صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

الميليشيات السنية
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لماذا لم يقل المسيحيون صراحة ان من هجرهم من مناطقهم في بغداد هي الميليشيات السنية . وان من قتلهم وهجرهم في سهل نينوى هي الميليشيات السنية ، وليس داعش ، وان من قتل وهجر الايزيديين و الشبك والتركمان هي الميليشيات السنية ، وان من هجر وقتل الشيعة في قرى نينوى وكركوك هي الميليشيات السنية ، وان من قتل وهجر التركمان من ديارهم في تلعفر هي الميليشيات السنية وليس الدواعش الذين دخلوها بأعداد قليلة . 
نعلم ان هذه حقيقة قائمة وأغفلها الجميع لاسباب سياسية واصطفاف مع الباطل .. لماذا نتحرج من القول ان الميليشيات السنية هي من قامت بتلك الجرائم وما زالت تفعل وتحاول .. فالذين فجروا في النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والناصرية والكوت ، وفي السماوة وديالى وفي جميع مدن العراق منذ عام 2004 وحتى يوم الناس هذا ، انما هي الميليشيات السنية ، والذي استهدف الحلة قبل ظهور داعش بمئات المفخخات وقتل وجرح الآلاف من ابنائها البررة.. هي الميليشيات السنية ، والذي كان يستهدف مواكب العزاء والسائرين الى كربلاء في عاشوراء هي الميليشيات السنية . والذي قتل (1700) من طلاب سبايكر هي الميليشيات السنية .
 مرة يظهرون على شكل تنظيم القاعدة ومرة ، بتسميات تنظيمات مختلفة .. انصار الاسلام ، انصار السنة ، جيش عمر ، جيش الفاروق وغيرها من الاسماء .. لقد قتل هؤلاء آلاف العراقيين من مختلف الطوائف والاديان بما فيهم السنة المعتدلون الذين رفضوا التعاون معهم . ان التنظيم السني الاكثر اجراماً المسمى بـ" داعش " ما زال يستقطب السنة ليس في العراق فحسب بل في البلاد العربية ، وخاصة السعودية ، وبلدان العالم حتى انتشرت دماء ضحاياهم على خارطة القارات الثلاث .
لا ندري لم يصمت العرب والعالم امام جرائم هؤلاء مع انها وصلت الى اقصى بقعة في المعمورة ، وطالت الدول الامنة والمتطورة والبعيدة كل بعد عن العنف ، لقد وصل الامر بالتنظيمات السنية الارهابية الى ان يقتلوا السنة انفسهم بعد ان  اتهموا عددا كبيرا منهم بانهم مرتدون ، فمَنْ يُقتل الآن في الموصل والرمادي هم من ابناء السنة ومع ذلك فان العرب والعالم صامتون عن جرائم تلك الميليشيات .
من المعيب جداً ان نفصل بين التنظيمات السنية المتطرفة والفكر السني الذي بدأ سلطويا وعنفيا منذ البدايات الاولى لظهور الاسلام وبعد وفاة الرسول عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام .. فالجرائم التي ارتكبت ضد الشعوب اثناء حملات الفتح الاسلامي في العقود الاولى للهجرة وتحت قيادات تنتمي الى السلطة بدل انتمائها الى الاسلام ، انما تشير بوضوح الى ان الجاهلية زحفت بكل تقاليدها واعرافها الى هؤلاء بحيث سجل التاريخ مآسي كبيرة وربما سكت عن فضائح ومذابح قام بها اولئك لا تقل شراسة ووحشية عما يرتكب الان .. 
فعلى مدى التاريخ وقف الفقه السني مع الحكام الطغاة والحكم الشمولي وساندوهم ، واصدر علماؤهم الفتاوى بتحريم مناهضتهم او الخروج عليهم ، وحللوا دماء من يفعل ذلك .. وما زالوا يفعلون في السعودية ودول الخليج وكل الدول التي يحكمها الفكر الشمولي فالملك او الزعيم مخول من الله . 
ولا ننسى وقوفهم مع المجرم صدام اثناء مقاومة الانتفاضة الشعبانية حيث كانت محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى والتي سميت بالمحافظات السنية بعد السقوط ، في توجه طائفي واضح ، اكثر وفاءً للقائد الضرورة ، فوقفوا معه ومدوا جيشه بالرجال حتى تمكن من القضاء على ثورة الناس في 14 محافظة عام 1991 . 
وهذا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يعلن صراحة ان ( 34 ) جماعة مسلحة بايعت التنظيم السني «داعش»  - وجميع تلك الجماعات سنية - مرجحاً أن هذا العدد سيرتفع العام الحالي، وجاء في تقرير وجهه بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي ، أنه يجب الاستعداد لزيادة الهجمات من قبل جماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» في دول مثل الفلبين وأوزبكستان وباكستان وليبيا ونيجيريا. 
التقرير اشار إلى أن التوسع الأخير لنفوذ التنظيم السني «داعش» في غرب وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك جنوب وغرب وشرق آسيا، يظهر سرعة ونطاق انتشار هذا الخطر على مدى ( 18 ) شهرا فقط ، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة «داعش» بأنه أغنى تنظيم إرهابي في العالم، "بفضل الدعم السني طبعا حيث نمى وترعرع في زوايا مظلمة بالجوامع السنية " مشيرا إلى أن «داعش» سرق أكثر من مليار دولار من البنوك في المناطق التي سيطر عليها .
 كما يذكر التقرير أن التنظيم الإرهابي السني  حصل ، بحسب مختلف المعطيات، على (400 أو 500 مليون دولار ) في عام 2015 مقابل سرقة وبيع النفط ومشتقاته، كما ان عشرات العشائر السنية بايعت تنظيم داعش علنا وظهر شيوخها في فديوات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تهتف باسم زعيم التنظيم المجرم ابو بكر البغدادي ، ولا ننسى العشائر المتطرفة في الرمادي والفلوجة التي كانت تهتف باسم القاعدة..
فهل بعد هذا من دليل..؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/28



كتابة تعليق لموضوع : الميليشيات السنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net