صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الشعب اليتيم
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يصف الله في كتابه المقدس حال الذين يأكلون أموال اليتامى بأنهم كمن يأكل نارا في بطنه ويصلى السعير. واليتيم عندنا هو فاقد الأب الذي لايجد حاميا لماله الذي تركه له أبوه فيتسلط عليه قريب، أو بعيد لسبب ما، ويستولي عليه ويحرمه منه غصبا، أو بالحلية والخديعة.

صرت أرى في تفسير الآية وليس من باب التفسير بل من باب الإستئناس بالقرآن الكريم ومعانيه الدقيقة والرائقة إن الأمم والشعوب يمكن أن تكون كحال اليتيم يأكل ماله سياسي فاسد أومرتش أومسؤول رفيع يتسلط فيسرح ويمرح ويخدع ويلعب بالطريقة التي يريد كما هو الحال مع الشعوب العربية التي تنمر حكامها فجعلوا منها مجرد مجموعات بشرية مستعبدة لاحول لها ولاقوة ولاقدرة على الإعتراض والرفض، وماعليها سوى أن تستسلم وتطيع وتفوض أمرها الى الله الذي يتوعد آكلي السحت والمسيطرين على أموالها وممتلكاتها بأنهم في السعير وأنهم إنما يأكلون النار يوم القيامة.

الشعوب كاليتيم في بلداننا العربية والحكام والمسؤولين الفاسدين وأصحاب المناصب من نواب في البرلمان ووزراء ومدراء وتجار ومتنفذين إنما هم كذاك الذي يستولي على مال اليتم بالغصب والإكراه والخديعة ويتركه نهبا للحرمان، فالشعوب العربية تعيش حال الحرمان بطريقة مذلة، ولاتستطيع أن تواجه وتمنع المفسدين من مواصلة فسادهم ونهبهم، فلايعود من حول ولاقوة إلا بالله الذي يمهل ولايهمل، وهو المنتقم الجبار، وقد فعل ذلك مرات ومرات حين قلب الأمور على الحكام والسياسيين المتجبرين وجعلهم سخرية للناس وأخزاهم في الدنيا والآخرة، ولسنا بحاجة لتعداد الأمثلة فهي كثيرة في عالمنا العربي وتكاد لاتنتهي.

من هذه الشعوب الشعب العراقي المسكين الذي سلط عليه حفنة من المرتزقة اللصوص الذين كانوا يسرحون ويمرحون بحجة الدفاع عن حقوق الشعب في مواجهة نظام دكتاتوري بغيض في حقيقتهم كانوا مجرد أشخاص معارضين، لكنهم باحثين عن مصالحهم الشخصية، وحين سيطروا على الحكم تركوا كل تلك البرامج والآليات والخطط وإنشغلوا بترتيب أمورهم ونهب المال العام وتخزين الأموال وجمعها وتحويلها الى الخارج والإستسمتاع بها مع أسرهم المترفة، وتركوا الشعب الى الضياع، ودمروا البنى التحتية، وعطلوا زخم الحياة، وظهروا كأشخاص متواطئين لاذمة لهم، ولاضمير، ولاشرف، ولادين، ولاأخلاق، ولامبادئ.

الشعب العراقي شعب يتيم عاجز والذين يأكلون أمواله إنما يأكلون في بطونهم نارا، وسيصلون سعيرا.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/06



كتابة تعليق لموضوع : الشعب اليتيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net