ولاء وإيمان العراق والعراقيين بين شهادة المعصومين عليهم السلام... وذم أعدائهم
جسام محمد السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جسام محمد السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن العراقيين أتباع أمير المؤمنين عليه السلام، المؤمنون بمشروعه، السائرون على نهجه منذ البداية، حيث كانوا وما زالوا يحملون همَّ هداية الأمة ومؤازرة القائد الإلهي المذخور لها، لأنهم تحملوا ويتحملون ما لم يتحمله أحد من الشعوب، امتحاناً وصبراً على المحن، ليخرج منهم من يكون جديراً بمؤازرة الإمام المهدي عجل الله فرجه، وقيادة العالم تحت ظله، في بلدهم العراق، عاصمة دولة العدل الإلهي.
وسنستعرض هنا قبساً من كلام المعصومين عليهم السلام في مدحهم(1)، وبيان فرج العالم والعراق خصوصاً، باليوم الموعود لظهوره، نبتدأها بقول لأمير المؤمنين عليه السلام:
(وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة) (2) في إشارة واضحة إلى أنه عليه السلام كان يقيس حرص أهل الشام على الدنيا بحرص العراقيين على الآخرة.
وقال مخاطباً العراقيين (أنتم الأنصار على الحق والإخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس)(3)، وعنه عليه السلام في وصف الكوفة أنه قال: (هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا)(4). وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (تربة تحبنا ونحبها )(5)، وعنه عليه السلام: (اللهم ارم من رماها، وعاد من عاداها)(6).
ولا زالت الكلمة الرائعة التي تمثل بها إمامنا الحسن عليه السلام، حين رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح، وقد حفظها لنا التأريخ ليثبت حُسن ثقة الإمام بالعراقيين المطيعين له، وهي قوله عليه السلام:(وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري) (7).
ومن حديث للإمام الصادق عليه السلام قال في آخره:( ..... وأهل كوفة أوتادنا ، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم) (8).
....عن عبد الله بن الوليد ، قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام في زمن بني مروان، فقال: (ممن أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة . قال: ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة، لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس، وبايعتمونا وخالفنا الناس، وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا، وأماتكم مماتنا،....)(9).
وفي مدح أهل العراق عموماً نجد الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: (الحمد الله الذي جعل أجلّة مواليّ بالعراق)(10).
ونقرأ عنه أيضاً: (إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فما قبلها قبول أهل الكوفة)(11).
وعنه عليه السلام: (إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد)(12).
لما أشرف أمير المؤمنين علي عليه السلام على الكوفة، قال: (ويحك يا كوفان، ما أطيب هواءك، وأغذى تربتك، الخارج منك بذنب، والداخل إليك برحمة، لا تذهب الأيام والليالي، حتى يجئ إليك كل مؤمن، ويبغض المقام بك كل فاجر، وتعمرين، حتى إن الرجل من أهلك ليبكر إلى الجمعة فلا يلحقها من بعد المسافة)(13).
عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة، فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم ؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: وأي العراق ؟ فقلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار،... إلى أن قال: فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين، ومعه ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهم (14) وقوله: (أنتم الشعار دون الدثار) كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عزوجل بما لم يحب به أحداً، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم، وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم الخليل، ومصلى اخي الخضر عليهم السلام، ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الاربع المساجد التي اختارها الله عزوجل لاهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لاهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته ولا تذهب الايام حتى ينصب الحجر الاسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الارض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه فلا تهجرن) (15).
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستذلون مقهورون ممتحنون، يُصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...) (16).
أعداء أهل البيت عليهم السلام يذمون العراقيين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال والي بني أمية المجرم الحجاج بن يوسف الثقفي في احدى خطبه: (يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الاخلاق...)(17) وهي مقولة ينسبها البعض خطأً للإمام علي عليه السلام!!! بينما هي صادرة عن أعدائه.
وبالمقابل شهد معاوية بن أبي سفيان لولاء العراقيين لأمير المؤمنين عليه السلام فقال: (لوَفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته) (18) وقال أيضاً (هيهات هيهات يا أهل العراق فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا)(19).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. المقدمة بتصرف واختصار من حديث للعلامة المحقق السيد سامي البدري في مجلة عطاء الشباب ص42-25 ومعظم الأحاديث الواردة من تحقيقه / تصدر من قسم الشؤون الفكرية والثقافية – العتبة العباسية المقدسة.
2. نهج البلاغة/ الشريف الرضي –شرح محمد عبده ج3: ص17، وانظر أيضاً: الأخبار الطوال/الدينوري - ج1: 187، بحار الأنوار/ المجلسي ج33: ص 105.
3. نهج البلاغة/ الشريف الرضي – شرح محمد عبده ج1: ص231، بحار الأنوار/ المجلسي ج32: ص 236.
4. بحار الأنوار/ المجلسي ج57: ص 210.
5. بحار الأنوار/ المجلسي ج57: ص 210، وانظر أيضاً شرح نهج البلاغة/ بن أبي الحديد
المحقق : محمد أبو الفضل ابراهيم – ج 3: ص198.
6. المصدرين السابقين (البحار والنهج) بنفس الصفحات.
7. شرح نهج البلاغة/ بن أبي الحديد - المحقق : محمد أبو الفضل ابراهيم – ج 16: ص16.
8. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 57: ص 214.
9. الأمالي / الشيخ الطوسي: ص 144.
10. الأمالي للطوسي ص : 698، وانظر بحارالأنوار/ العلامة المجلسي- ج101: ص259.
11. بحارالأنوار/العلامة المجلسي- ج23: ص281.
12. بحارالأنوار/العلامة المجلسي- ج57: ص213.
13. الأخبار الطوال/ الدينوري ص: 152.
14. بحار الأنوار/ العلامة المجلسي - ج46: ص141.
15. بحار الأنوار/العلامة المجلسي -ج97 :ص 390.
16.بحار الأنوار/ العلامة المجلسي - ج97: ص 359.
17. شرح نهج البلاغة ج1 ص 344.
18. تاريخ مدينة دمشق/ علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله الشافعي - تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري - ج69: ص167.
19.المصدر السابق : ص292.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat