صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

قانون 21 وانتصار إرادة التغيير
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حاولت الحكومة السابقة, الاستئثار بالقرار وحدها, وتوجهت نحو مركزية مقيتة, تجعل من كل مفاتيح الحكم في يدها , مهما كان الأمر معطلا للمصالح العامة, فكان القرار رقم واحد لعام 2014, هو الطعن في قرار 21, القرار الذي يخدم المحافظات, ويحل مشاكل البلد الإدارية, لكن النظرة الضيقة للأمر, ضيعت الكثير على البلد, طيلة سنوات الحكم السابق.

مشكلة الروتين, تمثل العقدة الأكبر التي عطلت انجاز المشاريع, وساهمت في ضعف الرقابة, وبطئ الإصلاح, فكان الاتجاه لإقرار قانون يجعل المحافظات بصلاحيات اكبر, كي نكسر جمود الروتين, وتعزيز حركة الأعمار والإعمال, وتخفيف الضغط عن كاهل الوزارات,  فكان القرار 21 ثمرة جهود الخيرين, الساعين للرقي بالبلد, لكن القرار كان على الضد منه فريق الحكومة, لاعتبارات سياسية تنافسية, بعيدة عن تحقيق مصالح البلد.

الساحة العراقية تتواجد فيها اتجاهين, الأول من بيده مقاليد الحكم, في الفترة الماضية, وهم يؤمن بالمركزية بأشد صورها, فيقف ضد أي صلاحيات إضافية للمحافظات, الحقيقة إن المركزية نظام يناسب الدول ذات الجغرافية الصغيرة, والتي تتضمن مؤسسات صغيرة, حيث يسهل السيطرة عليها, عبر نظام المركزية في العمل واتخاذ القرار, لكن اثبت هذا النظام فشله الكبير, في البلدان الكبيرة والمؤسسات الكثيرة والمعقدة, حيث يعطل العمل, ويصيب كل المنظومة التلكؤ, لذلك كان الحل بفصل الوحدات عن المركز, كي يمكن إن تسير العجلة, فظهر للوجود نظام اللامركزية.

الخط الأخر في الساحة العراقية, ويقوده المجلس الإسلامي الأعلى, وهو يؤمن بان اللامركزية هي الحل ألان, ومن خلالها يمكن إنقاذ مؤسسات البلد من تخلفها, وتحقق مكاسب متنوعة,على مستوى الرقابة ومحاربة الفساد, باعتبار انه يمكن تقييم الأداء عند أكثر من نقطة, بالإضافة لتسريع الانجاز والعمل, والتخلص من الروتين المعطل لكل الجهود, لكن وقف تيار السلطة بالضد لاعتبارات ضيقة جدا, خوفا من انكشاف الحقيقة للجماهير, وتحولها لجهة من يريد لها الخير, لذا كان القرار رقم واحد لعام 2014 ,هو الطعن بالقانون,مما جعل الأمور تسوء أكثر.

مطالبات اليوم بتشكيل الأقاليم, كله نتاج المركزية الفاشلة, التي اتبعتها الحكومة السابقة, تطبيقا لرؤية حكام الأمس, باعتبار إن القائد القوي هو الدكتاتور, والدكتاتور يجب إن يمسك كل شي, مما أنتج لنا أزمات كبيرة جدا, فها هي المحافظات الغربية تطالب بتشكيل الإقليم, والبصرة تعلنها صراحة مطالبتها بتشكيل إقليم خاص بها, كل هذه الأمور كان يمكن إن تحل, لو تم تطبيق قانون 21 عبر صلاحيات اكبر, للمحافظات غير المشتركة في إقليم ,لكن كلها أخطاء الفترة السابقة التي جرت الويلات على البلد.

انتصار إرادة كتلة المواطن اليوم, هو ثمرة مهمة من ثمرات التغيير, الذي دعت له المرجعية الصالحة, وقادته سياسيا كتلة المواطن, وهو انتكاسة كبرى لخط المركزية, الكاسب الأكبر اليوم هو المواطن العراقي, والمحافظات خصوصا, التي عانت من الإهمال طيلة العشر سنوات الأخيرة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/04



كتابة تعليق لموضوع : قانون 21 وانتصار إرادة التغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net