صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

كلمات للعمال في الاول من آيار
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مسيرة الاول من أيار، عيد العمال العالمي التي انطلقت يوم الاثنين من الساحة المقابلة للمسرح الوطني في بغداد تغير لونها، وغلب عليها اللون الاحمر بدلاً من خضرة الربيع، ومع ذلك كان التجمع الاقل حضوراً.
حضرت شطراً من الاحتفال، كانت السمة العمرية الحاضرة من غلب عليها بياض شعر الرأس، على اية حال هذا ما التقطته العين، والمهم ان الاحتفال العمالي لم يغب عن الاجواء المهنية والسياسية، بل له ميزة كبيرة وشكلت معلماً هو اشتراك احدى الفصائل الشيوعية الى جانب الحضور الطاغي للحزب الشيوعي العراقي.
يقينا لم يعد الحال كما هو في سالف الزمان، التغييرات ليست قليلة طالت الطبقة العاملة، بل ان بعضاً من النقاشات العميقة تؤشر بصواب الى ضعف الطبقة العاملة وتكاد تتلاشى، فقسم من السواعد والعقول افتقدت العمل في المعامل والورش لاغلاقها سواء في قطاع الدولة ام في القطاع الخاص..
للاسف حتى ان بعضهم في كل شهر يعيش مشكلة في ظل الظرف الاقتصادي الصعب والمنهك جراء عدم دفع الرواتب والاجور في شركات التمويل الذاتي، الى جانب سيف ديمقلديس المسلط عليها بخصخصتها وبيعها بسعر التراب من دون اعتبار للاحوال المعيشية لمئات الالاف من العاملين فيها، اللعاب يسيل الى مواقع المعامل، كارض وليس انتاجاً، واعادة تأهيل، الكل يريد ان يقضم قضمته بقدر ما يستطيع ان يفتح فاه..
المهم ان نعود الى المظاهرة التي جرت منيت النفس ان يحتشد العمال خلف عدد محدود من المطالب المهنية والمعيشية لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ليسمعون صوتهم ولتجد شعاراتهم طريقها في برامج الاحزاب وعلى لسان الزعماء السياسيين الذين حاول الجميع ان يخطب ود العمال في هذا اليوم بالتهنئة او بوعود خلبية اجزم انه بعد نصف ساعة من اطلاقها سينساها الكثيرون، انها  من قبيل ما يقال بالمناسبات من دون ان يكون لها مدلول او مؤشر تتبانى عليه القوى السياسية..
تمنيت يحتشد العمال مثلاً خلف شعار تثبيت العمال العاملين بعقود وهو حق مكفول بالدستور والقانون والحقوق الانسانية، وايضاً تشريع وتعديل قانون للتضامن الاجتماعي يكفل الحد الادنى من العيش للعاملين على حد سواء .. اردت ان  ارى شعاراً كبيراً بزيادة الاجور للعاملين، واخيراً تساءلت من يحقق ذلك، اية جهة سياسية، وممثلو العمال محرمون قانوناً من دخول المجلس التشريعي ولا يحق لاحد منهم ان يكون وزيراً، ويتعذر حتى على من رغب في اكمال تعليمه ان يجد فرصة الدراسة والعمل في آن واحد ...
كلام كثير، ولكنه غير كاف ولا يقدم ولا يؤخر ما لم يخرج العمال، في زمن التظاهر لتحقيق المطالب بعشرات الالاف يملؤون الساحات والشوارع مثلما كانوا في السنين الخوالي، ومرة اخرى من يعيد للعمال الامل والقدرة والثقة! باهمية تمزيق لشرنقة الاحباط واليأس، وجدوى النضال الذي يوقف المدعين بتمثيلهم عند رغباتهم وتطلعاتهم ويمنع الفاسدين من السدور في غيهم .. كل ايار والعمال بخير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/03



كتابة تعليق لموضوع : كلمات للعمال في الاول من آيار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net