صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

طه حسين قدوة الروح المصرية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول لهذا العام  مرّت ذكرى وفاة عميد الأدب العربي طه حسين , عن عمرٍ ناهز الرابعة والثمانين.
 
توفى ومصر في ذروة حرب أكتوبر وما أعقبها من تعقيدات وتفاعلات , ودوامات نكسات وطوابير إنكسارات عربية متوطنة مزمنة. 
 
صبي كفيف معفر بالبؤس والحرمان وشظف العيش , ومطمور بالجهل والتجاهل والأمية المدقعة في قرية مصرية مقاسية تكابد الأيام لتواصل الحياة.
 
هذا الصبي الذي أفقده الجهل بصره فتوقدت بصيرته وتوهجت , لتنير عقول مكانه وزمانه وتمنح أنوارها المعرفية لأجيال متعاقبة.
 
وقد إنطلق من تلك القرية إلى القاهرة , ومن ثم إلى باريس يغوص بمعارفها ويسوح في عقولها وقلوبها , فأثرى وعيه ووسّع مداركه وإشتد أوّار تفكيره ليكون قائد ثورة عقلية معرفية أصيلة , تسعى للتقدم والرقاء وجعل التعليم للناس كالماء والهواء.
 
وقد كان معجزة فردية بإرادة مصرية حضارية تحدّت العمى ,  وأعلنت أن القلب بصير والعقل يرى , فكان العقل أداته المثلى في التفاعل مع الأحداث وتقييم الأحوال في ماضيها وحاضرها.
 
وكأنه كان يقول أن علة الأمة في تغيّب العقل الذي أوجدها وأنار دروبها وأسس كينونتها الحضارية , ولولا أهمية وأولوية العقل والتفكير , لما كانت أول كلمة ترددت في غار حراء هي "إقرأ".
 
طه حسين الإنسان والعقل الإبداعي الأصيل , الذي أرانا النور الذي ما كنا نراه لولاه , ونحن أصحاب عيون!!
 
وأدرك أهمية الجامعة في التقدم والرقاء وعاش إستقلالها في باريس , وناضل من أجل أن تكون مستقلة في بلاده وبلدان العرب , لأن الجامعة المستقلة تعني المجتمع الأرقى , وهذا ما يعوز الجامعات العربية التي يتم حشرها في الكراسي.
 
 طه حسين الذي قرأتُ كتبه في صباي , تجدني أعود إلى أيامه , وحديث أربعائه , ودعاء كروانه , والوعد الحق , وعلى هامش السيرة , وفي الأدب الجاهلي , وخواطر ,  وجنة الحيوان , ومرآة الضمير الحديث , وقادة الفكر , وغيرها العديد من كتبه التي علمتنا العربية والأدب الرفيع , ونوّرت عقولنا , ومنحتنا الثقة والقدرة على الكتابة بلغة الضاد الرائعة.
 
طه حسين ورعيله الأفذاذ هم الذين كوّنوا معارفنا وصاغوا مناهج تفكيرنا , وعلمونا أن العقل هو الثروة الحقيقية لدى الأمم والشعوب , وبإغفال العقل يستحيل كل شيئ إلى عصف مأكول.
 
فأين العقل با أمة يعقلون؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/12



كتابة تعليق لموضوع : طه حسين قدوة الروح المصرية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net