ختم النبوة وفتح الامامة حلٌ إلهي قويم
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الّلهُمّ صلِ على محمد وآل محمد
قال تعالى في مُحكم كتابه العزيز
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40
من هنا بدأ الاعلان الرسمي الالهي عن ختم النبوة وقطع العلاقة الوحيانية بين السماء والارض وقرب رحيل خاتم النبين محمد/ ص /
وبدء مرحلة جديدة من العلاقة بين السماء والارض تلخصت في فتح الامامة المجعولة إلهيا ونبويا
وهذا ما اكده الرسول الأكرم محمد/ص/ مرارا وتباعا
ولقد قال رسول الله / ص / لعلي/ع/
في حقيقة ذلك التشريك بين النبوة والإمامة (الوزارة)
( أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غيرأنه لانبي بعدي )
وهذا الحديث ذكره أحمد بن حنبل برقم /79/في كتابه (فضائل أمير المؤمنين/علي/ع/ص/115.
وبسند صحيح والحديث متواتر ومشهور
وحديث الغدير المشهور تاريخيا هو الآخر
يتكفل ببيان حقيقة النصب الالهي والنبوي لعلي /ع/
حديث متواتر ومتفق عليه بين جميع المسلمين رواه الترمذي والنسائي بعدة طرق ورواه احمد بن حنبل في مسنده حتى أنه قال رواه ثلاثون صحابيا
وقد اورد العلامة الاميني في كتابه الغدير /ج1 /رواية حديث الغدير عن طريق 110 صحابيا و84 تابعيا
وبعد ذلك رحل النبي محمد/ص/ عن الدنيا وابقى ميراثه المبارك وتراثه النبوي والانساني للبشرية جمعاء
ولكنه /ص/ لم يهمل امر البشرية بعده بل فتح لها حلا ابديا وبأمر الله تعالى تجسد في كيانية الامام المعصوم وذلك ابقاءً للدين وحفظا لنظام الحياة عامة
اراد الرسول الأكرم محمد/ ص/ في حال احتضاره أن يكتب كتابه بشأن الامامة المعصومة المشروع الالهي القويم والبديل الشرعي والعقلاني لخاتمية النبوة الرسمية
ولكن حال القوم دون ذلك فإتهموا الرسول /ص/ بالهجر وغلبة الوجع
ورفعواشعار (حسبنا كتاب الله (
وكأنهم اعلم من الرسول/ ص/ بمصلحة البشرية
فتلك بداية محنة الامامة والتحسر على ابعادها عن مقامها
حتى أنّ عبدالله بن عباس عبر عن اساه لما حدث بقوله (الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله ص ) انظر /صحيح البخاري /كتاب العلم /ج 1 /ص22 .
إنّ فتح الامامة إلهيا ومنحها رسميا وشرعيا لعلي /ع /وللحسن /ع/ وللحسين ع وللتسعة المعصومين من ذرية الحسين /ع/
قرر حجية اهل البيت المعصومين /ع/ على الناس اجمعين بنص القرآن الحكيم الذي تناول ذلك العنوان المعصوم في قوله تعالى
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
ففتح الامامة وتوسيعها على مديات الحياة والناس اعطى القدرة والطاقة لأستمرار الدين الاسلامي وخاصة حينما قرنت بالقرآن الكريم بقول رسول الله /ص/
( إني مخلفُ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ماإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا))الإنتصار/الشريف المرتضى/ص 80.
والرسول /ص/ لم يخالف السنن النبوية التاريخية في مسألة الاستخلاف بالامامة على الناس بل طبق ما كان جاريا في عرف الانبياء السابقين الذين قرنت نبواتهم بظاهرة الامامة والوصاية
ولكن الفارق بين الامرين أنّ الامامة قبل ختم النبوة المحمدية/ ص/ كانت ظاهرة ثانوية لامركزية لأنّ النبوات الرسمية لم تنقطع كظاهرة دينية لبت حاجة مرحلية
اما مانعتقده نحن الشيعة الاثنا عشرية فإنّ الامامة المعصومة نصيا المركزية دينيا بعد ختم النبوة المحمدية/ ص/كانت فاتحة لما أُسُقبِل
وذلك حلا لأشكالية الفراغ التشريعي للدين وابقاء للحجة الالهية وتلبية لحاجات الناس الفكرية والعقدية والاجتماعية
ولأنه لايعقل أن يترك الناس سدى دون امام معصوم يقربهم من الطاعات ويبعدهم عن المعصيات ويرشدهم الى الصراط المستقيم
فوجود الامام المعصوم في كل وقت بعد ختم النبوة امر ضروري ينضج العلاقة بين الانسان وربه ويستنقذه من الضلالة وحيرة الجهالة وهذه الحقيقة توفرت عليها فقرات من دعاء الندبة الشريف حيث وردت فيه الحلول العقدية (وكل شرعت له شريعة ونهجت له منهاجا وتخيرت له اوصياء مستحفظا بعد مستحفظ من مدة الى مدة إقامة لدينك وحجة على عبادك ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطل على اهله ولا يقول احدُ لولا ارسلت إلينا رسولا منذرا واقمت لنا علما هاديا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى .......)
ويكفي للمتأمل في هذه الفقرات الشريفة أن يقف على الحل الالهي القويم في إقامة الحجة وقطع سبيل الاحتجاج على الله من قبل الناس إن لم ينصب لهم هاديا نبيا كان ام اماما ونكتة وفلسفة نصب الامام تكمن في اقرار الحق وازالة الباطل ودفع الذل والخزي عن الناس .
// مرتضى علي الحلي//النجف الأشرف
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat