صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

التنظيم الدينـوقراطي ومشروعية الخطاب الوطني
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 صحيحٌ ان العراق يمتلك من مصادر الاقتصاد والثروات ما يسيل له لعاب الاخرين ومن كفاءات علمية وطاقات بشرية ماتنحني لها الهامات ومن حضارات تأريخية ومعالم دينية وارث مجتمعي مايستوقف التأريخ ، ممادفع الاخرين للبحث عن وسائل تستطيع من خلالها الدول المتربصة به شراً السعي للسيطرة على مصادر ثرواته الطبيعية واقتصاده والتحكم بموقعه الستراتيجي الذي يربط مشارق الارض بمغاربها ودفع انظمة الحكم المتعاقبة على ادارته باتجاه الحروب العبثية من اجل ابقاء العراق في متاهة البحث عن عناصر الوجود والتي احترق في اعتابها الاخضر قبل اليابس وما تبعها من حصار اهلك الحرث والنسل واخذت تلك الدول على عاتقها احاطة العراق بسور من الجهل والتخلف ليبقى في دوامة اللجوء اليها بصغائر الامور وكبائرها لتتمكن من توظيب تلك التقنيات في خدمة مصالحها القومية وفي الوقت نفسه كانت تدعو الموالين لها من عبيد المال والسلطة سواء في الحقبة السابقة او الحقبة الحالية التي تحالكت عتمتها لتضيق الخناق على الكفاءات والضغط باتجاه تهجيرهم  ،و كانت على الطرف الاخرتفتح لهم افق العلم وصروح المعرفة لاستقطابهم وتوطينهم واستغلال جهودهم في صناعة اقتصادها القومي ،او من خلال تلك الادوات التي تدير بهم دفة الحكم في عصر الديمقرطية (العنجوكية) والسماح للكتل السياسية في السر بتجنيد عناصر مشبوهة على هيئة اجنحة عسكرية تهدف الى تصفية الخصوم وابقاء الوضع الامني في حالة الفوضى العارمة وجعل عناصر القوة بين الكتل السياسية متقاربة الى الحد الذي لاينتج معه اية حلول في المديات المنظورة والتي ساهمت بشكل فعال بمنع الكفاءات العلمية والعقول الوطنية من التواصل مع عصرنة الحداثة وثورة المعلومات التكنولوجية للمنظومة الدولية خشية من تنامي الاقتصاد العراقي ،ممااضطر الكفاءات للبحث عن ملاذ بديل وبيئة آمنة تستطيع من خلالها تنمية قدراتها العلمية  وتحقيق طموحها المفقود ولكون قوى الشر قد حبكت لعبتها حتى تشابك عندها الحلق واختلط في فضائها الخيط الابيض بالخيط الاسود فلم يجد علماؤنا بديلا سوى الهجرة وطلب اللجوء الى بعض الدول وان كانت لاتتناسب وعقائدنا ولا موروثنا المجتمعي مضطرين لها (كمن يضطر للحرمات غير باغ ٍ فلا إثم عليه) مدركين ان البلدان لايمكن بناؤها بالتمني بل بالسعي والجد لتوظيف علومهم في خدمة الانسانية ،وبعد ان اشرقت في سماء العراق شمسه الساطعة وبانت للشعب خفايا عتمة الليل السياسي وانكشف (الحرامية )،عذرا نقصد المفسدين الذين اثخنوا جراحات الشعب وقطعوا اوصال العراق وبددوا ثروات الوطن بصفقات مشبوهة وعقود وهمية ،فاصابتهم تخمة الثراء الفاحش والشعب يقبع في قاع الفقر وظنك العيش ،لايأبهون لعويل النساء وصرخات الاطفال وانين المرضى الذين تضاعفت آلامهم بسبب جرعات الادوية الفاسدة ،مثلما لم يأبهوا للاصوات الوطنية الحرة التي تحمل مشروعها الوطني الذي يؤسس لدولة المؤسسات المدنية من خلال الاستناد الى نظرية فصل الثروات عن السلطة التي تتبناه الكثير من الجهات الوطنية ومن بينها التنظيم الدينوقراطي الذي وجدته من خلال متابعتنا لخطابه العقلاني ونظريته القاضية باقامة دولة العدل والمؤسسات ومبنية على اساس التساوي بالحقوق والواجبات مثلما يحمل في جعبته مشروعا يتناغم وطموحات الشعب المشروعة المتمثلة في ابقاء ثروات البلد بيد الشعب الذي يمتلك حق الاصالة في القرار وكونه مصدر سلطاتها وليعلم بعض هؤلاء (القارونيون) في السلطة و(الهتلريون)بالعنف و(الجنكيزخانيون) في التخريب و(الزنكلونيون) في البذخ و(الهارونيون) في الثراء الذي تجاوز مد السحاب و(الغينيسيون) في ارقام السرقات والفساد المالي والاخلاقي و أنهم اصبحوا قاب قوسين او ادنى من غضب الشعب الذي اراد الحياة ولابد ان يستجيب له القدر وعند ذلك فويلهم من غضب الحليم اذا غضب وختاما اتمنى ومعي فيالق الجياع واحرار العراق ان تستفيق ضمائرهم وتنجلي عن بصائرهم عتمة الليل وعن افئدتهم غلظت القلب ليستمعوا الى منطق الحق الذي تنادي به تلك الجهات الوطنية والاصوات التي لن تسكتها اسواط الخفافيش الضلامية كونها ماضية في مشروعها الذي تتبناه منذ مراحل الاحتلال الاولى ولاتزال تتعاضد مع ابناء الشعب لاعادة حقوقه المسلوبة وليستوقف هؤلاء (السياسيون ) خطواتهم السائرة بالاتجاه الخاطئ وان يبحثوا في فضاءات تلك النظريات والمشاريع الوطنية وان ينهلوا من فيضها لان عقارب الساعة ماضية ولن يعصمهم بعد ذلك من عاصم فالعراق باق وخالدا بشعبه بينما الباغون سيلقى بهم الى مزابل التاريخ  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/04



كتابة تعليق لموضوع : التنظيم الدينـوقراطي ومشروعية الخطاب الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net