صفحة الكاتب : دلال محمود

بيت الطفولة
دلال محمود

في تلك الليلة الشتوية التي تحاول ان تتصارع معي بكل قواها لتخذلني مع ذاتي التي تأبى الخضوع لأية لحظة ضعف ,بدأت أشعرأنني سأغلب تلك الليلة ,وسأنتصر عليها , من غير سلاح , سأصطحبها معي في رحلة خيالاتي, تلك الخيالات التي تطير بي الى عالم أكاد أحسه قد خُلِقَ لي أنا ,عالم خالٍ من كل متع الحياة الزائفة, عالم بعيد بعيد عن مغريات ممزوجة بطمع ذليل.
طالما خطر في بالي ,أن تعب الأيام سيتعب ذاكرتي وستصاب مخيلتي بعطل ما لتنسى ماخزتنه في صندوق العمر,لأكتشف أن تلك الذاكرة إجتباها الله كي تكون بمنأى عن كل مايحاول ان يقلِّل أو يُحِدَّ من توهجها وإتقادها, تلك هي نعمة من عند الله يتمناها إن لم يكن كل العالمين فحتماً,أغلبهم .
في هذا الآن بالتحديد , لم أكن اتمنى التوهج لخزين السنين, فالخزين , ياذاكرتي حزين .
أتعلمين لِمَاذا حزين؟ لأنَّ من أودعناكِ إيَّاه لم يكن أهلاً كي يصونَكِ. .
أوآه ...ياأُمــــــــاه....
آواه ...ياإبتــــــــاه....
إعذراني ياأرقَّ, وياأكرمَ مخلوقَينِ .
إصنعا لي الحُجَّة, كي لاأخفي عليكما ماحّلَّ بمأوى أحلى سني أعمارنا, ذاك المأوى الذي .....اللـــــــــــه كم,بخلتما على نفسيكما وروحيكما لأجل أن تبنيانه .
ذاك وطننا الصغير الذي عشنا تحت سقوف حجراته, وإستظلينا تحت شجرات رمانه وبرتقاله وتفاحه,
أتذكر ياأبتاه تلك النخلتين الصغيرتين حين جلبتهما لتزرعهما على جانبي حديقتنا الأمامية,حينها كنت انا في المرحلة الأبتدائية, قالت لك أمي متى ستكبر هاتان النخلتان؟
أجبتها والأمل يملأ عينيكَ العذبتين, عن قريب ان شاء الله.
كبرت النخلتان , وجنينا تمرهما الزهديِّ, ,تذوقنا الدبس الذي برعت امي بطريقة عمله واستخلاصه من التمر,ذاته.
النخلتان أُقتِلِعتا ياأماه من جذورهما, وأماتوهما , هكذا نحن معشر البشر جاحدون حد النخاع,نسي من أودعنا لديه وطننا الصغير,كم أكل من تمرهما ,وكم استخدم سعفهما حين كان يخبز في التنورالطيني , تذكران التنور الطيني ,اللــــــــــــــــــــه ماألذَّ خبزك ياأماه
يابحَّة في صوت أُمي
يغور
يامعولاً في ساعد أبي
الغيور
ياشاياً مُعَطرَّاً بالهيل
والبخور
ياطيراً يفلتُ من قبضتي
ومن البحور
ياحُلُماً أرآهُ كُل لحظة
يثور
ياشيئاً أتوقُ إليهِ وهو
يجور
يارائحة خُبزٍ وُلِدَ تَوَّاً
من التَّنوُر
ياصوت المُنادي
هَلمُّوا إلى
الصَّلاة
إلى
الإمساك
إلى
السُّحور
ياأحلى صوت
ياعراقي
ياخيرُ الأنام
على مرِّ الدُّهور
تلك الكلمات كانت تحضرني حين أشتاق لبيت طفولتي ومن خلالها كنت أتوق لأرض العراق
فمن ذا الذي ينتشلني من غربة الاشتياق؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/11



كتابة تعليق لموضوع : بيت الطفولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net