صفحة الكاتب : مهند ال كزار

الرمادي تحت الانظار!!
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحرير مدينة الرمادي لن يكون سهلاً، سوف يبذل فيها الدماء الزاكيات، وستترمل فيها النساء والفتيات الجميلات، وسننتظر أبنائنا لكي يصلوا الينا ملفوفين بالعلم الذي ورثناه من صدام بألوانه الاربعة، وبكلمة التوحيد، وكل الذي فعلته دولتنا، بعد أن أستجمعت شجاعتها كلها، هو أنها حذفت على إستحياء نجومه الثلاث.
أنها حربً ضروس، تصطك فيها الارواح بالاجساد، هي البديل عن الموت الجماعي، هي وقفة أبن الملحة، لكي يختار الحياة لمعلقات بابل، وأشور، وسومر، التي أندثرت في زمن العولمة.
هي حربنا من أجل البقاء، أما إن نموت، أو نبيد، وتسيطر على بلادنا خفافيش الظلام المتوشحة بسواد العقائد النتنة، لذلك أصبحنا أمام خيار وحيد؛ هو ان نردهم الى ترابهم النجس، لكن بأرواح غاليةً وثمينةً جداً.
هذا الدمار كتب على شعب الشهداء، الذي يحلم في يوم من الايام ان يكون أمة موحدة، لكي يبني دولته العريقة التي يعود جذورها الى باطن الأرض.
قتل ١٧٠٠، وقتل الـ ٢٠٠ من النساء والاطفال، نزوح الـ ١٠٠٠٠٠ الف، حرق المنازل والحدائق، يمكن أن تجعلنا نصحو!، تراب الوجوه المصبوغة باللون الاحمر من دم الشباب، يمكن أن يجعلنا نشعر!، أو نفكر بصوت عالي ومسموع، أن أرواح الشهداء هي اللبنى الأولى لبناء وطن.
الايام القادمة سوف تنذر بولادة جديدة، ووفيات جديدة، الحرب ليست سفرة على شواطئ دجلة الجميلة، ليست موسيقى هادئة على كورنيش الاعظمية أو أبو نؤاس، بل هي وقفة وطن، بوجه أقذر مخلوقات الكون العصرية.
الرمادي سوف تسقى بالدماء الطاهرة، لكي تنبت أرضها من جديد، وتعلن عن تغيير قواعد اللعبة، وهذه المرة الارض لمن يحررها، والموت لمن حصد زرعها قبل ريعان شبابه.
رسائل هذه المواجهة تختلف عن رسائل الحروب الاخرى، سوف يخطها أبن الملحة الغشيم، بحروفه المملؤة بالتفائل والحب، وتحيط بها نمنمات عبائة والدته السوداء، التي أفنت عمرها وهي تنتظر والده لكي يرجع من الحروب المستمرة، وتنشد نشيدها الوطني اليومي، في وقت الغروب ؛
عنو عليه بهدوة الليل
وتعثرت بمرابط الخيل
اخبرك بعد مابياش حيل
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/28



كتابة تعليق لموضوع : الرمادي تحت الانظار!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net