صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

اخسئوا الحسين للانسانية جميعاً
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   عن ماذا اكتب وقلبي يملئ قيحاً مما ارى من البعض من الذين لايعرفون معنى الكلام واساؤوا التصرف.انها محنتنا ومنها رضوخهم لإرادة البنتاغون " أمريكا تعبث بوجودنا وتقرر مصيرنا" البعض من السياسيين يدعون مع الأسف لعدم رفع شعار "لبيك يا حسين" في المعارك وليصرخ سماسرة السياسة كما يحلو لهم ، لاغبارعليها انها جزء من مؤامرة تحاك ضد ابناء شعبنا وهو موقف انتهازي ويعطي انطباعاً سلبياً لاخواننا السنة وتهمة خطيرة توجه لهم تمس الجانب العقائدي للغالبية المسلمة في العالم التي لايقل حبها للامام الحسين عن اخوانهم الشيعة سوى الجهلة ،لقد انستنا الدنيا ديننا وانسانيتنا لان الحسين (ع) هو رمزها ، لم تكن ثورة الحسين واقعة تاريخية وإنما معركة حضارية تجسدت فيها وتلخصت كل تجارب البشرية من آدم إلى يوم استشهاد الحسين ولاحت منها كل معاني الحياة وفلسفتها ورسمت للمستقبل خطوطه ووضحت للأجيال أهدافها حيث كانت أعظم معركة في التاريخ بين الحق والباطل. إذ أصبحت الحرية في واقعنا لفظاً يقال وحروفاً تكتب لا وجود لمعناه حتى الغرب المتغطرس الذي يدعي الحرية إنما هي ثوب مهلهل على جسد الديكتاتورية، وحتى هذه الحرية المدعاة تكون ملازمة للانسان طالما كان ملكاً للمادة وخادماً لها، ومجرد محاولة انعتاقه منها يصبح غير مستحق للحرية وما يجري في العالم اليوم خير شاهد لذلك. وكما قال الامام الحسين عليه السلام (أيها الناس أنكم أن تتقوا الله وأن تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ونحن أهل بيت محمد صل الله عليه و آله أولى بولاة هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم والثائرين فيكم بالجور والعدوان). يا سيدي يا أبا عبد الله يا سيد الشهداء يا نسل الأنبياء يا بن رسول الله  يا صوت السماء يا نفحة الامل وخاتم اهل الكساء السلام على عنفوان المجد وترنيمة الاباء صلى الله عليكم وعلى آلكم وسلم، أيها الحسين الشامخ شموخ الإسلام فصدى صوتك أحيا الجياع والحفاة فطفك ما زال رحماً تتوالد منه الانتصارات.

ستبقى ياسيدي ياحسين ابداً وتتوارى كل النكرات، ستبقى متالقاً فوق الثريا رغم جهود كل الجبابرة للقضاء على ذكرك وتشويه مجدك بمختلف اساليب الابادة والتفنن بالدمار وما سخروه من الابواق وبذل الاموال وشراء الذمم لاطفاء جذوة ثورتك ، انهم ذاهبون الى مزابل التاريح وستبقى مناراً شامخاً تنير دروب الحياة وعطاء متدفقاً نابضاً بالامل يلتجئ اليه الاحرار والثوار ويرتوي كل العطاشى من معينك الصافي حيث يجدوا فيك النور الهادي والبلسم الشافي والطريق السليم نحو العلى والصلاح للامة.  ومن هنا قلت روحي فداك : (ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي). اذاً من أجل الحرية والعدل والمساواة وكرامة الإنسان، لا شعار يرفع في سماء المعركة غير شعار لبيك يا حسين، ولا صوت يعلو اليوم فوق صوت المعركة، نعم لبيك ياعراق هو لبيك ياحسين لان ارض العراق ارض المقدسات، تحية لقواتنا المسلحة والحشد الشعبي . لقد أنجز الرجال المهمة وأوفوا بالعهد وحققوا الأمل المنشود بتحرير محافظة صلاح الدين وتطهيرها من رجس الدواعش ، بل وبالدخول الظافر الى مدينة الانبار وتحريرها شبراً شبراً محررين ظافرين رافعين بيارق الوحدة والوطن في ملحمة بطولية وأداء ملحمي نادر وبرغم حملات التشكيك والتظليل التي كان يروج لها البعض لأهداف وأجندات خاصة لم يكن للوطن فيها من نصيب ، إلا أن العمل والتوكل والتصميم كان حاضرا ً في المسار المرسوم والموعد المحتوم والحسابات الإستراتيجية لمسار العمليات. و قدمت درسا ً رائعاً من دروس إدارة المعارك الكبرى على المستويات التعبوية والإستراتيجية ، حيث التخطيط المحكم والرؤية الثاقبة، والتنسيق العالي المستوى بين الوحدات المقاتلة على الأرض باختلاف صنوفها ومسمياتها وعناوينها.

تحية حب للنشامى والغيارى ظهير الجيش وسنده وعونه في الملمات رجال الوطن من أبطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر الغيارى. تحية إجلال وإكرام للأرواح الطاهرة التي ملأت الوطن بأريج وعبق الشهادة، والشفاء العاجل لجرحانا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/30



كتابة تعليق لموضوع : اخسئوا الحسين للانسانية جميعاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net