قبلة مقاتل على رأس أم عراقية
حميد العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المعارك التي جرت لتحرير مناطق دنسها تنظيم داعش والممتدة من محافظة ديالى الى مناطق صلاح الدين التي شارفت على تطهيرها خلال الايام القادمة واخراج تلك العصابات الاجرامية منها من المرتزقة القادمين الينا عبر الحدود من حثالات المجتمعات العربية وغيرها ليعملوا على تمزيق العراق في هجمة شرسة لم نعهدها الا في مرحلة التتار والمغول وان كانت قد فاقت أفعال التتار والمغول كانت ردا واضحا على كل الوجوه الكالحة والملئية بالحقد والكره والبغض لشعب العراق.
ومن هنا هب الر جال ابناء المناطق المحرومة من الفرات الاوسط والجنوب العراقي ليقاتلوا على أرض هي غير الارض التي ولدوا عليها وترعرعوا فيها بل ربما لم يروها في حياتهم أو وطأتها اٌقدامهم من قبل  وما دفعهم لذلك هي الروح الوطنية والتزامهم بتعليمات مراجعهم الدينيين والحرص على العراق والوقوف مع حكومتهم المنتخبة وتوجهات رئيسها الذي يوصي ويؤكد على ما توصي به المرجعية العليا من احترام خصوصيات الاخرين والحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم من خلال الخطابات والتوجيهات التي ترسل الى المقاتلين جميعا سواء كانوا قوى الجيش والداخلية ام قوى الحشد الشعبي كما هو الحال في الحفاظ على التراب والاعراض وهو ما لفت انتباهي وانا اشاهد تلك الصورة التي التقطت في اللحظة الاولى لدخول ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي في منطقة الدور في صلاح الدين حينما أقدم احد المقاتلين على تقبيل رأس أمرأة مسنة وكأنه يُقبّل أمه حين عودته من القتال او من سفر متعب وهذا ما يزعج الكثير من الطائفيين العرب وقد خرجت هذه الصور الى الكثير من وسائل الاعلام العالمية وقد رأتها العيون المشرئبة في دول الخليج والتي أغضبتهم كثيرا لأنهم يريدونها وقيعة قتالية تباح بها الاعراق وتسفك فيها الدماء وتمزق العراق وما فيه من قوميات وطوائف لينشروا الشقاق والنفاق وهذا هو ديدن الامة العربية التي تتعرى كل يوم وتكشف على عورتها في النيل من الشعوب الاخرى لمجرد الاختلاف العقائدي .
قبلة المقاتل العراقي على رأس هذه الامرأة المسنة عبرت وبكل وضوح ان مشروع مخابرات الدول الخليجية لن ينجح في العراق لو اصطف كل دواعشهم كتفا الى كتف على أرض الرافدين . 

الموضوع السابق حول اشكالية تجسيد الانبياء - 5-

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat