إطلالةٌ على ذكرى شهادة السيدة الكريمة أم البنین فاطمة بنت حزام ألکلآبيه قدوة في التضحية والإيثار
محمد الكوفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الكوفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تاريخ شهادة السيدة الكريمة أم البنین فاطمة بنت حزام ألکلآبيه »{عَلَيـْـهِا السَّـلامُ} 13جمادي الأخر: الثالث عشر من جمادى الثانية - سنة - 64 - ﻫ بالمدينة المنوّرة،
{نصيرة العصمة وأم الشهداء للمرأة في التاريخ الإسلامي} دُفنت في مقبرة البقيع.
كانت ولادتها على الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة،
المرأة الجليلة والعابدة الزاهدة والورعة التقية السيدة أم البنين فاطمة بنت حزام زوج أمير المؤمنين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وهي فاطمة بنت حزام ألكلابي العامري،
السلام عليكم" ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين المعصومين. بأصواتٍ حزينة ، و قلوبٍ كئيبة ، و أرواحٍ والهة و دموعٍ هاملة، و أكبادٍ مقرّحة، نعيش هذه الأيام ذكرى لأحياء الشعائر الدينية في ذكرى شهادة السيدة أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية.
* * * * * * * * * * * *
نرفع أحر التعازي لمولانا صاحب العصر و الزمان والى زوجها سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ{, والى مراجع الدين وخصوصا إمامنا المفدى الإمام السيد علي الحسيني السيستاني دامت بركاته والى شيعة أمير المؤمنين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ {،
* * * * * * * * * * * *
نبذة مختصرة عن سيرة حياة مولاتنا السيدة الشريفة باب الحوائج أم البنين هي الأُمّ الجليلة المكرّمة لأبي الفضل العبّاس سلام الله عليه وهي السيّدة الزكيّة الصحابية الجليلة فاطمة الكلابية {عَلَيـْـهِا السَّـلامُ}،
في ذكرى شهادتها الأليمة، أم العباس رمز من رموز التضحية والإخلاص{عَلَيْهِما السَّلامُ}،
إن هذه السيدة الجليلة التي حباها الله و خصها بعناية تامة، استطاعت إن تصمد بكل اقتدار و حزم رغم تحديات الزمن الخؤون،
هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري.. أهلها من سادات العرب وأشرافها وزعمائها وهم أبطال مشهورون ويعرفها التاريخ بأن أبناءها من فرسان العرب في الجاهلية ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك.. فإنّ من قومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد تهامة والدة أم البنين وهو الجد الثاني لأ البنين يلقب بملاعب الأسنة لفروسيته وشجاعته..
وهذه المرأة النبيلة الصالحة ذات الفضل والعفة والصيانة والورع والديانة كريمة قومها وعقيلة أسرتها فهي تنتمي لأشرف القبائل العربية شرفا وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخر بها سادات العرب.
* * * * * * * * * * * *
حب أهل البيت ومودتهم {عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}: أن محبة أهل بيت رسول الله محمد {صلى الله عليه وسلم}: ومودتهم ، التي فرضها الله تعالى على عباده في كتابه ومحكم آياته وجعلها أجرا لنبوة سيد رسله وخاتم أنبيائه ، كما تشمل الأئمة المعصومين {ع} تشمل ذرا ريهم الذين ساروا في طريقهم واتبعوا نهجهم ، وخاصة مثل أبي الفضل العباس {ع} الذي أطاع أمامه وضحى بنفسه من أجله وقدم دمه وقاءا لدمه ففي مجمع البيان عن ابن عباس قال : {{ انه لما نزلت هذه الآية : «قل لا اسالكم عليه أجرا ألا المودة في القربى» قالوا : يا رسول الله من هؤلاء القربى الذين أمر الله بموالاتهم ؟ قال {ص }: علي وفاطمة وولدهما }} . وفي الخصال عن علي {ع} قال : {{ قال رسول الله {ص }: من لم يحب عترتي فهو لأحدى ثلاث : أما منافق وأما لزنية وأما حملت به أمه في غير طهر }} . وقال الفخر الرازي صاحب التفسير المعروف في ذيل تفسير الآية المباركة : «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» أقول : {{ آل محمد {ص } هم الذين يؤول أمرهم أليه فكل من كان أمرهم أليه اشد وأكمل كانوا هم الآل ولا شك أن فاطمة وعلي والحسن والحسين {ع} كان التعلق بينهم وبين رسول الله {ص } اشد التعلقات، وهذا ا كان المعلوم بالنقل المتواتر }}.
* * * * * * * * * * * *
أهلُ البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ}، بحرٌ زخّار من العلم والمعرفة، والتقوى والأخلاق الطاهرة، لأنّهم أقربُ الخَلْق إلى الخالق، ولأنّهم المتّصلون بمعبودهم والواصلون إلى حيثُ لا يَلحَقُهم لاحق، ولا يَفوقُهم فائق، ولا يَسبِقُهم سابق، ولا يطمع في إدراكهم طامع. وتبقى غايةُ الناس وشرفُهم أن يَقْدِموا إليهم لا أن يَتقدّموهم، وأن يتأخّروا بالاتّباع لهم لا أن يتأخّروا عنهم إلى غيرهم، وأن يتّصلوا بهم لا أن يَصِلوا إليهم، وأن يُسلّموا لهم لا أن يكتفوا بأن يُسالموهم. وكان هنالك جماعة حالَفَهم التوفيق، حيث جَدّوا في أن يُوالوا أهلَ البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ} مُوالاةَ محبّةٍ واتّباع، ومُوالاةَ إجلالٍ وتسليم، فحَظَوا بأن قدّمَ لهم أهل البيت ما فيه كرامتهم وسعادتهم. ومن تلك الجماعة السيّدة الفاضلة المكرَّمة أمُّ البنين، زوجة الإمام أمير المؤمنين، {صلواتُ الله عليه وعليها.{ وعلى أبنائهما الطيّبين. وكان لولايتها الصادقة المخلصة للإمام عليّ {عَلَيْهِ السَّلامُ} ولأولاده الميامين، {سلام الله عليهم أجمعين}، آثارٌ مباركة عليها وعلى مَن أحبّها وأكرمَها وجلّلها، ومنهم: مَن ذكَرَها في محافل العزاء، وعلى قراطيس المحبّة والولاء. وقد كتب الكثيرُ حول أمّ البنين المرأةِ الطاهرة الطيّبة، وما زالت الأقلام تدوّن فصولاً من حياتِها الشريفة، ومواقفها المنيفة، ولكنّ هذا الكتاب الذي بين أيدينا { أمّ البنين، عقيلة أمير المؤمنين } كان له امتيازاته،
منها:
* * * * * * * * * * * *
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ وَلِيّ اللّهِ ' السَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ أَمِيْرِ المُؤمِنِينَ ' اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ البَنِينَ' اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ العَبَّاسِ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ' رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْكِ وَجَعَلَ الجَّنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْوَاكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
* * * * * * « 1 » * * * * * *
أم البنين { صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِا.{ نصيرة العصمة وأم الشهداء للمرأة في التاريخ الإسلامي دوراً يكاد يضاهي دور الرجل من حيث الأهمية التي كانت تناط بها فضلاً عن كونها العماد الرئيسي للأسرة المسلمة. ومع أن نوعاً من التعتيم المقصود قد لف بعضا من حياة هذه الشخصيات إلا أن نورها أبى أن ينطفئ بإرادة الله سبحانه وتعالى وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً عن حياة واحدة من كبريات النساء، بلغت من رفعة المركز، تلك أهي {أم البنين} العابدة الزاهدة المحبة للخير الصانعة للمعروف الناهية عن المنكر، فهي مع حداثة سنها قد نالت بفضل جدها واجتهادها وذكائها مكانة لائقة في المجتمع وحب أهل الفضل بها، ولا تزال تحتفظ بهذه المنزلة بين المنصفين في فرز الشخصيات التاريخية.
* * * * * * * * * * * *
قال الإمام الصادق {عَلَيْهِ السَّلامُ}: {أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا}{1}.
1} ــــ « إن إحياء ذكرى أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ}، وذكرى المعصومين {عَلَيْهِم السَّلامُ}، وذويهم ومن إليهم، كالعلماء والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته. فمثلاً في ذكرى أم البنين {سَلاَمُ الله عَلَيْهِا} تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها،المراعية لحقوق زوجها، المربية لأولاد صالحين و..
فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا تكون مبعثرات ولا ساقطات ولا مهملات في الحياة الزوجية أوفي تربية الأولاد ـ كما هو المشاهد في يومنا هذا ـ . وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} واتبعتها، ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها، قال سبحانه:{إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}{2}. ولا شك أن ذكرى أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} وذكرى العظماء رجالاً أو نساءً، موجب للأجر والثواب فقد ورد:«من ورّخ مؤمناً فقد أحياه»{3}، فكما أن إحياء الإنسان يوجب الخيرات، كذلك إحياء ذكراه،قال تعالى:{ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}{1}.
* * * * * * « 2 » * * * * * *
2} ــــ « بسم الله الرحمن الرحيم »{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
الحشر:-9-. اقرأ المزيد: معنى خصاصة هي الحاجة والافتقار وتعني الآية أنهم يمنحون غيرهم ولو على حساب أنفسهم أي وهم بأمس ألحاجه لذلك الشيء مثل أن يعطي إنسان شخصا ما رغيف خبز هو لا يملك غيره وهو جائع وبحاجه له فيؤثر غيره على نفسه إي يقدم غيره على نفسه،وهذا معنى "الإيـــثار" وهو أسمى درجات الكرم ، وأرفع مفاهيمه ، ولا يتحلى بهذه الصفة المثالية النادرة ، إلا الذين جلوا بالأريحية ، وبلغوا قمة السخاء ، فجادوا بالعطاء ، وهم بأمسّ الحاجة إليه ، وآثروا بالنوال ، وهم في ضنك من الحياة . وقد أشاد القرآن بفضلهم قائلاً : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }، كيف إذا قدم الإنسان أبنائه شهداء في سبيل الله تعالى، الشهادة مشروع حياةٍ كثير البركات يقتحم الشهيدُ الموتَ من أجله، فبشهادته تحيى الأمة من بعده حياة عزّ وكرامة، ويحيا هو عند ربّه حياة طيّبة ناعمة، فالموت في ثقافة الشهادة يُطلب لغيره لا لذاته. والشهادة بسمة أمل، يرسمها الشهيد بدمه الطاهر على ملامح أمة طالما خدّ الحزن والأسى أخاديد اليأس والقنوط ببزوغ فجر العدالة والحرية. والشهادة وضوح لا غموض فيه، وصفاء لا ضبابيّة معه، ويقين لا شكّ يعتريه، وحق لا باطل يشوبه، والهدوء يظلّل الشهيد، والطمأنينة تملأ نفسه، والسكينة لا تراوحه. والشهادة مظهر من مظاهر بأس الله تعالى، وهي بركان ثائر وإعصار مدمّر لعروش بنتها الجبابرة والطغاة من دماء وأقوات المحرومين { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَاللَّهِ}. والشهادة بِرّ ليس فوقه بِر، حيث يقتل الشهيد في سبيل الله تعالى، صادعاً بقبول صفقة شراء النفس والمال التي تقدّم ربّ العزة والجـلال بها للمؤمنـين {بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}. والشهادة إيثار سطّر به الشهيد أعلى مراتب البذل والسخاء، حيث قدّم أغلى ما يملك، "والجود بالنفس أقصى غاية الجودي"، واثق بأنّ تجارته مع الله تعالى رابحة لا خسارة فيها. »{2}.
* * * * * * «3 » * * * * * *
السيدة أم البنين في سطور.»
3} ــــ »1« اسمها: {عَلَيْهِا السَّلامُ}:« السيدة الجليلة أم البنين فاطمة بنت حزام{رضوان الله عليها} زوج أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} هي الأُمّ الجليلة المكرّمة لأبي الفضل العبّاس {سلام الله عليه}.
