاصيل شغفها بالهـندسة المعمارية في حياتها
بدأت زها حديثها بتلقائية  فتكلمت عن مشوارها الملهم العامر بالتحديات وتكسير القوالب النمطية،
 سواء على المستوى العملي أو الإنساني.
 
لـنـتحـدث عـن هـنـدسـة الـعـبارة فـي بـدايـة حـيـاتـك ومـاهـي الـشـرارة  التي جعـلـتك  تهتمي بالهندسة المعمارية.. ؟
حيث قالت أتذكر وأنا طفلة لا يتعدى عمرها السادسة أن والدي أصطحباني إلى معرض خاص بفرانك لويد رايت في دار الأوبرا في بغداد، وأذكر أنني أنبهرت حينها بالأشكال والأشياء التي شاهدتها. فقد كان والداي شغوفين بالمعمار لكن من بعيد.
كما أذكر إجازاتنا في منطقة الأهوار جنوب العراق التي كنا نسافر إليها عبر مركب صغير كنت أنبهر بطبيعتها وخصوصا بأنسياب الرمل والماء والحياة البرية التي تمتد على مرمى العين،
 فتضم كل شيء حتى البنايات والناس. أعتقد أن هذا العنصر المستوحى من الطبيعة وتمازجها مع العالم الحضري، ينسحب على أعمالي، فأنا أحاول دائما ألتقاط تلك الأنسيابية في سياق حضري عصري.
وحين درست الرياضيات في بيروت، أدركت أن ثمة علاقة تربط بين المنطق الرياضي والمعمار والفكر التجريدي.

وذكـرتي أن والـديكِ  كانا مهـتميـن بالـمعـمار بشكل غـيـر مبـاشـر، لكـنـكِ أسـاسـا تـربـيـت فـي بـيـت سيـاسـي ..؟
 نعم كان تأثير الجو العائلي عليه حيث تلقيت تربية عصرية في العراق، وأستفدت من تربية والدي المستنيرة  لي ودعمهما غير المشروط، كانا ملهمين كبيرين لي، ويمكنني القول أن حماسهما هو ما أيقظ طموحي، كما أن تشجيعهما لي علمني أن أثق بإحساسي مهما كان غريباً.

بـمـاذا تـأثـرت الـمـعـمـاريـة الـعـالـمـيـة زهــا حـديـد فـي صـقـل أنـسيـابـيـة الأشـكـال فـي هـنـدسـة الـعـمـارة ...؟؟
قد تأثرت تأثرا كبيراً بأعمال أوسكار نيمايير، وخاصة  أحساسه  بالمساحة. أبداعه وإحساسه الفريد بالمساحة  فضلا عن موهبته الفذة كلها عناصر تجعله متميزاً ولا يعلى عليه، فأعماله هي التي ألهمتني وشجعتني على أن أبدع أسلوبي الخاص مقتدية ببحثه على الأنسيابية  في كل الأشكال.
كذلك أنا بطبعي شخصية  قوية وأتمتع بإرادة  قوية لا تضاهيها  إلا قوة  طموحي. لا أنكر أنه مرت علي لحظات شعرت فيها بإحباط شديد، لكنها لم تدم طويلا، والفضل في هذا يعود إلى طبعي المتفائل، وإحساسي بأني سأخرج من الحالة بطريقة ما. علمتني التجارب أنه علينا تغيير أسلوب تفكيرنا بين الفينة والأخرى لتناسب اللحظة التي نعيشها.

