صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

محمد حزين لحال أمته
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تقول الحكاية إن الحجاج الثقفي زعيم المسلمين في عهد الخلافة الأموية، وكان مقره في واسط بالعراق حيث يعذب الناس، وينكل بالعلماء ومنهم الداعية المعتدل سعيد بن جبير الذي واجهه بقوة، ورفض التسليم له بالطاعة فقد كان عالما جليلا عارفا بالله، وكان الحجاج حاكما متسلطا جاحدا لمولاه، سأل صغيرا من رعيته عن المسلمين في عهده، وكيف حالهم، وهل يجيد قراءة شئ من القرآن؟ فقرأ له الآية الكريمة (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً) بتغيير في كلمة يدخلون وقراها ، ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا. فتعجب الحجاج وظنه أخطأ فيها، وإعترض عليه بأن الصحيح يدخلون لا يخرجون، فرد الصبي بفطنته قائلا، هذا على عهد رسول الله فقد كانوا يدخلون، أما في عهدك فإنهم يخرجون أفواجا، وهي إشارة الى ظلم الحاكم وجبروته وطغيانه وضلاله وظلمه للرعية.
في الزمن الراهن تحول الحكام الى حجاجين بالجملة، فكل حاكم في بلاده حجاج لايدانيه ظالم، ولاينافسه في ظلمه أحد، ويندفع معه الأتباع ليكونوا ممثلين له في الظلم، دافعين له ليستمر في غيه وجبروته طمعا في نيل المكاسب. فالحاكم الظالم كما وصفه أحد العلماء بقوله، من أراد الدنيا لاينصحك، ومن طلب الآخرة لايصحبك. والأدهى إن دفع الناس لمغادرة الدين، والخروج عنه صار طبعا عند الدعاة من بعض العلماء والمشايخ المتشددين، والمنظمات الدينية المنتشرة مثل جمعيات بيع البيض والخبز في عالمنا العربي والإسلامي، وتجد عديد المنتمين للحركات الإسلامية متكبرين متعجرفين يزجرون الناس ولايكلمونهم بالحسنى، ويظهرون بلباس وزي وهيئة تثير القرف والخوف والتردد، فالثياب القصيرة، واللحى الطويلة والعبوس، والنساء المنقبات اللاتي لاتعرف إن كن رجالا متخفين بزي النساء، أم هن نساء مكرهات على الحجاب والنقاب والتخفي عن الناس، والأحاديث المتعالية والترفع وعدم فسح الفرصة للنقاش والحوار، وفرض إرادة غير واعية، كلها من علامات بعض المتدينين والدعاة المتشددين في هذا الزمان، والذين حولوا الشبان المسلمين والشابات المسلمات الى مجموعة من الخراف تقاد الى المجزرة بلا روية ولاتفكير حيث القتل والقتال والتخريب والتدمير والذبح وتشويه الإسلام ودفعه ليكون دين صراع ومواجهة وتخويف وترهيب، وماذنب الناس العاديين في أوربا الذين لايفقهون من الإسلام شيئا، وهم يرون المسلمين بالآلاف يتحولون الى جهاديين ويقولون، إنه الإسلام، ونحن حماته وكماته، والويل لمن أساء إليه، فيتحول المسلم الى سفاح، ونبيه الكريم صلوات الله عليه وآله وصحبه المنتجبين الى زعيم للجلادين والقتلة، وهو أشرف وأرفع من ذلك، بل هو الرحمة المهداة من السماء تلطفا بالبشر وهداية لهم من الضلال.
بعد حادثة مجلة شارلي إدبو الفرنسية أصر العاملون فيها على تبني الخطاب المتطرف والمعادي للإسلام دون تردد وخوف، فقد كشف بعض دعاة الإسلام الذين لايفقهون منه شيئا في الحقيقة عن أوراقهم السوداء وقتلوا حتى المسلمين في فرنسا، فصدرت الجريدة بثلاثة ملايين نسخة بستة عشر لغة عالمية مختلفة، بعد أن كانت تصدر بستين ألف نسخة قبل الحادثة الإرهابية، وتصدر غلافها صورة شوهاء كاريكاتورية للرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله وصحبه المنتجبين.
محمد المصطفى يقول لكم أيها المسلمون المجانين، سامحكم الله، فقد هلكتم في حبي بعد أن غلوتم، وأفرطتم في عداوة المخالفين حتى كفروا بي، وتجاوزوا علي وأساءوا إلي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/18



كتابة تعليق لموضوع : محمد حزين لحال أمته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net