أم البنين قدوة في التضحية والإيثار
إن أم البنين تمثل شخصية إنسانية نادرة المثال ، لما لها من المكانة الدينية المقدسة التي تحتلها في قلوب الملايين من المسلمين الشيعة في شتى أنحاء المعمورة جاهدة وناضلت وضحت وقدمت الغالي والنفيس من اجل عزة الإسلام العزيز، وهي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، من آل الوحيد أهلها من سادات العرب وأشرافهم وزعماءهم وأبطالهم المشهورين،
وكنيت بأم البنين لأن لها أربعة أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء مع الحسين سيد الشهداء {عَلَيْهِا السَّلامُ} وهي من قبيلة بني كلاب من العرب ألأقحاح من بني عامر بن صعصعة، شهيرة بالشجاعة والفروسية، كانت ولادتها على الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة، تزوجت من أمير المؤمنين علي {عَلَيْهِا السَّلامُ} بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة وذلك لأن الأمير {عَلَيْهِ السَّلامُ} تزوجها بعد إمامة بنت زينب ربيبة الرسول الأعظم {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}،
ب} ــــ « أما الأم الجليلة المكرمة لأبي الفضل العباس {2} فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد{1}.
وفي كتاب العباس وأمها ثمامة {2} بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.
وأمها عمرة بنت الطفيل بن مالك الأخر بن جعفر بن كلاب.
وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن جعفر بن كلاب.
وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهرار بن عبادة بن عقيل بن كلاب.
وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب{3}.
وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وسماها في العمدة فاطمة.
وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصير بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة.
وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الإغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار. »{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * *
والد سيدتنا المعظمة أم البنين {صلوات الله وسلامه عليها} قال بعض المحققين {رضوان الله تعالى عليه}، بعد أن ذكر عنوان. شجرة طوبى ص268.
4} ــــ »1«الأب: { رضوان الله عليه }:«
حزام وهو أبو المحل بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب،. من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر جماعة بالنبل والبسالة منهم.
4} ــــ » ب «- وأبواها أبو المحل أمسه حرام بالحاء المهملة والراء المهملة بعدها ألف وميم، ويأتي في كثير من النسخ حزام بالزاء المعجمة، وهو غلط قطعي انتهى. وقال بعض علمائنا: وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من اجل الأسر العربية، وقد عُرفت بالنجدة والشهامة.
عامر بن الطفيل:
وهو أخو عمرة الجدة الأولى لأم البنين، وكان من ألمع فرسان العرب في شدة باسمه، وقد ذاع أسمه في الأوساط العربية وغيرها، وبلغ من عظيم شهرته أن قيصر إذا قدم عليه وافد من العرب، فإن كان بينه وبين عامر نسب عظم عنده، ويجله وأكرمه، وإلا أعرض عنه {1}.
عامر بن مالك:
وهو الجد الثاني للسيدة أم البنين، وكان من فرسان العرب وشجعانهم، ولقب بلامعب الأسنة لشجاعته الفائقة، وفيه يقول الشاعر:
يلاعب أطراف الأسنة عامر * * * * * * فراح له حظ الكتائب أجمع
وبالإضافة إلى شجاعته فقد كان من أُباة الضيم، وحفظة الذمار ومراعاة العهد، ونقل عنه المؤرخون بوادر كثيرة تدلل على ذلك {2}.»{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * *
5} ــــ « وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب،
وأمها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، . »{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * *
6} ــــ « من أمهات العباس{ع} فاطمة الكلابية : من آل الوحيد أهلها من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالهم المشهورين وأبوها أبو المحل اسمه حرام - بالحاء المهملة والراء المهملة بعدها ألف وميم - ويأتي في عديد من النسخ حزام - بالزاء المعجمة - وهو غلط قطعي .
وعن تاريخ الخميس : إن اسمها وايس{1}. قال الحافظ العسقلاني في الإصابة {2 }: حرام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري ثم ألوحيدي ، له أدراك . وتزوج علي بن أبي طالب{ع} ابنته أم البنين بنت حرام فولدت له أربعة أولاد : العباس وعبد الله وجعفر وعثمان ، قتلوا مع أخيهم الحسين {ع} يوم كربلاء وذكر ذلك بن هشام الكلبي والزبير بن بكار . . . انتهى .
وهنا ايضاح لا بد منه نذكره للفارقة فان في بني كلاب من اسمه حرام غير والد أم البنين وقد وقع في هذه المزلة بعض العلماء كما سيمر عليك فيما بعد لأجل ذلك نورد هنا ما قاله في { الإصابة } فانه قال بعد كلامه بلا فصل : حرام بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ثم الجعفري اخو لبيد الشاعر له أدراك وسيأتي ذكر أبيه وجده وكان ولده مالك من رؤساء الكوفة وهو من قتله المختار بن أبي الوليد عند طلبه بدم الحسين {ع} ويشتبه بحرام بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن كلاب والد أم البنين امرأة علي {ع}. ولدت له العباس وجعفر وغيرهما وأبوهما من أهل هذا القسم أيضا . . . انتهى .
قال الداودي في عمدة الطالب {3 }: وأمه وأم أخوته عثمان وعبد الله وجعفر أم البنين بنت حزام بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن . وأمها ليلى بنت سهل بن مالك وهو ابن أبي براء عامر ملاعب الأسنة ابن مالك ابن جعفر بن كلاب .
{ع} الإرشاد للمفيد:ص299 . {2 } الفصول المهمة . ص171. {3 } كفاية الطالب . ص268.
{1} تاريخ الخميس 2/317. {2} الإصابة 1/175. {2}عمدة الطالب : ص323
آباء وأمهات السيدة الزكية الشهيدة أم البنين زوجة الإمام علي {عَلَيْهِما السَّلامُ}،
هي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالدّ ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطّفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أُمّ الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت أسد بن خزيمة، وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأعز بن قيس بن ثعلبة بن عكاسة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن ربيعة بن زار، وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلب وأمها بنت ذي الرّأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وأمها بنت عمرة بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الرّيت بن غطفان.
حفظ لنا التّاريخ شيئاً عن حياة واحدة من كبريات النّساء، بلغت من رفعة المركز، تلك أهي {أُمّ البنين} العابدة الزّاهدة المحبة للخير الصّانعة للمعروف النّاهية عن المنكر، فهي مع حداثة سنها قد نالتّ بفضل جدها واجتهادها وذكائها المعيتها مكانة لائقة في المجتمع وحب أهل الفضل بها، ولا يعرف الفضل إلا ذووه.
