صفحة الكاتب : رشيد السراي

خيار المقاطعة مخلل
رشيد السراي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

برز في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2018 خيار المقاطعة كخيار منظر له لا كخيار طائفي أو قومي وإنما كخيار لحل مشكلة الخلل في الأداء والفساد والتوافق السياسي، فخيار المقاطعة كان حاضراً في كل انتخابات عملياً وفي بعضها نظر له طائفياً أو قومياً أو كلاهما ولكنه هذه المرة كما قلنا طرح بصورة مختلفة بعض الشيء.

بعيداً عن نظريات المؤامرات –ولكن ليس ذلك نفي لها ولا تشكيك بكل أحد- فإن خيار المقاطعة ليس حلاً للمشاكل المطروح هو كحل لها لذا قلنا إنه "خيار مخلل" ونقصد "فيه خلل" واختيار العنوان هكذا للملاطفة والجذب لا أكثر.

أهم سؤال ينبغي طرحه هو:

هل مقاطعة الانتخابات ستقضي على الفاسدين في العملية السياسة أو تقلل من تأثيرهم أو تسحب منهم الشرعية؟

وما نقدمه من إجابة على ذلك السؤال هو النفي وللأسباب الآتية:

اولاً: لا يمكن إفشال العملية السياسية من خلال مقاطعة الانتخابات ولا توجد تجربة واحدة في العالم تم من خلالها تغيير إيجابي ولو طفيف من خلال مقاطعة الانتخابات بحسب تتبعي .

ثانياً: العملية السياسية وإن كان فيها خلل على مستوى القوانين والاداء ولكنها منطلقة من دستور تم التصويت عليه ولا يمكن تجاوز ذلك بسهولة وتغيير الدستور والقوانين لا يمكن أن يتم من خلال المقاطعة وإنما من خلال بوابة مجلس النواب نفسه!
ملاحظة: أنا لم اصوت على الدستور واقمت ندوات سنة 2005 للاعتراض عليه لكني ملزم حالياً باحترامه.

ثالثاً: العراق ليس كأي بلد كما تعلمون، العراق تعمل فيه فواعل ومؤثرات دولية متناقضة ومتناحرة وبالتالي لن يقف هؤلاء متفرجون لتحقيق هذا الحلم الذي تتحدثون عنه.
وهذا ليس استسلام ولكنه واقعية وعلينا أن نعمل ضد هؤلاء ولكن بطرق نافعة لا بهذه الطرق المضمونة الفشل.

رابعاً: ليس في الدستور ولا القوانين العراقية ولا الدولية ولا العرف الديمقراطي أي ضابطة لنسبة المشاركة لأنه وفقاً للدستور العراقي وأغلب دساتير الدول فالانتخاب حق وليس واجب وبالتالي لا يمكن الاحتجاج قانوناً على إن نسبة المصوتين منخفضة وبالتالي فإن الانتخابات غير شرعية.

خامساً: الاحزاب والشخصيات المتسلطة الفاسدة التي يراد ازاحتها لديها جمهور جهوي وجمهور متردد تحركه بأدواتها المعروفة وهؤلاء سينتخبون بنسبة كبيرة وبالتالي فإن المقاطعة تزيد حظوظ فوزهم على حساب من ليس له جمهور خاص أو جمهوره الخاص صغير أو لا يعتمد أساليبهم كدفع المال أو الوعود الانتخابية الكاذبة لجذب الاصوات يعني أنتم بالمقاطعة قضيتم كلياً على فرص فوز أي شخص من خارج دائرة المتسلطين.

سادساً: تزوير الانتخابات وإن كان أمراً وارداً ولكنه أكيداً ليس بهذه الصورة المبالغة بها والدليل إن نفس من يتكلمون عن التزوير مشتركون في الانتخابات!

سابعاً: المقاطعة لا يوجد ضامن على كون الاستجابة لها في المناطق المختلفة متساوياً وبالتالي هذا سيغير ربما -إن كانت الاستجابة واضحة- الخريطة الانتخابية لصالح جهات ستستغل ذلك وتروج له طائفياً أو مناطقياً.

ثامناً: لنفترض إن العملية السياسية سقطت بسبب المقاطعة وماذا بعد ذلك؟ ما هو برنامج المقاطعين؟! شخصياً لم اطلع على اي برنامج! وعدم وجود برنامج يعني فوضى واضطراب وعدم وجود خطة ورؤية واضحة.

تاسعاً: نحن لسنا أمام خيارين لا ثالث لهما كما يصور المقاطعين أما انتخاب الفاسدين أو مقاطعة الانتخابات وإنما نحن امام خيارات أخرى منها البحث عن مرشح مناسب ودعمه أو جهة مناسبة ودعمها أو فرض برنامج انتخابي شعبي -كما اسميته وروجت ولا زلت- على جميع المرشحين ممن يطلبون الدعم وفق شروط سنبينها، وقطعاً هذا لا يعني الخلاص من الفاسدين وإنما تصحيح جزئي معقول ضمن المستوى المتاح وممكن في الانتخابات القادمة-أو مع توقع تأجيل الانتخابات- البحث شعبياً عن مرشحين محتملين وحثهم على الترشيح ودعمهم، واعلم جيداً عن هيمنة الفاسدين ورؤساء الاحزاب والكتل والتأثيرات الخارجية ولكنها ليست مانعة كلياً للعمل الصحيح.

عاشراً: يمكن لمن لا يقنعه كل ذلك عدم الذهاب للانتخاب أو الذهاب وإبطال الورقة لكي لا يكون شريكاً في اعطاء الشرعية لعملية سياسية فاسدة كما يريد دون الحاجة للدعوة للمقاطعة أو الترويج لها.

والله من وراء القصد علماً إني لست مرشحاً في أي انتخابات حالية أو مستقبلية واتكلم بدافع الحرص على مستقبل البلد والناس والمقاطعة برأيي خيار فوضوي لا فائدة من وراءه ولعله في أصله تم بتوجيه من جهات متنفذة ولا يعني هذا طبعاً التشكيك في كل المطالبين به إذ الكثير منهم ممن نحسن الظن بهم ولكن قد يتبنى المرء خياراً دون تدقيق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

رشيد السراي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/29



كتابة تعليق لموضوع : خيار المقاطعة مخلل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . شوان نافع خورشيد
صفحة الكاتب :
  د . شوان نافع خورشيد


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net