صفحة الكاتب : عقيل العبود

الاسلام المحمدي إرادة سماوية بها يتجسد معنى الحب
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 محمد، وقبله موسى، وعيسى، أنبياء ورسل، اريد بهم جميعا ان نتلو من خلالهم صفحات السلام والمحبة، لذلك جاء النداء: ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. 

 
 
وانت تقرا عن مفردات التاريخ الاسلامي، بكل مكوناته الحاضرة منها والغائبة، تتجلى أمامك شخصية رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وتلك عبرة في مدلولاتها تتجسد صفحات عالم، لم يقدر المؤرخون اوالمحللون بعد، من استقراء تفاصيل حقيقته الدقيقة، ذلك لانحسار حيثياته بين مساحتين؛
 
 
 الاولى تحمل في طياتها لغة الصراع بين ظلام الجاهلية الوثنية، حيث يباع الانسان ويُشترى، وفقا لسلطة راس المال، والتي فرضت نفوذها بطريقة صار لجهال مكة سطوة بها وعلى اثارها، تستعبد النفوس، وتمتهن الكرامات، حيث أسواق العبيد شاهد عصر يباع فيه الانسان. 
 
 
والثانية ان الاديان قد جاءت جميعها، بلحاظ المنقذ والمبشر، لعله بها وعبرها يستعاد ثمن الحياة، وتنهض العقول، فكانت الثورة، وكانت الشمس، قد أشرقت ساطعة تحمل بين شعاعها انباء العهد الجديد في عهد نبي الله محمد. 
 
 
محمد لم يكن حاضرا ليحمل في قلبه رسالة الاسلام فحسب، إنما بعث رحمة لانقاذ هذا الذي يباع ويُشترى في سوق النخاسة، فهو المحرر والمنقذ، وهو المبشر ايضا بمحبة الاديان، لذلك جاء في القران: "والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"[1].
 
 
والمعنى ان قانون الرب كان قد اكتمل برسول، انما بعث حصرا، لا لكي يبشر بدين واحد، إنما باديان، ترتبط مع بعضها في كلمة واحدة، اسمها المحبة، اذ في ظل ذلك، تسقط عبودية الانسان للإنسان، حيث قيل : " لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا"[2].
 
 
ولكن بقي ضمن ما قيل ان حوار الأديان، يرتبط تماما بنقطتين جوهريتين:
الاولى، ان القران لم يغيب موسى، ولا عيس، ولا باقي الأنبياء، والاصحاحات الواردة في التوراة ، تشير الى هذا المضمون، فلم يرد في كتاب الله ما يعكر علاقة الانسان بالانسان، ولا المعتقد، بالمعتقد، باعتبار ان هنالك تسلسلا متلازما؛ لا يمكن ان ينفصل بناء على الخط الزمني، ودرجات اوطبيعة التفكر الإنساني، الذي يرتبط دائما بخصائص العصر الذي يليه، كونه يختلف من زمان الى زمان، ومن موروث، الى موروث، لذلك ورد: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين[3].
 
 
 والمعنى ان الخالق قد جعل هنالك أمما، واديانا، ولغات لها علاقة مع بعضها، وهي تسمو بذلك، ما يشير الى انه لا يوجد مسمى واحدا للرب، فسمه ما شئت، ولكن ما على الانسان الا ان يحترم عقائد الآخرين بلا حروب اوقتال، كما ورد: لكم دينكم ولي دين.
 
 
ان اختيار الأنبياء والرسل يجمعها سر واحد، ذلك هو ما تتصف به شخصياتهم جميعا، كونها قابلة ومؤهلة، لان تحمل وتبشر برسالة السماء، لذلك ورد: " وانا اخترتك فاستمع لما يوحى"[4].. 
 
 
فالقابل هنا، اي النبي، على استعداد تام ودائم، لأداء ما هو مكلف به بحسب ما يريده الفاعل، اي الخالق وفقا لقاعدة الاستعداد والقبول. 
 
لذلك شخصيته (ص)، كما غيره من ممن سبقوه؛ كما نبي الله موسى وعيسى اذ لا يخفى، بحسب الوصف القراني، باعتباره انه امتدادا إلهيا لهم جميعا. 
 
 
فمحمد يتيم، واليتيم دائما تحرسه العناية الإلهية، وصادق، وأمين، فهو من طينة طاهرة ومن منبع ،ومرضع لم يمسسه سوء، وتلك أوصاف لها علاقة برعاية السماء لعيسى ايضا، لذلك ورد: وأنك لعلى خلق عظيم[5].
 
 
هنا باعتبار اننا امام مناسبة نحتفي بها جميعا، نحتاج الى مفردتين بهما نرتقي، وبهما ينهض العالم جميعا، سيما وقد تزامنت ذكرى ولادته ص،  مع احتفاء اخوتنا في الانسانية والكرامة والمحبة حيث ولادة السيد المسيح عليه السلام وأعياد راس السنة الميلادية، وتلك مفردة على اساسها نفهم حقيقة القيم التي اريد لها ان تنهض، حيث مع ولاداتهم جميعا، تزهو الأكوان. 
 
 
اما المفردة الثانية، فهي اننا ونحن نستقريء خصائص الشخصية المحمدية، نحتاج لان نفرز ونقرر الخط المشبوه، والمظلم، والذي تزامن ذات يوم مع رسالته ص، يوم اراد مسيلمة الكذاب ان يكسر ويحطم ما جاء به محمد، ليترك اثارا تشوه معنى ما أوحي به اليه (ص)من الرب. 
 
 
من هنا يترتب على العالم بكل اديانه، وأطيافه وهو يؤدي مراسيم طقوس الاحتفاء باعياد الميلاد، ان يقف دقيقة استنكار وألم ودموع، لكي تعم بركات الصلاة على ارواح ضحايا العالم والإنسانية، أولئك الذي يقتلون كل يوم، تحت راية ما يسمى "بالإسلام" وتحت لافتة ما يسمى "بمحمد"، على أيدي الاسلام الزائف، ذاك الذي ما زال يحمل أصابع مسيلمة العصر الفائت ، ليبقى منذّرا بالخطر على أيدي اتباعه المارقين الى يومنا هذا. 
----------
[1] سورة البقرة، الجزء الاول( 3-5).
[2] عن أقوال الامام علي أوالامام الحسن(ع). 
[3] سورة هود، الجزء الثاني عشر(117). 
[4] سورة طه، الجزء السادس عشر(12). 
[5] سورة القلم، الجزء التاسع والعشرون(3).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/23



كتابة تعليق لموضوع : الاسلام المحمدي إرادة سماوية بها يتجسد معنى الحب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net