الـبـعـض يـرد نـجـاحـكِ إلـى الـمــوهـبـة والـبـعـض إلـى الـكـفـاءة والـمـثـابـرة ..؟؟
لا أعتقد أن نجاحي يعود إلى شيء معين، فهو نتاج عدة عوامل وتجارب  إنسانية مررت بها. وربما يعود إلى شخصيتي القوية والمنطلقة أكثر مما يعود إلى هويتي أو كوني أمرأة. نعم لقد حققت النجاح اليوم، لكن الطريق لم يكن سهلا أو مفروشا بالورود، بل كان نتاج  كفاح  طويل جداً. في بداية عملي، كنت مدمنة عمل،
 وكنت أعمل في المكتب لساعات طويلة، بل كنت أحياناً  أشرك  الليل بالنهار، وهذه المثابرة والإرادة كانت تحتاج إلى الكثير من الطموح والتركيز.
هــل سـر هــذا الأصـرار كـونــكِ أمرأة عـربيـة عـظـيمة عـلى الـرغـم الـمعـماريـة زهـا حـديـد لـم تـتـربـى
 عـلى الـمفـهـوم الـعـربي الـتـقـلـيدي..؟
لم يكن إصراري نابعاً من كوني أمرأة فحسب، فكوني أمرأة عربية ومهندسة عصرية وجهان لعملة واحدة.
وبهذه المناسبة أريد ان أشير هنا  إلى أني عربية وهذا صحيح  لكني لم أتربى بالمفهوم العربي التقليدي.
 فأنا لم أقطن في بلد عربي منذ ثلاثين عاما، ومن هذا المنطلق فأنا لست النمط العربي المتعارف عليه.
 أنا عراقية أعيش في لندن ، لهذا أعتقد أن أي واحد في موقفي أو مكاني عليه أن يعيد صياغة  نفسه أو صياغة عالم خاص به.
وأتمنى لو تتيح لي فرصة في بناء مشروع في الشرق الأوسط وهو بناء حي حضري كامل أوظف فيه كل ما تعلمته عن تصميم الأماكن العامة المغلقة والمفتوحة على مستوى ضخم، ولا أقصد هنا تصميم بنايات وبيوت فقط، بل أيضا مطاعم وفنادق .

 مـنـذ مـتـى فــن الـعـمـارة أجـتـاح خـيـال زهــا حــديـــد...؟؟
فن المعمار كان في دم حديد، منذ أن زارت للمرة الأولى آثار سومر في جنوب العراق، حيث بدأ المعمار نفسه
من هناك وأنشئت أولى المدن. و إن والدي كان صديقاً لويلفريد ثيسيفر، المستكشف الإنكليزي.
 تعرفت على الأهوار – جنوب العراق من خلال كتبه  والصور الفوتوغرافية، قبل أن أذهب لزيارة المنطقة.
وعندما فعلت كنت في سن المراهقة وأندهشت. والدي (سياسي / ليبرالي / عراقي بارز) أخذنا  لزيارة  الآثار السومرية. وهناك ركبنا الزوارق ثم في أخرى أصغر حجماً مصنوعة من أعواد القصب، لزيارة  قرى في الأهوار. جمال المناظر الطبيعية هناك  لم يفارقني قط: رمال، مياه، قصب، طيور، بيوت، وأناس، وكل شيء يطفو فوق المياة
وعندما ذهبت إلى الأهوار، كانت هناك مدارس جديدة  في مناطق القصب، كانت الفتيات يتعلمن للمرة الأولى.
كان الأمر مدهشاً  بالنسبة  لتاريخ العراق.




وهــل تـريــد زهــا حــديـد أن تـُنـشــئ سـحـرهـا الـمـعـمـاري فـي الـعــراق ...؟؟
يالتأكيد أريد ذلك في العراق وفي بغداد، ولكن الوقت غير ملائم اليوم ، وجهودها تتركز بالتأكيد أمكنة أخرى في الساحة الثقافية. "ما أحب حقاً أن أبني، هي المدارس، المستشفيات،مشاريع سكنية وبطبيعة الحال فإن العمارة التخيلية بإمكانها أن تحدث تغييراً في حياة الناس، ولكني أتمنى إن كان ممكناً تحويل بعض الجهود التي نضعها في المتاحف وقاعات العرض إلى عمارات سكنية.

