صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

في انتظار الغرق ... ماء ودماء
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تبق الا نائرة واحده هي انهيار سد الموصل، وما بعث من مخاوف سترافق هذه الازمة والتي تعزف على نتائجها ابواق جعلت من الامر مهلكة وغرق وطن وانطمار ونهاية زراعة وارض وجرف مساكن . الان سواء اصدقنا ما نفخ في صورة هذا الحدث وما ستؤول اليه الامورمن جرف لاراضي الموصل وسكانها وما يليها من مدن مجاوره، هذا ما اكده الامريكان على لسان قائد القوات مبينا خطورة انهيار هذا السد . الحكومة ومن واجبها رعاية الامن الوطني حيث يقول لسان حالها انها ستتفق مع شركتين اما المانية او ايطالية ،وان وزارة الموارد المائية تعارض الخبرات الاجنبية للمعالجة والاعتماد على قدرتها الذاتية دون ادراك ان الخطورة لا تحتاج الى ابراز عضلات في وقت وصل التهديد الى ما يتجاوز الكارثة.
وهنا لابد من التسائل كيف ستصرف تلك المياه واين السدود والبحيرات ما دون هذا السد لاستيعاب هذا التدفق، واين اعمال الصيانة وسد التشققات والتحشية السنوية . ربما تبرر الحكومة ان ما يمر به البلد من حروب وسيطرة داعش لفترة ليست بالقليله جعل امر الصيانة في عقبة كئداء.  ان هذا الحدث الجلل لا قدر الله يلزم الحكومة اولا ان تطمئن الشعب، حين انبرت قنوات وكأنها عودتنا الرقص على الجراح ومما بعث الرعب في نفوس هذا الشعب ، في ان تتدارك الامر بكل امكاناتها وان تستعين بالامم للمعاجة الفوريه . ألم يكفينا ما نحن فيه؟ 
نعم حين تزدحم الشدائد، وتضيق الحلقات، وتتكالب الازمات، هل بقت لك سيقان ايها الشعب تحملك غير مرتجفة ، وارادة تمضي بك الى نهاية المشوار؟ هل احسستم ايها السياسيون الخطر الداهم الذي ضربت اطنابه كل ناحية من نواحيكم ومعاقل اهليكم وذويكم ؟ ألم تاخذكم بعد هذا الخراب ضربت سوط على ضمائركم للتوقفوا وتتسائلوا .... ماذا بعد ؟ ألم تشبع الانفس الطماعة السلابة النهمة من اللصوصية والمزايدة في اسواق التضاربات ؟ بيادق وادوات مسخرون مأجورون تتلاعب في مصير شعبكم تلك الدويلة وهذه المملكة، اين سيحط رحالكم ؟ لا شيعة تلغي السنة ولا السنة تلغي الشيعة ولا الاثنان يلغوا الاكراد لو اجتمعت امم الدنيا وكل مؤامراتها وادواتها وجيوشها.
يا لهذا الشعب ما انفكت تتناوله الازمات وتتعاقب على مصائره النوائب، فكأنه في رهان الوجود من عدمه . لقد أثبت العراقييون انهم اهلا لكل منازلة، اذ اثقلت عليهم النوازل مذ ان اصبحوا جند الامة وجحاجيح رجالها . منذ ان كان هذا البلد معسكرا وجند اهلوه، ووطنوه كسخرة على اهبة الاستعداد لكل فتح في اصقاع الارض تحت امرة ولاة أمره وخلفاء التوارث ونزوع الفتوحات في بلدان خلق الله . مذ تلكم الايام والشعب اضحى رهانه الحرب شاء ام أبى،  فان أبى اقتادوه رجال السلطة الى الموت، وان شاء لقضية مصيره، يتضح ان قضيته قيد البيع والتامر .
ايها الساسه ممن مسك السلطة سواء كنتم خلفاء وسلاطين وامراء ام الأشقياء وأبناء الشوارع ونزوعات الدماء، سواء على ظهور الجياد ام على دبابة أو غيلة في دسيسة ليل ، تأتون في غفلة من الزمن وتسلّم لكم الرقاب كما تسلم البهيمة للذباح ، وجلّ ما تمتازون به كونكم مارستم مهنة القصابة البشرية بإتقان، انه القدر غير الرحيم لمصير هذا شعب برمتهٍ.
يتغنجون امراءه وبقدر ما يتمتعون من مباهج الدنيا وترفها ، قصور على سواحل الشواطيء بالعشرات ونساء وجواري وعبيد ، يمتلكون الارض وما عليها من حي وجامد، ليال حمراء وترف يصل حد التخمة وشهوات منفجرة بكل اتجاه، واذ يضجروا يتجهوا لشهوة القتل . يقيموا الحروب او يخلقوا المبرر لاستقبالها ويبعث بهذا الشعب حطبا لها. يفتخروا بعظمة انتصار خلفه حطام ويباب وجوع وتشرد . ناصية الاحتفال تطفو على بحر من الدماء . وان انتكسوا في معاركهم فلا ذريعة لديهم سوى بعث التهم بين صفوف مواطنيهم تحت لافتة الخيانة، فتعمل "مثرمات" اللحم واصلاب المشانق وفوهات البنادق الى رؤوس لم تعرف حتى ابسط سبب لهلاكها .
شعب حي ميت لازالت لافتات النعي تسجل نكبته لحد هذه اللحظة الراهنة وهو في إنتظار، وانتظار ولدً السام واليأس. كل عائلة تعلقت أذهانها بالأحلام ، والحلم غذاء شهي لبعض الناس التي استكانت للصبر ولهم في الصبر ذخيرة لا تنفذ في الخلاص .
هذه المقدمة بل اللطمية على شعب لم تنسى ثوراته وانتفاضاته التي صودرت ليقبض عليها الوافد والمستورد والدعي والشقي ، ومن اراد ان يمنح الشعب فسحة الامل تكالبت عليه الايدي والدسائس والخناجر من الخارج والداخل . كان ولازال في ارض المعركة ورهين اليوم المأمول في الخلاص ولا مناص . اصلحوا سد الموصل فالعاقبة وخيمة .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/29



كتابة تعليق لموضوع : في انتظار الغرق ... ماء ودماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net