أسرة أُمّ البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} أما أسرة أُمّ البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ.{ فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنّجدة والشّهامة، وقد اشتهر جماعة بالنّبل والبسالة منهم:»{6}.
* * * * * * « 7 » * * * * * *
7} ــــ « رؤيا حزام: {رضوان الله عليه}: كان حزام بن خالد بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، نائم في ليلة من الليالي فرأى كأنه جالس في أرض خصبة وقد انعزل في ناحية عن جماعته وبيده درة يقلبها وهو متعجب من حسنها ورونقها وإذا يرى رجلاً قد أقبل إليه من صدر البرية على فرس له فلما وصل إليه سلم فرد {عَلَيْهِا السَّلامُ} ثم قال له الرجل بكم تبيع هذه الدرة، وقد رآها في يده فقال له حزام اني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك ولكن أنت بكم تشتريها فقال له الرجل وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة ولكن اهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضامن لك بشيء هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال ما هو قال اضمن لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين،
قال حزام أتضمن لي بذلك قال نعم قال: وتكون أنت الواسطة في ذلك قال وأكون أنا الواسطة أعطني إياها فأعطاه إياها فلما انتبه حزام من نومه قص رؤياه على جماعته وطلب تأويلها فقال له أحدهم إن صدقت رؤياك فانك ترزق بنتا ويخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشرف والسؤدد .»{7}.
* * * * * * « 8» * * * * * *
8} ــــ « المولد المبارك: فلما رجع من سفره، وكانت زوجته ثمامة بنت سهيل حاملة بفاطمة أم البنين { رضوان الله عليه } وصادف عند قدوم زوجها من سفره كانت واضعة بها فبشروه بذلك فتهلل وجهه فرحاً وسر بذلك،
وقال في نفسه قد صدقت الرؤيا، فقيل له ما نسميها فقال لهم سموها: «فاطمة». وكُنيت فاطمة بنت حزام { رضوان الله عليه }: {أم البنين} على كنية جدتها من قبل آباء الأم وهي: ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.وهذه كانت عادة العرب يكنون المولود ويلقبونه في الوقت الذي يسمونه فيه وهو يوم الولادة. »{8}.
* * * * * * « 9 » * * * * * *
9} ــــ « المولد والنشأة: ازدهرت حياة الأسرة الكلابية الكريمة ، ولاحت تباشير الفرح والسرور على محياهم بعد أن وضعت ثمامة بنت السهيل ابن عامر وليدتها المباركة ،
تسميتها: { رضوان الله عليه }: أما تسميتها ، فقد سميت بأفضل ماتسميه العرب من اسم المرأة ألا وهو فاطمة .
وقد أدركت فاطمة أُم البنين حياة الرسول {صلى الله عليه وآله} وبالتالي فهي تعتبر من الصحابيات لما هناك من قرائن ولم تكن تعلم ثمامة بأن هذه الوليدة ستدخل التاريخ يوماً وتصبح شخصية عظيمة وقدوة صالحة لما امتازت به من الإيمان والشرف والطهارة والعفّة والجهاد .
ففي السنة الخامسة من الهجرة على وجه التقريب وضعت ثمامة وليدتها أُم البنين ، وقولنا : على وجه التقريب لأن المؤرخون لم يذكروا لنا سنة ولادتها
على وجه الدقة أو أنه قد ذُكر في كتب معينة وتُلفت هذه الكتب كغيرها من الآلاف التي فقدت نتيجة الأوضاع المضطربة التي مرّ بها العالم الإسلامي خلال القرون الماضية ، ولكنا يمكن أن نعرف ولادة أُم البنين متى كانت عندما نلاحظ تاريخ ولادة ابنها الأكبر العباس بن علي {ع} فقد كانت ولادته على ما أثبتها المؤرخون في السنة السادسة والعشرين من الهجرة .
وعليه فيمكن أن نقدر عمرها الشريف عام ولادة ولدها العباس بحوالي 20 سنة إذ يستشف من كلام عمه عقيل لأبيه الإمام علي {ع}: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ؟ أنها كانت في سن النضوج الذي يؤهلها لأن تكون كزوجة صالحة للإمام علي أو أمثاله .
يقول السيد السويج :{{ وعلى هذا الأساس تكون ولادتها بعد الهجرة بخمس سنوات على وجه التقريب ، إذ لم أجد رواية للآن يفهم منها على الأقل تحديد ذلك بقرينة ما ، فضلاً عن أن تكون قائمة بنفسها هذا مع تتبعي ذلك وقتاً غير يسير .»{9}.
* * * * * * « 10 » * * * * * *
10} ــــ « ونشأت أم البنين { رضوان الله عليه }: في حضانة والدين شفيقين حنونين هما حزام بن خالد بن ربيعة، وثمامة بنت سهيل بن عامر، وكانت ثمامة أديبة كاملة عاقلة، فأدبت ابنتها بآداب العرب وعلمتها بما ينبغي أن تعلمها من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزوجية. • وغير ذلك مما تحتاجه في حياتها العامة، وأم البنين متميزة بقابلياتها واستعداداتها للتعليم، وقد وهبها الله عز وجل نفساً حرة عفيفة طاهرة وقلباً سليماً زكياً ورزقها فطنة وذكاء، وعقلاً رشيداً أهَّلَّها لمستقبل سعيد.
فلما كبرت وبلغت مبلغ النساء كانت مضرب المثل، لا في الحسن والجمال والعفاف فحسب، بل وفي العلم والآداب والأخلاق، فكانت موضع اختيار عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} وما ذلك إلا لأنها كانت متصفة بصفات الكمال والآداب الحسنة والأخلاق الكاملة، علاوة على ما هي فيه من النسب الشريف والحسب المنيف مما جعل عقيل بن أبي طالب { رضوان الله عليه } يرى فيها الكفاءة بأن تكون قرينة أخيه أمير المؤمنين {عَلَيْه السَّلامُ} وشريكة حياته.
اختيار أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} لأم البنين عرف بني كلاب بأنهم فرسان العرب ، ولهم الذكريات المجيدة والمواقف البطولية الرائعة في المغازي بالفروسية والبسالة والزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك، وهم الذين قال عنهم عقيل بن أبي طالب {ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس من قومها و عشيرتها السيدة فاطمة من العرب الأقحاح شهيرة بالشجاعة والفروسية تكنى بأم البنين وأم العباس ولدت في السنة الخامسة للهجرة الشريفة على أشهر الروايات}. »{10}.
* * * * * * « 11 » * * * * * *
11} ــــ « في الزيارة المطلقة للإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} : {وبعض الزيارات الأخرى للائمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين } نقرأ :
« أشهد انك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها » .
وهذه العبارة المشهورة في كتب الأدعية تشير إلى طهارة أباء وأمهات الأئمة
المعصومين {عَلَيْهم السَّلامُ} فهم في هذا المجال قد ورثوا الطهارة والقداسة.
3 ـ قال الرسول الأعظم { صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ}:
« الشقيّ شقيّ في بطن أمه ، والسعيد سعيد في بطن أمه » . {1}
يعني الإنسان يمتلك الأرضية للسعادة والشقاء من الناحية الوراثية .
4 ـ اختيار الزوجة الشجاعة :
1 ـــ بعد شهادة فاطمة الزهراء {عليها السلام } أراد أمير المؤمنين علي {عَلَيْهِ السَّلامُ} أن يتزوج ، من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام ، يضربون في عروق النجابة والإباء ، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية ، ولهذا طلب أميرُ المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} من أخيه عقيل - وكان نسابة عارفاً بأخبار العرب - أن يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة ،
فأجابه عقيل قائلاً :
ولأي أمر تريد امرأة هكذا ؟!
قال أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ}: « حتى تلد لي ولداً شجاعاً,
{أخي ، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها} .
ب ـــ وقال السيد الداودي في العمدة إن أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ}:
قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم أبغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ؛ فانه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة :
نحن بنو أم البنين الأربعة - ونحن خير عامر بن صعصعة - الضاربون الهام وسط المجمعة
فلا ينكر عليه احد من العرب ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة : والطفيل فارس قرزل وابنه عامر فارس المزنوق فتزوجها أَمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} فولدت له وأنجبت : وأول ماولدت العباس يلقب في زمنه قمر بني هاشم ويكنى أبا الفضل ،
وبعده عبد الله وبعده جعفراً ، وبعده عثمان : وعاش العباس مع أبيه أربع عشرة سنة حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال : ومع أخيه الحسن اربعاً وعشرين سنة : ومع أخيه الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} اربعاً وثلاثين سنة : وذلك مدة عمره : وكان {عَلَيْهِ السَّلامُ} أيدا{[2]} شجاعاً فارساً وسيماً{[3]} جسيماً يركب الفرس المطهم {[4]} ورجلاه تخطان في الأرض وكان متزوجاً بلبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فأولد منها عبيد الله وأمها حورية بنت خالد بن قانط الكتاني وهي التي رثت ولديها اللذين قتلهما سبر بن ارطاه صبراً فقالت يامن أحس بنيتي .
وروى عن أبي عبد الله الصادق {عليه السلام } انه قال : {{ كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله {عَلَيْهِ السَّلامُ} وابلي بلاء حسناً ومضى شهيداً }}. {[1]}ل ؛:. »{11}.
* * * * * * « 12 » * * * * * *
12} ــــ »1« خبر زواجها بأمير المؤمنين: في كتاب عمدة الطالب أن الإمام أمير المؤمنين علي{عَلَيْهِ السَّلامُ} لما أراد أن يتزوج ندب أخاه عقيلا ، وكان عالما بأنساب العرب ، أن يخطب له امرأة قد أولدتها الفحول من العرب يتزوجها لتلد منه غلاما زكيا شجاعا حتى ينصر ولده الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} في يوم الطف بكربلاء فأشار عليه عقيل بالسيدة فاطمة بنت حزام الكلابية.
خطبة وزواج: في مهمته بأمر أخيه أمير المؤمنين { عليه السلام}. مضى عقيلُ إلى بيت حزام بن خالد ألكلابي ضيفاً فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي بن أبي طالب {عَلَيْهِ السَّلامُ}:
فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَبَشَّ ، وشعر بأن الشرف ألقى كلا كله عليه،
إذيصاهر ابنَ عم المصطفى { صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ}، ومَن ينكر علياً{عَلَيْهِ السَّلامُ} وفضائله ، وهو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة .
فذهب حزام إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة ، فعاد وهو يبشر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفت به البشارة .
وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنه رسول الله { صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ}، في زوجاته وابنته فاطمة {عَلَيْهِ السَّلامُ} وهو خمس مئة درهم .
ب ـــ ورد عقيلُ {رضوان الله عليه}: بيت حزام ضيفا على فراش كرامته وكان خارج المدينة، فرحب به ونحر له النحائر وأكرم مثواه غاية الإكرام، وكانت عادة العرب لا يسألون الضيف عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام الضيافة.
فلما انقضت وجاء اليوم الرابع جاء حزام إلى عقيل بن أبي طالب {رضوان الله عليه} وجلس إلى جانبه وخاطبه بكل تأدب وتبجيل قائلاً هل من حاجة فتقضى أو ملمة فتمضى من مال أو رجال فنحن رهن أشارتكم فقال له عقيل جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ، فقال حزام وما هو يا بن عم رسول الله {صلى الله عليه وآله{. قال جئتك خاطباً قال من لمن.
قال عقيل أخطب ابنتك الحرة فاطمة أم البنين إلى يعسوب الدين والحق اليقين وقائد الغر المحجَّلين وسيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف {عَلَيْهِ السَّلامُ} فلما سمع حزام هش وبش ثم قال بخ بخ بهذا النسب الشريف والحسب المنيف لنا الشرف الرفيع والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وبطل الإسلام وقاسم الجنة والنار، ولكن يا عقيل أنت جد عليم ببيت سيدي ومولاي، أنه مهبط الوحي ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وأن مثل أمير المؤمنين ينبغي أن تكون له امرأة ذات معرفة عن علم وآداب في ثقافة وعقل مع أخلاق حسنة حتى تكون صالحة لشأنه العالي ومقامه السامي، وأن ابنتنا من أهل القرى والبادية وأهل البادية غير أهل المدينة ولعلها غير صالحة لأمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ}
فقال عقيل يا حزام أن أخي يعلم بكل ما قلته وأنه يرغب في التزويج بها فقال حزام إذاً تمهل حتى أسأل عنها أمها هل تصلح لأمير المؤمنين{عَلَيْهِ السَّلامُ} أم لا، فإن النساء أعلم ببناتهن من الرجال في الأخلاق والآداب. »{12}.