وهـل هـذه الـمـشـاهد مـازلتِ مـتـأثـرة  بـها ومرتـبـطـة  بـفـن الـتـصمـيـم الـمـعـمـاري فـي الــذاكــرة...؟؟

إني أحاول أن أكتشف وأخترع  بينما  أعتقد إن المعماري وبعض أشكال الخطط الحضرية، يفعلان نفس الأشياء بطريقة معاصرة بدأت بمحاولة تشييد بنايات تتوهج مثل قطع مجوهرات منعزلة والآن أريدها أن تتوحد،
كي تشكل نوعاً جديداً من المشاهد الطبيعية، أن تطفو معاً مع المدن المعاصرة وحيوات سكانها
هــل كـانـت تـأثـيـر  اللـوحـات وسـيـلـة للـتـعـبـيـر عــن الـمـعــمـار ...؟؟
كلا إنا لا أجدها نوعاً من الفن وماذا عن الأكاديمية؟ لقد ألهمت جيلاً جديداً من المعماريين في العالم ودرست الرياضيات في الجامعة. لا إني حتى لا أمتلك الصبر وأنا أيضاً لست لبقة ، الناس يقولون إني قد أكون مخيفة، لكني قوية في شخصيتي وطموحاتي.

.
وقبل بضعة مواسم شتاء مضت، طرت من نيويورك إلى شيكاغو في وقت الثلوج، في ساعة الغروب، بدت المناظر الطبيعية ومشاهد المدن بلا ألوان، غير ذلك التناقض بين الأسود والأبيض، في حين بدت الأنهار والبحيرات بلون الدم. الأمر مثير للدهشة. فإنك لا تقول أن تلك المشاهد الطبيعية جميلة، ولكنها كانت تمتلك خاصيتي الضوء والحياة والتي أحب أن تتواجد في أبنيتنا.
وأيضاً أشعر بتأثير الجو، النتيجة التي لا يمكن تجاهلها، وهي الطيران عبر أجواء الولايات المتحدة الأمريكية جيئة وذهاباً. وجدول أعمالها يقتضي منها السفر حول العالم لقاء عمل أو إلقاء محاضرة، أو أفتتاح معرض أو البناء في مكان آخر.
وهــل زهــا حــديــد تـتــوقــف لـبـعــض الــوقــت لـتـقـضـي بـعـيــداً عــن كـل هـــذا  ...؟؟
كانت لي إجازة لشهر في الصيف، حيث كانت لدي تلك الفكرة من الأستلقاء قرب بركة، دون أن أعمل شيئاً، مثل أي فتاة أخرى، ولكني مع ذلك لم أتوقف عن التفكير ...!!

