من الغِل: العداوة والضغن والحقد والحسد.
الغَليل: الحقد
والمقصود بها سياسات إثارة العداوات والضغائن والأحقاد.
"ونزعنا ما في صدورهم من غِل" الأعراف:43
"ولا تجعل في قلوبنا غِلا للذين آمنوا , ربنا إنك رؤوف رحيم" الحشر:10
الإسلام ضد الغِل , ولا يقبل أن يكون أبناء الدين الواحد ضحايا للضغائن والأحقاد , فالحاقد على أخيه فاقد لدينه وإيمانه , مهما توهم وإجتهدَ في خداع نفسه , وترضية ضميره.
والغِل بين أبناء الدين الواحد تعاظم وتفاقم بمجيئ الأحزاب والحركات الدينية إلى ميادين السياسة , أو الحكم!!
والملاحظ أن الكراهية وتنامي الضغائن والعداوة والحقد , قد إنتشرت بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد , والذين ينقسمون في كل شيئ على واحد , وهذا يعني أن الدين يتم إمتطاؤه والتظاهر به والتحدث بكلماته , لتحقيق الأهداف الدونية والتطلعات المنبعثة من مستنقعات النفس السيئة المهيمنة على أعماق أدعياء الدين والسياسة , والذين أعمتهم الأحقاد , وأفقدتهم بصائرهم الأطماع وشِراك النفس الأمارة بالسوء والفحشاء والبغضاء والمنكر.
ولا يمكن لمدّعٍ بدين أن يقدم على أعمال شنيعة ويرتكب الخطايا والآثام , ويحسب نفسه ممثلا للدين الذي يدّعيه , وإنما هو يؤكد بفظائعه عن عدوانيته على دينه وقيمه وميادئه , ويسعى في دروب تنمية الأحقاد والإستثمار في الضغائن , لكي يجند معه ما يستطيعه من الذين أعمى قلوبهم الغِل.
ويبدو أن هناك العديد من المختبرات ومراكز تصنيع بضائع الغِل , وتصديرها للمجتمعات المؤهلة لشرائها وتسويقها بالمفرد وبالجملة , مما يحقق ربحية عالية وتداعيات فائقة وبكلف زهيدة , ولهذه البضائع مسوقين ومروجين , وأجهزة إعلامية دعائية واسعة الإنتشار والتأثير , ومحفزات وإكراميات , وغيرها من أسباب إدامة الزخم وفتح الأسواق الجديدة.
ولهذه البضائع آليات إقرانية متكررة , تساهم في زيادة عدد المشترين والمتاجرين والساعين للعمل في مشاريعها المتزايدة الفتاكة , فالبشر هدفها وبضاعتها ووسيلتها.
وليس من السهل معرفة لماذا دعاة الدين يقتلون إبن دينهم , بعد أن يلقونه في أحواض الحقد والكراهية والعداوة , وهو يشهد وهم يشهدون , وهو يصرخ وهم يصرخون , وهو يموت وهم يموتون , وهم البضاعة وهم المسوقون.
تلك عجيبة سلوكية تحصل في مجتمعاتنا , التي برعت وخبرت تفاعلات الغِل , فأوجعت كل موجود في بلادها , وهي تتساقط في خنادق الإبادة الجماعية , وكأنها جراد يحوم.
فهل مَن سيرفع رايات الرؤوف الرحيم؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat