صفحة الكاتب : دلال محمود

كابوس أسمه الجامعة العربية
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تعمل على توطيد العلاقات بين الدول الأعضاء ، وتنسيق وتنظيم الخطط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية ، كي يتحقق التكامل الاقتصادي و الأمن القومي العربي ، و استقلال الدول الأعضاء وضمان سيادتها ، وتعزيز العمل العربي المشترك في المجالات كافة وعلى كل الاصعدة .
لقد تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 وذلك برغبة من جميع الأقطار العربية ، وتعود بداية تأسيس جامعة الدول العربية الى عام 1941 ، بعد أن ألقى وزير خارجية بريطانيا إنتوني آيدن خطابا بتاريخ 29 مايس 1941 ذكر فيه ( إن العالم العربي قد خطا خطوات عظيمة منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية الاولى ويرجو كثير من مفكري العرب للشعوب العربية درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الان ، وإن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف ولا ينبغي أن نغفل الرد على هذا الطلب من جانب اصدقائنا ويبدو انه من الطبيعي ومن الحق وجود تقوية للروابط الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية وكذلك الروابط السياسية ايضا ، وحكومة جلالته سوف تبذل تأييدها التام لأي خطة تلقى موافقة عامة ) .
وفي 24 شباطر 1943 صرح انتوني آيدن في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية ( تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية ( بعد ذلك توالت الاجتماعات وتشكلت اللجنة التحضيرية التي ضمت ممثلي العراق / سوريا / لبنان / الاردن / مصر / اليمن وعقدت اجتماعاً, لها بتاريخ 7 تشرين أول 1944واجتماعاً آخر بمشاركة السعودية بتاريخ 19 مارس 1945 لأقرار ميثاق الجامعة العربية والذي تم التوقيع عليه بتاريخ 22 /3 / 1945 كما اسلفنا .
ومثلما ذكرنا لقد كان مجموع الدول العربية الموقعة على الميثاق ، هو سبع دول ، و أصبح عددها الآن اثنتين وعشرين دولة- وأزدياد عدد الدول المنتمية لها يعني أنها في طريقها الى تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها حيث أن الميثاق نص في ذلك الوقت على مافيه خير البلاد العربية قاطبة، من إصلاح الحياة الاجتماعية وتأمين المستقبل الرغيد للشعوب العربية وتحقيق الأماني في توفير الأمن والأمان.
لو بحثنا الآن سوية في ما قدمته هذه المؤسسة لتلك البلدان المغلوب على امرها لخرجنا بنتيجة مفادها ان وجودها قد اضرَّ , الشعوب العربية قاطبة , إبتداءاً , من قضية فلسطين الحبيبة , وأنتهاءاً, بدورها الآن في ما يحصل للشعوب العربية على يد الحكام الظالمين , حيث يقتل في اليوم مئات من الشعب الليبي على يد المتغرطس والمهووس الذي يسمي نفسه بالعقيد , ولايختلف عنه الرئيس اليمني في ما يقوم به نظامه من قتل وترويع لليمنيين الابرياء , حيث تقتل الكلمة وتستباح الدماء البريئة , بأسم المحافظة على أمن البلاد وأي أمن ؟ أن الصمت الذي تتخذه الجامعة العربية يعتبر جريمة نكراء يندى لها الضمير الأنساني , أين موقف عمرو موسى ؟ متى سيسمع له صوت ؟ متي سيغرد هذا العندليب ؟ الذي طالما أطربنا وهو يستنكر ويشجب ويدين ويأسف , في حين أن الشعب العربي يملأ الدول الغربية يستجدي اللجوء الانساني الممزوج بالمرارة والذل والمهانة.
لقد آن الآوان ان تقفل أبواب تلك الجامعة اللاجامعة , ولو انها في حقيقتها مقفلة منذ تأسيسها , ودورها هو ان توظف أعضاء غير نافعين لخدمة الوطن العربي الذي لاقى ويلاقى شر الاعمال عى يد جلاوزة حكام ظالمين بلائهم اكثر فتكاً من الاحتلال اللعين نفسه .
ربما ستصحو تلك الجامعة النائمة في يوم ما , دون ان تجد عربياً يسكن تلك البلاد , لان الشعب العربي سيترك بلدانه ، ها هو الشعب التونسي يهاجر الى ايطاليا وفرنسا , وها هم الليبيون يهاجرون الى ايطاليا , وكذا اليمانيون , واليوم شعب سوريا الأبي نراه على الحدود اللبنانية , عوائل بأكملها ترحل من حمص وتل كلخ في إتجاه لبنان باحثة عن الأمان الذي انعدم الآن بسبب الوحشية والهمجية التي يستخدمها النظام السوري في قتل وترويع الشباب الذي لاهدف يصبو إليه غير الكلمة الحرة الصادقة , وتوفير الحياة الرغيدة للشباب الذي لايجد لقمته الا بشق الانفس في حين ان النظام ورجالاته يغرقون بنعيم لاحدود له.
إرحموا هذا الشباب الذي يقتل يوميا ً, وانتم والعالم الشرير ينظر إاليه بدم بارد , متى ستصحو ضمائكم ؟ متى ستكون لكم كلمة فصل تليق بكبريائنا ؟ التي سحقت , في ظل وجودكم ، متى سنسمع ان الجامعة العربية اصدرت الحكم الفلاني بالرئيس الفلاني ؟ بدل ان يكون الاميركي القذر هو من يصدر حكم إدانتنا وفي قعر دارنا ؟ اما آن الاوان ياسادة الجامعة اللاعربية ان تغلقوا ابواب جامعتكم الشماء ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/16



كتابة تعليق لموضوع : كابوس أسمه الجامعة العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net