عاجل: إعلان براءة حواء
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشير الدراسات الحديثة والأبحاث التي جرت خلال عقود ربما من الزمن ورفضت من رجال دين ورجال مليئين بعقد التسلط والإنتقام والفوقية، إن من أخرج آدم وحواء من الجنة هو آدم وليس حواء كما كان معتادا لدى العام والخاص من الناس، والأمر ليس له صلة بالأديان، بل هو نتاج تصور إنساني قد يعود الى ماقبل حركة الأنبياء المرسلين بالديانات الكبرى كاليهودية والمسيحية والإسلام، وهناك حديث عن حضارات قديمة في بلاد الرافدين ومصر يشير الى إن الغواية مردها الى حواء التي جعلت من زوجها عاصيا غاويا خارجا عن دائرة الإلتزام بالنواهي الآلهية التي كانت تشترط على جدنا الأكبر أن يلتزم بمعايير محددة تبقيه وحواء في الجنة، ولكنه لم يلتزم بل تسبب هو بنفسه في سلوك لم يكن مواتيا، حيث تشير آيات القرآن الى محاولات من إبليس لغواية آدم، بينما لم يكن من حديث عن وسوسة للمسكينة حواء، فالرب يقول في قرآنه، ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي. وقال، وعصى آدم ربه فغوى. ثم قال الرب، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه.وإذن فآدم طلب التوبة وتاب، ولكن حواء لم ترد في لائحة الإتهام ولم تكن مذنبة لتطلب التوبة والعفو من الرب، بل كانت تسير وتتحرك بملء إرادة آدم وهي منقادة له.
الدكتورة حنان العبيدي باحثة وعالمة عراقية كتبت في هذا المجال وقد تناقشت معها مليا في الفكرة التي تراودني على الدوام، وقد كتبت في هذا الشأن بحثا أثبتت فيه إن الفكرة المعتادة عند اليهود مغلوطة وغير صحيحة ومتجنية على المرأة حين تريد إلحاق العار بحواء، وإنها هي التي تحركت لتدفع بآدم ليأكل من الثمرة الطيبة، وقد لايكون الأمر متصلا بثمرة من ثمار الجنة، فالله أكرم من أن يمنع أحدا دخل الجنة من التمتع بمافي الجنة، والفعل هو أكبر من ذلك.
الشيطان وسوس للسيد آدم ولم يوسوس لحواء، الدكتورة حنان تقول، المرأة أضعف من إن تبتكر ذلك وهي تشعر بالذنب لأنها تعلمت منذ النشأة الأولى إنها مذنبة وهي من قام بفعل الإخراج والمتسبب بذلك، والرجل لديه عقدة الإنتقام، والله سيستمر في عقوبته بالتعب والجهد والشقاء والجري في أمور المعيشة، وقد أوهموه بسلطة التعالي والحكم والقوة والغلبة وكأنه ينافس الرب ولهذا سيشقيه حتى القيامة بينما ستكون تكاليف المرأة أقل وأخف.
ولعل الله وضع أسراره العليا في من أحب وقد احب النساء أكثر، فمريم أنجبت نبيا من دون أن يلامسها رجل، بينما فاطمة بنت محمد تزوجت عليا وكانت بنت آخر الأنبياء وأثمرت الحسين الشهيد..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat