صفحة الكاتب : محجوبة صغير

قصص قصيرة
محجوبة صغير
1ـ تحت ضوء القمر
 
أخلصت له وتألمت لأجل أن تُصبح المرأة المثاليّة في نظره،ودّعت ظُلمة الليل واستبدلتها سهرا لخدمته بعد قضاء نهارٍ مُضن،لطلب العيش الكريم..صارت لا تفتحُ الباب لرجل غريب حتّى لا تُلطخ سُمعته أو يُشتبه في شرفها ، فهي زوجته ولا يحقُّ لها عصيانه...
مرّ الزمن بسرعة وبدأت تقتفي آثاره التي غابت عن عينيها،وهي من كانت تحلم أن تُبقيه فيهما.
احتارت ماذا تفعل،فأجبرها القدر على التغيير من نفسها...فصارت لا تُكلم بقية النّساء أو تناقشهن في مواضيع لها علاقة بحياتها الماضية ،والمستقبلية
حتّى لا تكون لُبانا للمتعة في أفواه الغيورات..لم تعد تلك المرأة المتأنقة، بآخر ما جادت به الموضة،أمّا تسريحتها التي أبهرت الجنسين،حلّت محلها قطعة قماش أسود ،تستر شعرها الأشقر.
غادر الكحل عينيها وأبقاهما لوزتين تدوران بلا غاية،وأحيانا تترقب الآتي المجهول ،كُسر جناحاها ،وأضحت طائرا تتربصه النّسور الكاسرة.
تُريد أن تسكنه كلّمل بان  ـ إنّه القــمرـ ومن سواه فهم حاجتها في ليلٍ ودّت ألاّ يزول.
ألا تنامي يا نوال؟
لا يعتريني الآن.
ما بالك تُفكرين؟
في لا شيئ.
ودوائك.....؟
ليس بعد يا أمي.
وظلت تترقب القمر بنظرة ثاقبة، عجّلت بنزول دمعة ، ارتسم فيها ضوئه.
لا تريد أن تشرب دوائها المـــُـرّ، فمرارة ما سكن قلبها أشدّ.
 
2ـ الروح والجلاّد:
عاينوا جثته المطروحة أرضا ،تُزيّنها ثلاث أوسمة من رصاص اخترقت صدره العريض،مُفضلة المكوث بقلبه المليئ بحب الوطن والحياة.
احتقنت دماءه الزكيّة داخل جسمه رافضة رؤية أعداء الحياة...بل أنّ بعضها تخثّر مٌغلقا أثر الرصاصات الهمجيّة..عيناه مفتوحتان تغدقُ على كلّ من يراه بدمعة كالبرد؛آثرت البقاء لتغسلهما من عار النظر إليهم ريثما يُوارى التراب.
لم يأبهوا به وصاروا يبصقون بما جادت به حلوقهم النتنة...يقذفون سُمّ الكلام على عرضه الشريف ..:"نم كالكلب ، لن ترى زوجتك الجميلة بعد الآن..ألا تدري أنّها أصبحت دميتنا اللّيّليّة فوق أرضكم يا معشر...."
أمّا روحه فكانت واقفة معهم ترقبهم بجلاءووقار ،ولا يرونها...:" ما هذا إلاّ جسدٌ كان سينتهي أمره إلى التراب برصاصكم أو بغيره..أمّا أنا فقد أهديتموني إلى ربّي راضية مرضيّة.."
وتصعد إلى السّماء تاركة الجثّة تنهشها الكلاب النّاطقة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محجوبة صغير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/27



كتابة تعليق لموضوع : قصص قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : د.مسلم بديري من : العراق ، بعنوان : مرحبا في 2011/08/27 .

تحيتي للمبدعة محجوبة زغير وتحيتي لكل مبدعين الجزائر ومع اطلالتك الاولى احب ان ابارك لنا ونحن نقرء ما يجود به قلمك اللطيف
دام ابداعتك ودمتِ






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net