صفحة الكاتب : جمال العسكري

الملحد وضياع الهوية
جمال العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الارتكاز على العدم في كل شيء، في محاولة لفهم الواقع،يعني الضياع وغياب الهوية، ووقوع في منزلق اللانتماء، والتمحور حول السلب لانكار كل الحقائق، بما فيها الاحساسات المادية والعواطف، يعد سير خلف السراب.

   هكذا هو الإلحاد، مشهد حافل بالقتامة، ليس فيه إلا العدم، حاضر في كل زواياه، فاقد لكل معاني العيش اليسيرة، فأالله عدم، والاخلاق عدم، والمدركات العقلية عدم، والشعور والبواعث والدوافع كلها أعدام، لايمكن تصور شيء اسمه الذات؛ لان العلم لم يتحقق وجودها بعد، هذه نظرة الالحاد الى الاشياء، فهي تطل على الكون كله من نافذة واحدة، اسمها العدم.

   تغييب محورية الله سبحانه وتعالى عن الحياة، وابدالها بمحورية الأشخاص، مبدأ ينادي به دعاة الإلحاد، الإ أن العجيب ان مع تأكيدهم على محورية الانسان، غير أنهم يجردونه من كل مشاعره وأحاسيه ومدركاته؛ لأنها من الامور الغير محسوسة، ويرشحون جسده فقط للخوض في خضم الحياة.

  هذه السطور بعيدة كل البعد عن الجدل العقدي، ذلك أن له اصحابه من المختصين بدراسة عقائد الاديان، هنا فقط توصيف لحالة الملحد من خلال زوايا ثلاثً، اعتقد أن لها انعكاسات نفسية وشعورية على بنية ذوي الإلحاد، فالملحد ليس له مبدأ، لانه نتاج تفاعلات الطبيعة وضرورة التطور، فهو كما يقال ابن البئر، والملحد فاقد للهدف والغاية، فهو لايختلف كثيرا عن ماكنة الخياطة، وكذلك الملحد قد استغنى عن الاحتياط العقلي، الذي يعد ضرورة ملحة في بؤرة الضياع.

  عيش من دون مبدأ ومن دون هدف ولاتراعى فيه مكنونات الاشخاص له الضياع بعينه، يفرز كائنات حيوانية تعيش لحظتها فقط من دون انتماء ولاهوية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/20



كتابة تعليق لموضوع : الملحد وضياع الهوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net