ذكريات 2005 برواية شاهد عيان
عمار العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت سيارة الاجرة التي تقلنا على الجسر ذو الطابقين, متجهين لمكتب السيد الحكيم لحضور اجتماع مهم, وكان الوقت يقارب الثامنة صباحاً, اتصل أحدهم ليخبر مسؤول المجلس الاعلى ((بأن مكاتب المجلس الاعلى اصبحت محترقة بفعل فاعل)).
تفاجئنا وتسألنا من فعلها!! حتى وصلنا قاعة الاجتماع (الحسينية حالياً) شرحوا لنا الوضع وقالوا أنها أعمال تخريبية في كل المحافظات, لحظات حتى بدأ الاجتماع برئاسة عزيز العراق وبقية قيادات المجلس الاعلى, أستهل سماحة السيد الحكيم حديثه بالدعوة الى ضبط النفس وقال: ((ما تم حرقه يعوض ويرمم)) وكانت علامات الغضب والانفعال باديه على وجوه المجتمعين كافة.
وخلال صمت المتلقين, انطلاق صوت من خلفي ليكسر ذلك الهدوء الحذر ((لا لا سيدنا ذوله الا يتأدبون)) لم أعرف صاحبه, ولم التفت اليه حتى انتهى من كلامه, تعالت الاصوات في القاعة مؤيدة لدعوة التأديب, نهض أحد الشخصيات من الصف الاول, وطالب المتحدث بالهدوء ((أهدأ . اهدأ أبو حسن, أستريح حجي المسألة يراد له تروي وعقلانية)).
عرفت بذلك إن صاحب التأديب هو الحاج العامري, ومن يؤازره قاسم الاعرجي وقاسم الياسري, أشار عزيز العراق الى الجميع بالجلوس وكرر ما قاله ((كلشي يصلح، ولكن لا نريد الفتنة تتوسع وأنتم عقلاء)) طلب الحديث الدكتور عادل عبد المهدي فقال ((الشعب تعب, والمرجعية الدينية تريد التهدئة فلا نستعجل, وأرجو الالتزام بضبط النفس كما تفضل سماحة السيد)).
وفعلاً انتهت احداث حرق مكاتب تيار شهيد المحراب عام 2005, واصلح كل شيء, الا النفوس ورغم ترطيب الاجواء, الا إن أمراض الحقد والكراهية بقية تصارع أولئك الجهلة, والهمج الرعاع بسبب ما يتغذون من ثقافات بالية وأفكار منحرفة, لتعاد اليوم وبعد 10 سنوات محاولات حرق المكاتب من جديد بحجة أصلاح الفساد, وأي فساد هذا يا مفسدين؟.
والآن أمامكم هادي العامري؛ الذي لم يهدئ ويجلس الا بنداء عزيز العراق له بضبط النفس, فكيف يكون الحال اليوم بعد رحيل عزيز العراق, ونار العامري التي لا تطفى, وأبناء شهيد المحراب يقدمون القرابين من أجل العقيدة والوطن, فالمعادلة اصبحت صعبة, ومعالجتها أصعب, إذ طفح الكيل, وزاغت الارواح أمام حثالات تظاهروا بفتوى ((التظاهر في رمضان عبادة)).
وعلى من يتظاهرون!! ليس على الدواعش, وإنما على مقرات المجاهدين, فماذا يردون أيترك المجاهدون مواقعهم وهم على أعتاب تحرير الفلوجة حتى يشعلوها حرباً شيعية- شيعية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عمار العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat