من اجل وطن جميل الحوار وليس العنف
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يعرف المجتمع العراقي، ظواهر كالعنف، والمواجهات، وتراجع الحوار، والقرارات الأحادية، كما عرفها بعد عام 1958. فهل كان العراق، بين عامي 1921 ـ 1958، يخضع لنظام غير قائم على المشاركة، وشيوع القرارات الاستبدادية، وندرة العنف، كي ينتظر عهدا ًمغايرا ً، بأداء برهن انه ـ حتى يومنا هذا 2016 ـ لا يقارن بما كان المجتمع العراقي يتمتع به، من اقتصاد، وامن ، واستقرار في العهد قبل الجمهوري..!
إن إعادة قراءة تاريخ أي مجتمع، من وجهة نظر مستقلة/ حيادية/ موضوعية، وهي التي تعمل على تلافي الانحياز، أو التبرير، والتمويه، مسؤولة تاريخيا ً عن تعميق المباديء التي تسمح للحريات ـ وللعمل ـ بتوازن مع الضوابط، والواجبات.
فعندما نعيد قراءة أسباب ازدهار حالات (الخلاف) حد (التصادم) من هذا المنظور، نجد ان تلافيها كان امرأ ً ممكنا ً، بل ومطلوبا ً من لدن المجتمع بأسره، ليس لأنها خلافات ثانوية، أو مسكوت عنها، ومخفية، بل لأنها مهلكة، ومدمرة في نهاية المطاف.
خلافات واختلافات تتذرع بشتى العوامل...، تارة: باسم القومية، أو الدين، أو الايدولوجيا، أو الطائفية، وتارة تبدو اكبر من هذه المحركات، كالصراع مع القوى الدولية، أو الإقليمية، أو الوطنية.
ولكن ما الذي جناه الشعب....، وهو أسير ضغوطات لن تسمح له إلا ان يكون الخاسر فيها، من ناحية، وتعميق عوامل الخلاف، كأنها أبدية، أو قدرية، وليست قابلة للتحليل، والسيطرة عليها، بل ودحضها وإعادة المجتمع ليختار بناء حياته، كما لدى الشعوب التي لديها تنويعات اكبر، في التنوع القومي، والديني، والثقافي...
إن مسؤوليات كل من يؤدي دورا ً متقدما ً وفي أية مؤسسة؛ من المعلم إلى الوزير، ومن المزارع إلى رئيس الوزراء، ومن عامل البناء إلى رئيس الجمهورية ـ في المشروع الديمقراطي، وضمن حرية التعبير، وحقوق الإنسان ـ تسمح للحوار ان يضع حدا ً للتزمت، والتطرف، والأحادية، والشروع ببرامج تربوية مستمدة من المثل، والشرائع، والقوانين، لمواجهة سلبيات متوارثة تتبنى خلق صراعات يمكن تجاوزها، وخلق فتن زائفة، والدعوة إلى مواجهات بالإمكان إخماد نيرانها في المهد...
إنها ثقافة الحضارة، ثقافة الحوار، واحترام العقول، بديلا ً عن مشروعات التطرف، والغاب، والتشدد، والأحادية، والتمويه، وسفك الدماء....، وهي التي بها تسهم ببناء بلاد لا ُتنهك بالحروب، والتطرف، والعنف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat