صفحة الكاتب : واثق الجابري

حيتان تسبح بالدماء
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أحداث يمكن وصفها، بأنها سباحة لحيتان السياسة في دماء الأبرياء، وما حصل من سقوط الموصل وسبايكر ومارافقها، يُعد نتيجة لإبتزاز وتهديدات بعواقب وخيمة، نتذكر أحداثها، بعد التشبث بالولاية وقبل تشكيل حكومة العبادي؛ لكن أصرار القوى الوطنية والدينية على التغيير، هو من كسر طوق قيود إغلاق الملفات ودفنها في مقابر التحقيقات؟!
القتل والدمار وتهديد بغداد بالسقوط؛ كلها أحداث وأهداف تصب في مصلحة داعش، وأعداء العملية السياسية والمفسدين.
تشير متابعة الأحداث عن وجود فشل ذريع وتقصير في إدارة الدولة، ولولا الإستجابة الواسعة لفتوى الجهاد الكِفائي، وقطع مآرب خبيثة تستغل القضايا الوطنية؛ للمتاجرة بدماء الناس، وتستخدمها سلم للتسلق الى دفة الحكم والمكاسب، وإستمرار مسلسل الإحتقان الطائفي والنعرات والمزايات؛ لإشعال الحرب الطائفية.
سيقَ العراق الى هاوية خطيرة، كلفته آلاف الشهداء وفقدان شرف لنساء وهدر أموال وسيطرة على آبار نفط، وعوائل نازحة تقاوم قساوة الشتاء بالصبر، وخطط لتمزيق العراق وضعت في غرف ظلماء تقودها مخابرات عالمية؛ إستغلت ضعف القيادة وإنغماسها بالفساد وطمعها بالسلطة.
قوى كثيرة تآمرت على الشعب العراقي؛ لكنها لم تضع في حساباتها رباطة جأش الحشد الشعبي وإنصياعهم لأمر المرجعية، ولم تواجهها سوى بالإتهام بالمليشيات الطائفية، أو محاولة إفراغ الفتوى من محتواها، وإختزال قيادتها وجهدها الذي دأبت المرجعية بإبعاده عن التحزب، قطعاً لنوايا بعضهم للإدعاء بالمبايعة، ومن ثم العودة بالعراق الى برك الدماء والإقتتال.
جرت الأحداث متسارعة وهي تتهاوى بالمصائب على الرؤوس، والموصل أول نقطة شروع بالتخاذل؛ بصورة لم يسمح العراقيون بإكمالها، وتهدف الى إشغالهم بالصرعات؛ لنسيان ثروتهم التي نهبت خلال 11 عام.
أحداث فضعية لا يمكن السكوت عنها، وتم تشكيل لجان تحقيقية برلمانية خضعت للمزايدات والضغوطات، وبعيدة عن عمل البرلمان الرقابي التشريعي، وهو ليس مركز شرطة لأخذ الإفادات والتحقيق، والإنشغال بقضايا ولم يسبق للحكومة أن إعتمدت تحقيقات قام بها مجلس النواب, وخرجت بعض نتائجها تتهم الصغار، وتتغاضى عن الكبار؟!
يجب التنسيق بين البرلمان والحكومة، ويكون للسلطة التنفيذية والقضائية ممثلين في اللجان؛ وإن كان للاستشارة، ويؤخذ بها من قبل الجهات التنفيذية المختصة.
اللجان البرلمانية لا يمكن لها إصدار الأحكام؛ لأنها ليست محاكم، ولكنها لتقصي الحقائق، وتأكيد لشكوك بالضغوطات التي يتعرضها القضاء، الذي لم يشهد أي تحقيق قضائي سياسي، والقضية ذات بعد أمني وعسكري، لا تقبل المزايدة؛ لأن الدماء تغلي في الصدور، ولن تقبل هذه المرة كلمات تطيب الخواطر والضحك على الذقون، ولا خلط الأوراق بوضع قضية الموصل وسبايكر بميزان واحد مع عشيرة البو نمر والصقلاوية، فالأولى كانت خيانة والثانية نتيجة، وقد قالها ذو ضحايا سبايكر بصراحة؛ لمن يريد المتجارة بقضيتهم مرة آخرى.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/12



كتابة تعليق لموضوع : حيتان تسبح بالدماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net