* * * * * * « 13 » * * * * * *
13} ــــ « قام حزام من مجلسه وجاء ليسأل، فلما قرب من المنزل وإذا هو يرى فاطمة جالسة بين يدي أمها وهي تمشط رأسها وفاطمة تقول: يا أماه أني رأيت في منامي رؤيا البارحة، فقالت لها أمها خيراً رأيت يا بنية قصيها علي:
فقال حزام في نفسه انتظر حتى أسمع ماذا رأت في منامها، فوقف في مكانه بحيث يسمع الصوت ولا يراه أحد.
قالت أني رأيت في منامي كأني جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة وأنهار جارية وكانت السماء صاحية والقمر مشرقاً والنجوم ساطعة وأنا أفكر في عظمة خلق الله من سماء مرفوعة بغير عمد وقمر منير وكواكب زاهرة، فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه وإذا أرى كأن القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري وهو يتلألأ نوراً يغشي الأبصار، فعجبت من ذلك وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعوا أيضاً في حجري وقد أغشى نورهم بصري فتحيرت في أمري مما رأيت وإذا بهاتف قد هتف بي أسمع منه الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول: بشـراك فاطــمة بـــالسادة الغــرر ثـــلاثـــة أنجــــم والـزاهـــر القمـــر أبـــوهم سـيد فـــي الخلـق قــاطبة بعد الرسول كــذا قـد جاء في الخبـر فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة،
هذه رؤياي يا أماه فما تأويلها؟ فقالت لها أمها يا بنية إن صدقت رؤياك فانك تتزوجين برجل جليل القدر رفيع الشأن عظيم المنزلة عند الله مطاع في عشيرته، وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر.
فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم ويقول يا بنية قد صدقت رؤياك فقالت له أمها وكيف علمت ذلك قال هذا عقيل ابن أبي طالب جاء يخطب ابنتك قالت لمن قال لفلال الكتائب ومظهر العجايب وسهم الله الصائب وفارس المشارق والمغارب الإمام علي بن أبي طالب {عَلَيْهِ السَّلامُ} قالت وما الذي قلت له قال أمهلته حتى أسألك عن ابنتك، هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين واعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة والعلم والآداب والحكمة فإن تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت وإلا فلا.
فقالت يا حزام اني والله قد ربيتها وأحسنت تربيتها وأرجو الله العلي القدير أن يسعد جدها وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين فزوجها .
فلما سمع حزام سر بذلك سروراً عظيماً وأقبل إلى عقيل وهو مستبشر فقال له عقيل ما ورائك قال كل الخير إن شاء الله قد رضينا بأن تكون ابنتنا خادمة لأمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} فقال عقيل لا تقل خادمة بل قل زوجة.
ثم قال عقيل يا حزام هل عندكم اقتراح في الصداق قال حزام هي هبة منا إلى ابن عم رسول الله {صلى الله عليه وآله} فقال عقيل بل ممهورة.
أما المهر فهو ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وآله في بناته وزوجاته خمسمائة درهم، وأما الهدية فلكم ما يرضيكم ويزيد فقال حزام أعلم يا عقيل إنا لا نطمع في كثرة المال ولكن نطمع في شرف الرجال ثم نهض حزام من وقته وساعته ودخل على زوجته ثمامة بنت سهيل وهو يقول: البشارة فإنه قد سعد جدك وعلا مجدك وارتفع ذكرك فقد قبل عقيل بن أبي طالب ابنتك زوجة لأخيه أمير المؤمنين صاحب الأنوار والهيبة والوقار، فلما سمعت ذلك منه خرت ساجدة لله شكراً وقالت الحمد لله الذي جمع شملنا بمحمد المصطفى {صلى الله عليه وآله} وعلي المرتضى {عَلَيْهِ السَّلامُ} ثم أقبلت على ابنتها فاطمة تهنئها وتقبلها. »{13}.
* * * * * * « 14 » * * * * * *
14} ــــ « خطبة عقيل ببني كلاب وبني عامر: ثم أن حزام خرج ودعى عشيرته وقومه من بني كلاب وبني عامر، فلما اجتمعوا قام عقيل بن أبي طالب خطيبا: فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد يا بني كلاب ويا بني عامر بن صعصعة، نحمد الله نحن العرب إذ جعلنا من خير خلقه وأرسل فينا رسولاً من أنفسنا محمداً صلى الله عليه وآله من شجرة النبوة وجاءنا بدين الله القويم الذي ارتضاه لنا إذ يقول القرآن: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آل عمران: 19 وقال عز وجل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} آل عمران: 85. وأمرنا بنبذ البغضاء والشحناء والأحقاد، وحبب لنا صلة الأرحام والتقارب والاتحاد، إذ يقول جل ذكره: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات: 13. وحرم علينا الزنى والسفاح، وأحل لنا الزواج والنكاح، إذ يقول {عز شأنه}:{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم: 21. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم» وهذا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، قد أحب مصاهرتكم وخطب إليكم كريمتكم فاطمة أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة، على كتاب الله وسنة رسوله، وقد ذكر القرآن {تبارك والله}: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى: 11والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم جلس. »{14}.
* * * * * * « 15 » * * * * * *
15} ــــ « خطبة حزام: وقام حزام بن خالد، خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه ثم قال: يا قومي قد سمعتم ما قاله ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله عقيل بن أبي طالب من ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله ودين الإسلام القويم وأني أشهدكم وأشهد الله أني أدين بدين هذا النبي الكريم وأطيعه فيما نهاني عنه وما أمرني به وأني قد ارتضيت علي بن أبي طالب لابنتي بعلاً، وارتضيتها له سكناً وبما أنكم عشيرتي وقومي أطلعتكم على هذا الأمر فما تقولون؟
فقالوا: «يا حزام ما تريدنا أن نقول في ابن عم رسول الله {صلى الله عليه وآله{. وناصر دين الله ومن لنا بأكرم منه حسباً أو بمثله نسباً، ـ فلنا الشرف والمجد والسؤدد ومن لنا بأكرم منه حسباً أو بمثله نسباً ـ فلنا الشرف والمجد والسؤدد في قربه منا وانتسابنا إليه، فنعم ما صنعت وخير ما رأيت».
