صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

القداس المسيحي يكسر قيود الطائفية
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق بطوائفه ذات المشروع الوطني، لا تفقه لغة الطائفية وتنبذها بشدة، ولطالما تنشأ في الأوساط المجتمعية ذات الإتصال المباشر بالدين المزيف المضلل، والذي تقوده المشايخ المرتزقة، ممن تخدم المشروع الطائفي، وما يدعوا الى الإقتتال بين المكونات، ودائما نجد العوائل الحاكمة للدول الخليجية، هي من تتبنى ذلك المشروع، وتدعم مشايخ وعلماء الفتن، للتأثير بالمجتمع وإشعال فتيل الطائفية بالفتوى.
منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وقلب المسيح يعتصر آلم، ترانيمهم ذكريات لديارهم، وأجراسهم صراخ نسائهم، وقداسهم في مقابر موتاهم، كان لهم نصيب ليس بالقليل، من إجرام وإرهاب داعش، لكل عائلة حرقة ووجع، لفقد أب و إبن مغدور، أو أم و أخت مسبية، وراح تراثهم ينهب ويسلب أمام أعينهم، كتابهم الذي رفعوه فوق أكتافهم ورؤوسهم منذ رحلة المسيح الى السماء والى اليوم، أمسى تحت أقدام مرتزقة الوهابية..! ودين أبن تيمية، ومشايخ الحكام الخليجيين.
بعد تلك الأيام العجاف، التي ضربت مدن ومناطق الأخوة المسيحيين، راحوا يلملمون جراحهم بما تبقى لديهم من عوائل، وملابس تقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء، وأخذوا يرتحلون عن مواقع الخطر بأطفالهم وأهليهم، بعض أبنائهم وجدوا بأنفسهم البسالة والقوة في مشاركة القوى المحررة لأراضيهم، وسال الدم المسيحي لأبناء الموصل، وأختلط بالدم الشيعي لأبناء المحافظات الجنوبية، فكان مزيج طيفاً من الألوان، تلاشت أمام صبغته، كل ألوان الطائفية المقيتة، التي زرعها الدين الوهابي المبتدع.
اليوم وبعدما بدأت شمس التحرير تشرق من بين سحاب داعش المظلمة، إبتدأ القداس المسيحي يحتفل بأعياد رأس السنة، عادت الصلوات والترانيم والأجراس، بجوٍ ملئوه الطمأنينة والأجواء الآمنة، ففي الوقت الذي تنهش فيه أنياب البرد والصقيع وشظايا المعركة، أجساد أبناء الجنوب، ليحتفل ابناء المسيح بقداسهم، يصلي أبناء المسيح، ويدعون الرب، ليكون عوننا لأبناء الحشد الشعبي والجيش العراقي، وبذلك أُزيحت ستائر الطائفية، التي يتكلم عنها سياسيو السنة، ممن يدعم داعش وإجرامه في العراق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/25



كتابة تعليق لموضوع : القداس المسيحي يكسر قيود الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net