زهــا حــديـد مـعـمـاريـة تـدخـل كـتـب الـتـاريــخ والـمـرأة الـوحـيـدة الـبـارزة فـي عـالــم الـهـنـدسـة الـمـعـمـاريـة
هـل أخـذ الـمـعــمـار كـل حـيـاتـهـا ...؟
كانت هناك عدة مهندسات معماريات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهن كن على الدوام جزءاً من فريق "الزوج والزوجة، نحن نساء ذكيات وعملن في المكاتب الحكومية في مختلف أنحاء العالم أيضاً، ولكن بالنسبة  للمرأة،
 أن تذهب للعمل وحيدة في مجال المعمار، فذلك أمر صعب وصعب جداً إنه ما يزال عالم الرجل.
والأكثر أن المعمار يحتاج إلى تفرغ بنسبة 100%. وإن كان ذلك لا يقتلك، فأنت إذن لا تنفع. أعني، عليك أن تتفرغ له بشكل تام ودون أنقطاع. وعندما تنقطع المرأة لتتفرغ للانجاب، يكون صعباً العودة والأتصال بالعمل مجدداً. وعندما تنجح (المرأة) حقاً، فإن الصحافة، حتى الصحافة الصناعية، تمضي وقتاً طويلاً للتحدث عن كيفية أرتدائها ملابسها، أحذيتها، ومن ستقابل. ذلك أمر مؤسف بالنسبة للمرأة، خاصة إن كان مكتوباً من قبل امرأة، والتي من المفروض أن تعرف هذه الأمور.
بطريقة أخرى، سأكون أسوأ عدوة لنفسي كأمرأة أريد أن يكون كل شيء لطيفاً، وإن أكون أنا شخصياً لطيفة أيضاً. انا لا أصمم مباني جميلة  أنا لا أحبها.
 أحب أن يكون البناء المعماري غير مشغول، يتميز بالحيوية ذي خاصية أرضية. لا يمكن أن يكون الكونكريت صقيلاً أو مصبوغاً أو ناعماً.
إن أردت أن تلعب لعبة تغيرات الإنارة على مبنى ما قبل العمل، بإمكانك حينئذ أن تغير اللون وتحس بالكونكريت في ضوء النهار فقط.
وحدثتنا ماهي أحب أعمالهاِ ومن غير المعمار فيه تصمم أيضاً كتصميم البنايات أو قطع الأثاث ينبعان من ذات الشيء، خذي مثلاً فكرة المرونة، فالتمدد أوالتمطط فيها بدأ في مشروع "متحف غوغنهايم"بتايوان، ثم تحولت إلى نصب أسمه "إيلاستيكا"بميامي، والآن إلى طاولة لـ"فيترا"لأننا أردناها أن تتعدى كونها مجرد طاولة إلى منظر طبيعي، ثم كانت مجموعة "سيملاس"التي صممناها لصالح "إيستابليشت أند سانز"، كل هذه الأعمال تقوم على الشكل العضوي، مما يدل على أن كل المشاريع مترابطة بشكل أو بآخر. المثير بالنسبة لي عند تصميم قطع الأثاث هي القدرة على الإبداع بشكل سريع بفضل أستعمال آخر التقنيات في التصميم والتصنيع على حد سواء حيث صممت طاولة "فيترا"ومجموعة "سيملاس"لـ"إيستابليشت أند سانز"مع بعض لم تستغرق سوى شهرين على أكثر تقدير، من البداية إلى النهاية.
 رغـم تـفـتحك على مجالات أخرى حيث أن علاقتك مثيرة مع دار أزياء مثل شانيل .. كيف كان مشروعكِ معها... ؟؟
  كان لقاءي بمصممها كارل لاغرفيلد كان بالفعل أن الصدفة كانت خيراً من ألف ميعاد، فقد ألتقيت بكارل لاغرفيلد بمحض الصدفة في قاعة الأنتظار بالفندق الذي كنت أقيم فيه بنيويورك. تحدثنا وأكتشف كل منا لهُ طموحه
 هو أكتشاف أشكال أنسيابية وديناميكية مركبة تعتمد على التقنيات الحديثة.عند تقديمه للمشروع في فيينا، قال عني أنه يعتبرني أول معمارية تبتعد عن قيود تيارات ما بعد الباوهاس. لقد ألتقيت طموحنا من أجل إبداع أشكال أنسيابية وديناميكية (وبالتالي معقدة) كان وراءه حماسنا للأختراعات التقنية والتكنولوجيا. هناك علاقة قوية ومتبادلة بموجبها تشجع النظريات الهندسية على أستمرار تطور الأختراعات الجديدة في الوقت الذي تساعدنا تقنيات التصنيع على تحويل نظرياتنا إلى واقع فحالة المعمار حاليا تتطلب البحث الدائم عن الجديد وهذا ما كانت تبحث عنه "شانيل"أيضاً
وقالت ما أثرني في خوض غمارة هذا مشروع وحفزني لأن طالما داعبتني فكرة تصميم الأشكال الفنية المتحركة، ومثلت بالنسبة لي تحديا لترجمة العقلاني والمادي إلى حسي مثير، من خلال أستعمال بيئات جديدة وخامات غير متوقعة وهذا ماحصل تماماً في هذا العمل الذي يحتفل بالحقيبة الأيقونية لدار "شانيل". فأنا أرى هذا المتحف المتحرك كعمل فني بحد ذاته، من حيث قدرته على إعادة صياغة نفسه وشكله كلما تنقل إلى وجهة جديدة من العالم.
هل نفهم معنى أن تكون حقيبة شانيل المبطنة موضوع إلهام بالنسبة للفنانين الـ18 المشاركين في المعرض...؟؟
أن تصميم حقيبة اليد المبطنة موضوع المعرض المتنقل بالفعل، وهو ما أخذته بعين الأعتبار، حيث بالنسبة لي أسم "شانيل"عالمي وله وقع كبير، كما أن أسلوب الدار يتميز بخصوصية متميزة من حيث أستخدام الأقمشة المترفة التي تستعمل على شكل طيات سخية، والتفاصيل الدقيقة التي تترجمها في كل موسم بطرحها قطع تتناغم بروعة، وتلك هي الفكرة التي يعكسها المعرض المتجدد في كل مرة يعاد تركيبة نفس الفكرة الأنسيابية وأستخدام تقنيات جديدة في بيئة غريبة تعـترف بكل ما هو جديد في مواد الأنشاء من ناحية الشكل واللون.
والفن والهندسة والموضة، كلها أشكال وجدت للاستعمال ومن أجل المستهلك، وبالتالي فإنها كلها تهتم بمنحه السعادة وتحسين كل منا حياته.الحياة العصرية تتغير، والموضة والهندسة أيضا تتطوران حسب هذا التغير. أعتقد أن الجديد لدى جيلنا هو نسبة التعقيد الأجتماعي، الأمر الذي بات ينعكس على المعمار والموضة معاً. لم تعد هناك وصفة بسيطة أو صيغة غير معقدة، كما ليست هناك حلول كونية. فكرتي هي أن أبدأ بأفكار تقليدية في التصميم على أن أحملها إلى مستوى جديد وأصبغ عليها العصرية والغرابة.