فعند ذلك أخذ عقيل من أم البنين الأذن لأجراء صورة العقد وأجراه في حضور جماعة من بني كلاب وأشهد منهم جماعة على ذلك.ولما أراد عقيل السفر ودع بني كلاب وبني عامر وودع حزام وشكره على ما صنعه معه، من الحفاوة وعلى تلبيته لطلب أمير المؤمنين بالترحيب ثم ضرب لهم موعداً لإرسال الصداق حتى يرسلوا العروس، ثم قفل راجعاً إلى المدينة،وعندما وصل عقيل إلى المدينة وأخبر أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} بما جرى فأرسل لهم الصداق مع الهدايا والتحف ما غمرهم به. »{15}.
* * * * * * « 16 » * * * * * *
16} ــــ « تجهيز للزفاف: فلما وصلت الهدايا والتحف والصداق نهضت ثمامة والدة أم البنين، ودعت جاريتها وقالت لها أمضي إلى داية ابنتي وقولي لها تأتي مسرعة، فمضت وما أسرع أن رجعت ومعها الداية، فقالت لها قومي وخذي ابنتي وأصلحي شأنها فإنا نريد تزويجها، قالت ومن ذا يكون بعلها قالت أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأبو الريحانتين والإمام الهمام علي بن أبي طالب عليه السلام ففرحت الداية فرحاً شديداً وقالت الحمد لله رب العالمين فقد سعد حظها وعلا قدرها.
ثم قامت وهنأت فاطمة بالسعادة الأبدية وأصلحت شأنها كما ينبغي وألبسوها الثياب الفاخرة وزينوها بالحلي والحلل.
ثم أمر حزام بإعداد خمسة هوادج مزينة بأحسن الزينة واركبوا فاطمة أم البنين وأمها في هودج، وقد غشوه بالحرير والأبريسم والنساء من بني عمومتها في بقية الهوادج من خلفها وركبت عشرة فوارس من بني كلاب يحفون بالهوادج وهم مسلحون بالسيوف الهندية والرماح الخطية وجاؤا جميعاً إلى المدينة، فلما وصلوا خرجت في استقبالهم النساء والرجال من بني هاشم وهم في فرح وسرور فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن تعمل لهم وليمة عظيمة تليق بشأنه وبشأنهم وأكرمهم غاية الإكرام ومكثوا ثلاثة أيام في ضيافة أبي الحسن {عَلَيْهِ السَّلامُ}. »{16}.
* * * * * * « 17 » * * * * * *
17 } ــــ «أولادها: {عَلَيْهِ السَّلامُ}: لها من الأولاد كما ذكرنا أربعة أبطال العباس «أبو الفضل» وعبد الله، وجعفر، وعثمان.. استشهدوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وكانوا آخر من قتل، وآخرهم أفضلهم وهو أكبرهم أيضاً العباس {عَلَيْهِ السَّلامُ} حامل لواء أخيه الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} وساقي عطاشى كربلاء، وهو من الشهرة ماهو معروف مُغني عن ذكره. »{17}.
* * * * * * « 18 » * * * * * *
18} ــــ « أم البنين ورعايتها لسبطيّ النبيّ {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}: كانت أم البنبن تكن حباً عظيماً لأولاد فاطمة الزهراء{ع} من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي مُنيا بها بفقد أمّها سيدة نساء العالمين.
وقامت السيّدة التقية الزكية أمّ البنين برعاية سبطي رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين {عَلَيْهِا السَّلامُ} وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الاَليمة التي مُنيا بها بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين فقد توفّيت وعمرها كعمر الزهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما. لقد كانت السيدة أم البنين تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للحسن والحسين {عَلَيْهِا السَّلامُ} ما لا تكّنه لاَولادها اللذين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.
لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} على أبنائها في الخدمة والرعاية ولم يعرف التاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السيّدة الزكيّة، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لاَن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله {صلى الله عليه وآله}، وريحنتاه، وقد عرفت أمّ البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
حيث كانت السيدة أم البنين تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للحسن والحسين {عَلَيْهِا السَّلامُ} ما لا تكّنه لأولادها الأربعة. وكانت تبدي لهم المحبة والاحترام الفائقين. وقد ربت فاطمة الكلابية أبناءها على احترام ولد فاطمة الإمام الحسن والإمام الحسين والسيدة زينب و أم كلثوم عليهم سلام الله ومحبتهم فاتخذهم أبائها قدوة لهم ومنهاجاً.
والسلام عليها يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
»{18}.
* * * * * * « 19 » * * * * * *
19} ــــ « بعد واقعة ألطف ورجوع الآل إلى المدينة: ولما رجعن نساء أهل البيت {عَلَيْهِما السَّلامُ} من كربلاء إلى المدينة أقمن العزاء في بيتها, ولم تكن قد حضرت كربلاء لكنّ حزنها لم ينقطع على الحسين وإخوته عليهم السلام وكانت تذهب كل يوم إلى البقيع ترثيهم بتفجّع حتى أن مروان على قساوة قلبه كان يبكي لرثائها, وكانت تخاطب النساء اللاتي ينادينها أم البنين: {لا تدعونّي ويكِ أم البنين ...} ولم يخبأ أنينها حتى فارقت الدنيا بلوعة.
عن أبي جعفر {عَلَيْهِ السَّلامُ}: وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها, فيجتمع الناس إليها يسمعون منها, فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك, فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي».
ويستفاد من إيمانها وتشيعها من أن بشر بن جلذم بعد وروده المدينة نعى إليها الأربعة من أولادها قالت: قطعت نياط قلبي, أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبدالله الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} »{19}.
