صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

هل ستكون الفلوجة مدينة للسلام ؟
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في عهد الطاغية صدام, كان الكثير من رجال مدينة الفلوجة خير عون له, في تثبيت حكمه, بسبب الإخلاص الكبير للطاغية, وبسبب نفس صدام الطائفي, عمل على تنصيب فئة من رجال الفلوجة, في مفاصل مهمة في الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية, فكانت سنوات متميزة بدعم حكم الطاغوت, بالمقابل كان عطاء صدام لهم كبيرا, لكن الأموال لم تغير طبيعة أهل الفلوجة القبلية, فكانوا في بحبوحة من العيش, بخلاف باقي أهل العراق, حيث المعاناة الكبيرة والظلم, من نظام لا يعرف الرحمة,  فقط كانت ثلاث محافظات تسكن قلب الطاغوت, وهي الانبار وصلاح الدين ونينوى, لشدة خضوعها له.
وجرى حكم القدر, وانتهى عهد صدام في جحر حقير, وتفرق الرفاق البعثيون, ولاح ضوء نهار مختلف.
كان على المحافظات الثلاث وضمنها مدينة الفلوجة, أن تنتهج سلوك جديد يتناسب مع المرحلة, وان تتفهم فيه التغيير الذي حصل للعراق, وان تمد يدا بيضاء لباقي مكونات الشعب العراقي, لكن كان ارتباطها بالماضي وثيقا, مما جعلها تتحول إلى مجرد معقل للمخربين والإرهابيين والقتلة, حيث فتحت أبوابها لاستقبال شواذ الخلق من كل بقاع العالم, لغرض واحد وهو تدمير العراق, وقتل اكبر عدد ممكن من الشعب العراقي, أو أن يسلموا الحكم لبقايا البعث, أنهما خيارين غاب فيهما العقل والأخلاق.
ومنذ اليوم الأول للتغيير, والفلوجة تحولت لبوابة للشر, فمنها ينطلق القتلة صوب بغداد والمحافظات العراقية, بقصد التفجير والقتل, وفيها معامل تفخيخ السيارات, ومن جوامعها يتم نشر تعاليم معبد الإلحاد, بتعاليم صارمة بقتل وذبح أي مواطن تواجهوه, لكن بالمقابل عاث الفساد في بيوتهم, من قبل مرتزقة تنظيم القاعدة من العرب والأجانب, ثم مرتزقة الدواعش, لكن كان موضوع انتهاك شرفهم غير مهم عندهم! فألاهم أن لا يحكم الأغلبية في العراق, فانظر لحجم الحقد الأسود التي يملا قلبوهم.
من جهة أخرى, يمكن أن نعتبر الحكومتين السابقتين التي رئسهما المالكي, قد سجلت فشلت ذريعا, في حل ازمة الفلوجة, مع انه كان متيسر جدا إيجاد الحلول, خصوصا مع توفر المال والوقت, ولم يكن العراق يعاني من حرب كما هو اليوم, لكن تعنت الحكومة وافتعالها الأزمات, وسياسة الصراخ والغضب التي أطرت سيرتها, دفع بالأمور إلى إن تتأزم أكثر, وتحصل أخطاء  تدفع معسكر الفلوجة "المخالفين", إلى التمسك بخطيئتهم, واستغلال رجال الشر لأخطاء الحكومة, للدفع بالسذج والجهلة, للاندماج مع معسكر داعش والقاعدة.    
ألان عمليات التحرير تجري بوتيرة متسارعة, بفضل اندفاع رجال الحشد المبارك مع قوات الدفاع والداخلية, حيث سيتم اقتلاع جذور الكراهية والحقد, وبعدها يجب على رجال الفلوجة, فتح صفحة جديدة مع العراقيين, فالمهم لهم أن يفهموا ويقوموا بثلاث أمور أساسية, تكون المحرك لحياة افضل, وهي:
 
أولا: أن يتفهم أهل الفلوجة, أن صدام مات وزال حكمه إلى غير رجعة, وعليهم أن يدركوا أن نظام صدام أن أحسن لهم, فانه قد أجرم بحق أغلبية, ومصيرهم مرتبط بالشعب العراقي بكل مكوناته, وليس بشخص واحد, لذا أمر أساسي طي صفحة صدام نهائيا, وهذا دور النخب والعقلاء في رفع وعي الناس.
 
ثانيا: أن يعي أهل الفلوجة أن القاعدة وداعش بما يمثلانه من كيان وفكر, مجرد عصابة بربرية تهدف لتدمير البلاد, وتقدم خدمة للصهيونية, فالوعي بقبح الدور الداعشي مهم, كي يتفرق الجمع الجاهل عن قيادات داعش, وهذا مسؤولية الطيبين والعقلاء من أهل الفلوجة.
 
ثالثا: منظومة رجال المنابر في الفلوجة, يجب أن يتم تمحيصها, فرجال داعش من المعممين يجب أن يحاسبوا, لأنهم غرروا بالشباب والسذج, عبر نصوص فقهية شاذة ومدسوسة, لا ربط لها بالدين الإسلامي الأصيل, ومن جهة أخرى مسؤولية الوقف السني بالدفع بشيوخ محبة وسلام, لمنابر جوامع ومساجد الفلوجة, كي لا يتم الضحك من جديد على أهل الفلوجة بعنوان الدين.    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/24



كتابة تعليق لموضوع : هل ستكون الفلوجة مدينة للسلام ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net