صفحة الكاتب : عباس الكتبي

الأنتخابات:أمر بمعروف ونهي عن منكر
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قال تعالى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ).
قال الإمام الباقر"عليه السلام":(الأمر بالمعروف،والنهي عن المنكر،خلقان من خلق الله عزّ وجلّ،فمن نصرهما أعزه الله،ومن خذلهما خذله الله).
 
قيل بالمعروف:هو الشيء الذي يحكم العقل والفطرة الإنسانية أو الشرع بحسنه. 
وقيل بالمنكر:هو ما يستنكره العقل أو الشرع ويذمه.
 
من الركائز المهمة والأساسية لجميع المصلحين،وفي طليعتهم الأنبياء والأئمة المعصومين"عليهم السلام أجمعين"،إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ودعوة المجتمع لتحمل هذه المسؤولية الانسانية،والاخلاقية، والدينية الكبرى.
 
هذه المسؤولية لا يتحملها القادة فقط،وإنما تقع على عاتق كافة أفراد المجتمع الإنساني،فهي مهمة إنسانية نبيلة،تشمل كافة مجالات الحياة،السياسية والأجتماعية والثقافية والاقتصادية والاخلاقية.
 
الدفاع عن الحق،والعدالة،والمساواة، وفعل الخير،وإحلال الأمن والأستقرار،وإصلاح المجتمع البشري وتطهيره من الباطل،وإجتثاث الفساد منه،وقلع القبائح عنه،ومواجهة الأشرار والمفسدين في الأرض،لا يكون هذا كله،إلاّ بإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 
الشرور،والرذائل،والقبائح،والمنكرات، لا تقتصر في أضرارها على فاعليها ومرتكبيها،بل يعم ضررها الجميع،لذا يجب على الجميع التصدي لها،وعلى المجتمع ان يتحمل مسؤوليته إتجاهها فهو من يقرر مصيره،وينشئ مستقبله غداً.
 
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعزّز شعور الفرد ومسؤوليته اتجاه الآخرين،وهو غيرة وحمية الانسان على أخيه،كما يدعو الى التفاعل مع المجتمع والأحداث السياسية، ويقف بوجه الفاسدين والمنحرفين،وينظم العلاقات بين أفراد المجتمع على اساس المحبة والتعاون المشترك،وينمّي حالة الرقابة والأشراف على المسؤلين،ويحفّز ويكرّس عملية الأصلاح في الدولة والمجتمع،وفوق هذا كله يغرز في النفس صفة أخلاقية عظيمة ألا وهي صفة الإيثار.
 
الفساد،والمنكرات،والسرقات، أستشرت وطغت في مؤسسات الدولة العراقية، وبالذات في السلطات الثلاثة،وحيث ان المواطن العراقي لا يتمكن من مواجهتها،إلا بالاصبع البنفسجي، فالأنتخابات،وسيلة من وسائل ردع المنكر،والباطل،وإحياء المعروف، وإقامة الحق والعدل،وهذا أمر يحكم بصحته العقل،والفطرة الإنسانية السليمة. 
 
الشعب العراقي،عليه أن يثور ثورة انتخابية كبرى،لتطهير الدولة العراقية من الفاسدين،فيقوموا بانتخاب الانسان الصالح،والكفوء المقتدر،ذو التاريخ النظيف والطاهر، حتى يتم تغيير تلك الوجوه الفاسدة،والعفنة،التي زرعت البؤس،واليأس،والحرمان في نفوس أبناء المجتمع العراقي.
 
أنتخاب الفاسد،مرفوض شرعاً وعقلاً، ولكن الأسوء والأشرّ منه،هو العزوف وترك الأنتخابات،فإذا كنت انتخبت شخصاً واحداً فاسداً،فتركك للأنتخاب سوف تسمح لعشرات المفسدين العودة مرة أخرى، وإرتكاب المفاسد والمظالم،والفرد الذي يفضل عدم المشاركة بالانتخابات،عليه ان يتحمل تبعات مسؤوليته الأخلاقية والانسانية.
 
عن أبي جعفر الباقر قال:أوحى الله إلى شعيب:اني معذب من قومك مائة الف،أربعين الف من شرارهم وستين الف من خيارهم،فقال عليه السلام:يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله عز وجل إليه:داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/13



كتابة تعليق لموضوع : الأنتخابات:أمر بمعروف ونهي عن منكر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net