هــل أشـتـيـاق زهـــا حــديــد لـبـغــداد مــازال فــي عـمـقـهــا يـنـبـض ...؟؟
  العراق نبض يتجدد في أعماقنا أشتاق لبغداد والى بيت جميل يعود إلى الثلاثينات بقطع أثاث من الخمسينات..
 والبيت  الذي عشت فيه لا يزال قائما ببغداد، أشتاق أيضا إلى حي الحدائق هذا الحي الذي تتراص عليه بيوت عصرية كثيرة وأشتياقي أيضاً الى أهوار العراق هذه اللوحة الزاهية مازالت مرسوخة  في ذاكرتي.
مــاذا نــترقــب مــن ســحــر الــعـمـارة بــعـيـون زهــا حــديـد فــي الـشــرق الأوســط ...؟؟
 سوف يتم  بناء بيت الثقافة والفن في أوائل عام  2012 لـ ( دار الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون )
  حيث يقع المشروع في وسط عمان ، والأردن ، ويهدف إلى أن يكون مكان العرض الأول للموسيقى والمسرح والرقص وأداء التعليم في البلاد. مستوحاة من مدينة البتراء القديمة الرائعة ، ويشمل بناء 1600 حفل مقعدا والمسرح ، والمسرح 400 مقعدا ، ومركز للتربية وغرف بروفة ، وصالات العرض المبنى صمم كواحة اصطناعية وملاذا للثقافة المعاصرة، وغيرها من الأعمال في العراق وفي مختلف أنحاء العالم.

ومن هنا ننسج هندسة العبارة وصياغة الحرف نبــذةً عن حياتها وأعمالــها
زها حديد معمارية عراقية، ولدت في بغداد 31 أكتوبر1950، وهي أبنة السياسي والأقتصادي العراقي المعروف محمد حديد ولد في (الموصل 1906 لندن 1998)، والذي أشتهر بتسيير أقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958 .1963). وقيل أن ثمة أتفاقاً تم بينه وبين الرئيس السابق حتى يبتعد عن العمل بالسياسة، ففعل حتى رحل الى بريطانيا ليعيش هناك مع أبنته تعود
 في أصولها لعائلة من الطبقة البرجوازية، والدها الذي تلقى تعليمه في كلية لندن للاقتصاد في الثلاثينيات كان صاحب مصنع وزعيماً للحزب الديمقراطي التقدمي العراقي.
أنهت زها دراستها الثانوية في بغداد، وأكملت دراستها الأولية في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث حصلت على شهادة الرياضيات

في عام 1971، ثم ألتحقت بالدراسة في بريطانيا تحت إشراف "الكولهاس"، وتدربت في مدرسة رابطة المعماريين في لندن، ثم عملت في بريطانيا بعد تخرجها عام 1977 حاملة دبلومها الثاني مع "مكتب عمارة الميتروبوليتان" مع المهندس المعروف "ريم كولهاس" والمهندس المعماري "أيليا زينيليس"، وذلك بالتوازي مع عملها كمعيدة في كلية العمارة.
أما والدتها فلم تكن تمارس عملاً معيناً، ولكنها كانت كما تقول زها (شخصية ديناميكية بدرجة كبيرة)، فقد علمتني كيفية الرسم.
 وكنت صعبة المراس كطفلة، حيث كنت أوجه الأسئلة طوال الوقت . ألتحق شقيقا زها بجامعة كامبردج،
وكان يفترض أن تذهب إلى الجامعة وتكون لها وظيفتها الخاصة، وتقول بهذا الخصوص: " لقد شاء الله أن آتي إلى بريطانيا، وأنا أشعر أنني عربية، ولكن في العراق كنت كالغريبة. فالعراق في الستينيات كان يعج بالناس غير العاديين الذين يتمتعون بخلفية عربية ولكنهم سافروا إلى كل مكان وتحدثوا الكثير من اللغات وكانوا متحررين سياسياً،
وكنت محظوظة أن أعيش في كل هذه العوالم معاً " . تعلمت في دير فرنسي للراهبات في بغداد حيث كانت المديرة " قاسية ولكنها ليبرالية، وكانت هناك بنات مسلمات ويهوديات ومسيحيات وأيتام"، ومع أن حديد تقول إنها أرادت أن تصبح مهندسة معمارية منذ أن كانت في سن الحادية عشرة، فقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت قبل أن تصل إلى الجمعية المعمارية في لندن في أواخر السبعينيات، ودرست على يد
 ريم كولهاس وإيليا زنجليز، وتقول حديد عن ذلك: "كنت تلميذة لدى أشخاص آخرين قبلهما، وكانوا من النوع الذي لا يتيح لك المجال، ولكن في سنتي الدراسية الرابعة، عملت شيئاً لهم أعتبروه أستثنائياً، الأمر الذي صدمني لأنه لم تكن لدي فكرة بأنه كان أستثنائيا، وذلك عزز من ثقتي بنفسي كثيراً " .
زهـا حديد لمن تدين  وتهدي وصولها الى نجم ساطع في فن العمارة العالمية وأسماً رسخ نفسهُ في التاريخ ...؟؟
أدين بحبي الى التصميم الى والدتي والتي كانت تهوي الرسم وأهدي بتفوقي العلمي لوالدي.
 وهكذا بعد أن بدأ نجمها يسطع في سماء الهندسة المعمارية، أخذت تنهال عليها العروض من مختلف أنحاء العالم،
حيث أنها أول امرأة وأصغر فائزة ب نوبل المعمارية من ضمن التسلسل رقم 68 بين أقوي نساء العالم والثالثة بين أشهر وأغني النساء في بريطانيا
فازت بتصميم متحف الفن الحديث بجامعة ميتشجان الأمريكية بعد منافسة شرسة من معماريين عالميين.
أنها مثال لكل أمرأة عربية بكل ماحققتهُ والمرأة العربية أيضاً بقوتها وطموحها تستطيع أن تحقق أنجازات عظيمة أذا ما أتيحت لها الفرصة،
وقالوا أنها سخرية هذا العصر، وأنها صدفة عبثية بل هي سحر هذا العصر ونموذج لن يحظى به التاريخ مجدداً بل هي من أضافة لتاريخ الهندسة المعمارية حداثة فردية
 من نوعها لتكون مدرسة ًً لعمارة العالم فن وذوق رفيع ولوحة نسجت بخيال يحاكينا من البعد الأخرالى بعد لم تصل حتى الأعين أليها بعد الى جمالية التصميم المعماري الحديث.
زها حديد لها شهرة عريقة وواسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وهي حاصلة على  وسام  التقدير من الملكة البريطانية.
   تخرجت عام 1977 في الجمعية المعمارية وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وأنتظمت كأستاذة  زائرة  أو أستاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ  وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، حيث قفز أسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية، ولا سيما بعد خفوت جذوة  تيار ما بعد الحداثة بعد عقدين من الزمن.
 ومن أهم تلك التصاميم نادي الذروة كولون في هونغ كونغ 1982 مشروع  مسابقة، وتنفيذها لنادي مونسون بار في سابورو في اليابان عام 1988 
 وكذلك محطّة إطفاء فيترا ويل أم رين عام 1991 .أكثر مشاريعها الجديدة غرابة وإثار ة للجدل مرسى السفن في باليرمو في صقلية عام 1999 ، والمسجد الكبير في عاصمة أوروبا  ستراسبورغ، ومتحف الفنون الإسلامية في الدوحة وجسر في أبو ظبي.

أعمالها
من أهم تصاميم زها الجديدة الاستاد الأولمبي بلندن، و الذي كان ضمن ملف مدينة لندن، لاستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2012
المبنى الرئيسي للمصنع بي أم دبليو في لايبزيج
محطة اطفاء فيترا (1993) ، ألمانيا
مركز روزنتال للفن المعاصر (1998) ، سينسيناتي ، الولايات المتحدة
Hoenheim-North Terminus & موقف سيارات (2001) ، ستراسبورغ ، فرنسا
Bergisel Ski Jump للتزلج (2002) ، انسبروك ، النمسا
مشروع متحف المتوسطية دي ريجيو كالابريا مدينة في إيطاليا
المشاريع الحالية
متحف غوغنهايم في تايوان
المتحف الوطني للفنون من القرن الحادي والعشرين (MAXXI) في روما
مقر الشركة البحرية - CGM هيئة السوق المالية في مرسيليا ، فرنسا : ويشمل المشروع 100 متر أرتفاع برج من جدران منحنى
محطة نابولي Afragola.
مشروع ناطحة السحاب "City Life" معرض الحضري ، ميلانو
متحف بيتيلي "Betile" كالياري
أكبر مدينة في جزيرة ساردينيا / إيطاليا
مرفأ ، ساليرنو
الواجهة المائية Rhegium  ريجيو كالابريا مدينة في جنوب إيطاليا

