صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

عتاب مع الاعمى
صلاح عبد المهدي الحلو

 أيُّ معالمِ هذهِ المعركةِ التي يخوضها الحشد والجيش غيرُ واضحة المعالم, حتى يقفَ المرءُ إزاءها موقفَ المتردد؟

أتراها طبيعةُ أهدافها دينيَّاً وسياسيا؟ هب أنَّك شككتَ في أهدافها الدينية والسياسية , فهل تشكُ في أهدافها الانسانية ايضا؟ أن تُخلِّصَ الوطنَ والمواطنين من خطرِ الوحوش الكاسرة التي لاتعرف الرحمة؟
تلك النفايات العقائدية النتنة؛ التي لم تزل تعتقد أنَّ الشمس تدور حول الارض , وإنَّ الارضَ مركز الكون , وهم صفوة اهل الارضِ ممن اختارهم اللهُ تعالى لنصرة دينِهِ وإحياءِ سُنَّة نبيه؟
هؤلاء الذين كانوا ألى وقتٍ قريبٍ يُحرِّمون ركوب السيارة لانها من صُنع الكفار , ويوجبون ركوب الحمير لانها من صُنع الله , والذين (داخوا) وحاروا يوم أرادوا إدخال مكبرات الصوت في الحرم المكي , ونقل الاذان عبر الراديو لأنَّ الشيطان او الجنَّ من يجعله يحكي.
أولئك الببغاوات الفكرية التي تعلِّقُ كل جرائمها بيدِ الله تعالى؛ عن طريق نظرية الجبر , فقتلُ الابرياء قضاءٌ وقدرٌ كتبه الله على جباههم , واغتصاب البريئات قضاءٌ وقدرٌ كتبه الله على فروجهنَّ , وهؤلاء المجرمون ليس لهم من الامرِ شيءٌ , فهم مسلوبو الارادة امام قضاء الله تعالى وقدره في الولوغ في إجرامهم , والله تعالى هو الفاعل الحقيقي للدمار والقتل وهتك الاعراض واستلاب الانفس.....
فعلى الله اللوم , ولهم الحسنى , وللأرض التي يعيثون فيها الدمار ولهم الجنَّة , وللبريئات هتكُ الاعراض وجزاؤهم على هتك شرفهُنَّ حور العين اللواتي ينتظرنهم من علياء السموات السبع وهنَّ يشاهدنهم كيف تعرج أرواحهم العفنة على صهوة حزامٍ ناسف , او جواد عبوةٍ مخففة؛ ليرتشفنَ خدودهم المتربة التي لم تر الماء منذ عهود , فقد اقسموا ان لايمسوا ماءً ولايغتسلوا من جنابة حتى يُطهِّروا العراق من العراقيين , ويُخلو الارض من البشر ولايذروا عليها الاَّ ال سعود في الحجاز , وال تميم في قطر , ورجل اوروبا المريض في تركيا و (سيدنا) في الاردن.
ينتظرنهم ليشممن اعطاف آباطهم التي لم تر نور الشمس, ولاذاقت طعم الماء , فالدواعش معذورون يريدون ان يطأووا الجنَّة بريح آباطهم وطين ملابسهم ودماء قتلاهم وماء اغتصابهم ولذا انت ران على قلبك فلم تدرِ اهداف هذه المعركة . 
لستُ أصدق انَّك مترددٌ في تأييدِك لهذه المعركة التي هي في وضوح اهدافها تكاد تكون من الاوليات ,شأنها شأنَ الواحد نصف الاثنين, والكل اكبر من الجزء, فإذا احتاج نهارُ هذه المعركة الى دليلٍ عندك , وسماؤها تسطعُ بشمس البرهان , فأيُّ اعمى انت؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/08



كتابة تعليق لموضوع : عتاب مع الاعمى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net