صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

قانوني الحرس الوطني والمساءلة والعدالة في الميزان ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ أن كلف السيد العبادي بتشكيل حكومته ، وطرحه البرنامج الحكومي والذي سمي بـ(وثيقة الاتفاق السياسي) بين الكتل السياسية في حكومة الوحدة الوطنية ، وهناك جهد حكومي يبذل من أجل تنفيذ بنود هذه الوثيقة ، والتي تتضمن في طياتها أهم البنود التي تلزم الحكومة بانجازها خلال سقوف زمنية (شهر ، ثلاثة أشهر ، ستة أشهر ) والذي يبدو فيه الموقف السني متخوفاً في داخله من هذه الوثيقة .
الوثيقة المتكونة من عشرين بنداً تلتزم الحكومة خلالها بتنفيذها حسب السقوف الزمنية أعلاه ، ويبدو ان الحكومة أنجزت عدداً من المطالب فيما يمكن النقاش في البعض الآخر سواءً في مرجعية التنفيذ او آلياته أو الوقوف عند بعض المطالب .
قانون الحرس الوطني هو احد بنود هذا الاتفاق والذي يتضمن تشكيل جيش رديف في كل محافظة لمواجهة عناصر تنظيم " داعش" الإرهابي إلى جانب قوات الجيش والشرطة ، والذي يتشكل من المتطوعين وأبناء العشائر الذين انتفضوا للقتال ضد داعش ، وسيكون منفصلاً عن القوى الأمنية ويتشكّل من أبناء المحافظة حصراً .
التصويت على هذا القانون مع قانون المساءلة والعدالة ( حظر حزب البعث) في سلة واحدة يعد مؤشراً ايجابي ، كما انه أطلق رسائل تطمينية لجميع المكونات السياسية في البلاد ، كما ان تنفيذه هو تنفيذ لبنود البرنامج الحكومي ضمن الأسقف الزمنية المحددة لرئيس الوزراء وبالتالي هي خطوة بالاتجاه الصحيح .
أن قانون الحرس الوطني يعد من القوانين المهمة والذي يتيح تشكيل قوات حرس وطني لكل محافظة وبحسب كثافتها السكانية ، فيما تبقى مسألة ارتباطه مثار جدل بين الكتل السياسية ، فالتحالف الوطني والذي يملك الأغلبية البرلمانية بـ (180) مقعداً يشترط ارتباطه برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، فيما يرى اتحاد القوى ( الموقف السني ) ضرورة ارتباطه بوزير الدفاع للحكومة الاتحادية ، ليكون بعيداً عن الضغوطات السياسية للكتل ، وهذا ما يؤشر إلى بوادر خلاف داخل مجلس النواب في المرحلة القادمة .
أن تشكيل الحرس الوطني لم يأتي من حالة آنية أو وقتية ولا تنتهي مهامه بانتهاء المعركة ضد داعش ، بل هو تشكيل مهم له واجبات وطنية ودستورية خصوصاً بعد التجربة المهمة التي مر بها رجال الحشد الشعبي وهم يصدّون هجمات "داعش" وتحرير مناطق واسعة من سيطرتهم .
كما ان هذا القانون سيحمي رجال الحشد الشعبي ويحافظ على حقوقهم وينظم عمله الجهادي والوطني ، ويمنع أي تشويش او تشويه على دوره التضحوي وموقفه ، ويمنع أي إساءة له من داخله او من الخارج ، او من بعض عناصره التي تمارس الجريمة باسمه ، لان السكوت عن هذه الجرائم  والتي تقترف باسم الحشد  الشعبي بحد ذاته خيانة له ، وخيانة للوطن .
أما قانون اجتثاث البعث ( حظر حزب البعث) والذي جاء بالاتساق مع قانون الحرس الوطني وفي سلة واحدة ، فهو يعد مصداً قانونياً لأي نشاط لهذا الحزب الفاشي ، ويمنع أي استثناء لعودة أي عنصر من عناصر هذا الحزب ، بعد المهالك التي مرت ببلدنا ، والاختراق الخطير لمؤسسات الدولة الأمنية منها والقضائية لرجال حزب البعث والمشمولين بقانون الاجتثاث أمثال رئيس القضاء الأعلى ، وكبار قادة القوى الأمنية (كنبر، الفتلاوي ، وغيدان وغيرهم ) .
التصويت على القانونين في سلة واحدة مؤشر على تخفيف مخاوف السنة ، ويأطر العلاقة فيما بين الحكومة والسنة كونه يوافق أحكام الدستور العراقي والذي احضر حزب البعث ومنع أي نشاط لهذا الحزب ، وبالتالي انتهاء حقبة سوداوية في تاريخ العراق الحديث 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/09



كتابة تعليق لموضوع : قانوني الحرس الوطني والمساءلة والعدالة في الميزان ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net