وسوف يحمل المتحف أسم "أيلي وايديت برود"، نسبة الى المساهم الرئيسي وزوجته اللذين يعدان أكبر مساهم في تكاليف أنشاء هذا المتحف، حيث يساهمان بمبلغ 26 مليون دولار لمشروع المتحف (18.5 مليون لانشاء المبني الذي سيتكلف 48 مليون دولار، في حين سيخصص المبلغ الباقي لشراء أعمال فنية لعرضها)
 ويقول "برود" جامع الأعمال الفنية ورجل الاعمال أن المهندسة العراقية قدمت تصميما أبداعياً للمتحف، سوف يدفع الناس للحديث عن المشروع والمسارعة الي زيارته."
المتحف الذي من المفترض أفتتاحه عام 2010 سوف يكون أول مبنى جامعي وثاني مبني تصممه "زها حديد"
 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان المبني الاول هو مركز روزنتال للفنون المعاصرة في سينسينتي،
 والذي تم افتتاحه عام 2003 ، وسوف يقع المتحف في الجزء الشرقي لميتشيجان، وقد أختير له موقع مهم بين المدينة والجامعة وسيتكون من ثلاث طبقات ويشيد بالأسمنت والحديد والألومنيوم والزجاج، وسيبدو وكأنه ينبثق عالياً من المشهد الطبيعي مع حديقة للمنحوتات.
قال عنها نيكولاي أوروسوف الناقد المعماري لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية: بعد سنوات طويلة نجحت زها حديد في أن تحظي بمشروعات تناسب مستوي موهبتها."
ويقول النقاد المعماريون أن مبني متحف ميتشيجان لا يحتوي كبقية أعمالها الاخيرة علي زوايا كثيرة مثل محطة سكة حديد نوردبارك التي أنتهت منها في الشهر الماضي في أنسبروك بالسويد، أو المبني الرئيسي.
BMW في لايبزك
ومركز الفنون في أبو ظبي
وفازت شركة زها حديد العراقية بتصميم مشروع أرض المعارض المصرية في مسابقة جرت لهذه الغاية في القاهرة  وشاركت فيها شركتان نرويجية وصينية أضافة الى شركة زها حديد.
وقال للصحفيين أن أختيار المهندسة المعمارية زها حديد جاء بعد التدقيق بالتصميمات التي قدمتها تلك الشركات المشاركة في المسابقة حيث تم أختيار الأنسب منها.
وأحتلت زها حديد المرتبة الأولى في قائمة التصاميم المرشحة لبناء دار أوبرا «بيتهوفن» في العاصمة الألمانية السابقة بون. وتم اختيار التصميم، الذي وصفته الصحافة الألمانية بـ«اللؤلؤة»، في مقدمة أربعة تصاميم قدمت،
 إضافة إلى السيدة حديد، مكتب هيرمان وفالنتي (لوكسمبورغ)، أراتا أيسوزاكي (اليابان) وريتشارد ماير وشركاؤه من نيويورك
علماً بأن لجنة المدينة أستبعدت 6 تصاميم أخرى تقدم معماريون عالميون من عدة دول بها.
وتقدم زها حديد دارها الموسيقية بشكل «لؤلؤة الراين» التي تتلألأ قرب النهر وتوصل الضيوف إلى ضفافه من أرتفاع «كانيون» عظيم ينخفض بالتدريج باتجاه النهر.
وهناك سلالم عالية تلتف حول قاعدة اللؤلؤة وتصل إلى الراين مثل أروقة المتاهة. ويستخدم المبنى ضوء النهار لإضاءة القاعات كما ينتهي عند النهر بمنصة بشكل دفة سفينة قديمة تستقبل الزوارق والعبارات.
ويفترض أن تحل دار الأوبرا الجديدة، مع قاعة سيمفونية، محل دار بيتهوفن القديمة على الراين.
 وتم بناء الدار القديمة قبل أكثر من 50 سنة في مدينة بون التي شهدت ولادة الموسيقار العظيم
وصمم هيرمان وفالنتي الدار بشكل موجات يتناقص أرتفاعها بالتدريج بأتجاه النهر لتتداخل مع موجات الراين. وتنفتح الدار بأتجاه الراين لتتحول إلى قاعة موسيقى مفتوحة في الصيـف. وصمم الياباني ايسوزاكي دار الموسـيقى البونية بشكل كريســتالة كبيـرة بـ12 زاوية ويهبط المدخــل من الدار باتجاه الراين لاستقبال الجمهور بشكل شــلال مــائي.
 كما أطلقت اللجنة على المشروع أسم «الدار الخضراء» تعبيراً عن رغبتها ببناء دار صديقة البيئة، لا تستهلك الكثير من الطاقة ولا تلوث الجو بغاز ثاني أوكسيد الكربون

وهكذا لا أريد لأوراق الكلام أن تحزن من أحتراق البوح الجميل في هندسة العبارة بصهوة القصيد المفرغ من فرح الوقت لتبقى زهـا رمـز للصمود لمن يفتقر في حداثة العمارة.



بـــقـــلـــــم
هــــمــــســــة الـــهــــواز
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


همسة الهواز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/08



كتابة تعليق لموضوع : زهـــــــا حــــديـــــد وهــنــدســــــة الــعــبـــارة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net