* * * * * * « 20 » * * * * * *
20} ــــ « تزوج الإمام علي فاطمة بنت حزام {عَلَيْهِما السَّلامُ} ابن خالد سنة 24 للهجرة وأنجبت له في الرابع من شعبان سنة 26 للهجرة العباس وسنة 27 للهجرة جعفر وسنة 29 للهجرة عثمان وسنة 32 للهجرة عبد الله. وهكذا لُقبت رضوان الله عليها بأم البنين {ع}.كما أن أم البنين طلبت من الإمام علي{ع} أن يسميها يعذا الاسم وأن لا يناديها بفاطمة حتى يدخل الحزن على أولاد فاطمة الزهراء بسماع اسم أمهم. »{20}.
* * * * * * « 21 » * * * * * *
21} ــــ « هذه السيدة الموالية فاطمة بنت حزام {عليها السلام}: كانت لها مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء ويذكر التأريخ أنها أوقفت حياتها كلها وأفدت بفلذة كبدها من اجل تربيت جيل إسلامي مؤمن من خلال مدرستها العريقة التي خرجت النساء الأوائل الأتي ساهمن في بناء الدين كانت تفيض مدرستها من الدروس الأخلاقية والإيمانية والجهادية. وهاهي ذكرى وفاتها الأليمة تمر على المؤمنين والمحبين لآل بيت النبوة {{{عَلَيْهِم السَّلامُ} }} آجركم الله{{.
مكانتها عند أهل البيت: ولهذه السيّدة الزكية مكانة متميّزة عند أهل البيت{عَلَيْهِم السَّلامُ} فقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين في سبيل سيّد الشهداء {عَلَيْهِ السَّلامُ} يقول الشهيد الأول وهو من كبار فقهاء الأمامية: {كانت أمّ البنين من النساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت{عَلَيْهِم السَّلامُ} مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تعزّيها أيام العيد..}{4}. إنّ زيارة حفيدة الرسول {صلى الله عليه وآله} وشريكة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} في نهضته زينب الكبرى{عَلَيْهِم السَّلامُ} لأمّ البنين، ومواساتها لها بمصابها الأليم بفقد السادة الطيبين من أبنائها، مما يدلّ على أهميّة أمّ البنين وسموّ مكانتها عند أهل البيت{عَلَيْهِم السَّلامُ} •• مكانتها عند المسلمين: وتحتلّ هذه السيّدة الجليلة مكانة مرموقة في نفوس المسلمين، ويعتقد الكثيرون إلى أنّ لها منزلة عظيمة عند الله، وأنّه ما التجأ إليها مكروب، وجعلها واسطة إلى الله تعالى إلا كشف عنه ما ألمّ به من المحن والخطوب، وهم يفزعون إليها إن ألمّت بهم كارثة من كوارث الزمن أو محنة من محن الأيّام، ومن الطبيعي أن تكون لها هذه المنزلة الكريمة عند الله، فقد قدّمت في سبيله أفلاذ أكبادها، وجعلتهم قرابين لدينه. »{21}
* * * * * * « 22 » * * * * * *
22} ــــ « اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية وفاة اُم البنين السيّدة فاطمة{عَلَيْهِا السَّلامُ} بنت حزام سنة 64 هـ عن كتاب {مجمع المكارم}. لقد كانت هذه المرأة الجليلة فيّاضة بالنبل والكرم والإيمان, وازدادت أصالتها بعد اقترانها بأمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} حيث عاشت معه سنين تنفّحت فيها من نفحات علي السلام}، العطرة الطيبة، فكانت كما وصفها الشيخ النقدي {رحمه الله}: {من النساء الفاضلات، العارفات بحق أهل البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ} وكانت فصيحة بليغة ورعة, ذات زهدٍ وتقىً وعبادة, ولجلالتها زارتها زينب الكبرى {سلام الله عليها} بعد منصرفها من واقعة ألطف.كما كانت تزورها أيام العيد}. كما قال المؤرخ المقرّم {رحمه الله}: {كانت أم البنين من النساء الفاضلات، مخلصةً في ولائها لأهل البيت العارفات بحق أهل البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ} ممحّضةً في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع. وقد زارتها زينب الكبرى {عليها السلام} بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة}. لقد امتازت هذه المرأة إضافة إلى ما ذكر أعلاه من الأخلاق العالية، بالوفاء لزوجها أمير المؤمنين{عَلَيْهِ السَّلامُ} ولإمامها الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} فعاشت مع إمامها وزوجها علي{عَلَيْهِ السَّلامُ} بصفاء ومودة وإخلاص، حتى أنّها عاشت بعد شهادته {عَلَيْهِ السَّلامُ} مدة طويلة ولم تتزوج سواه، كما أن زوجاته الأخريات لم يتزوّجن بعد، كإمامة وأسماء بنت عميس وليلى النهشليّة، ولم يخرجن إلى أحد بعده. وخطب المغيرة بن نوفل إمامة، ثم خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث فامتنعت, وروت حديثاً عن عليّ {عَلَيْهِ السَّلامُ}: أن أزواج النبيّ والوصيّ لا يتزوّجن بعده. لقد كانت أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} تكنّ الحبّ الشديد لفاطمة الزهراء {عَلَيْهِا السَّلامُ} وكانت على غاية الولاء والإخلاص لأهل البيت ولفاطمة الزهراء {عَلَيْهِا السَّلامُ} وحينما اقترنت بأمير المؤمنين{عَلَيْهِ السَّلامُ} ودخلت بيته وجدت الحسن والحسين مريضين {عَلَيْهِا السَّلامُ} فأخذت تلاطفهما وتضاحكهما وتحسن الكلام معهما وتطيّبه، وكأنّها تريد أمهما الزهراء {عَلَيْهِا السَّلامُ} وترجّت أمير المؤمنين{عَلَيْهِ السَّلامُ} أن يناديها بكنية عوض فاطمة اسمها حتى لا يتذكّرا أمهما، فكنّاها {أم البنين}. وبقيت على هذه السيرة الطيّبة معهما وكانت تحنو عليهما كالأم الحنون،وكذا فعلت مع أختهما العقيلة زينب {عَلَيْهِا السَّلامُ} بل ذكر بعض أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء {عَلَيْهِا السَّلامُ} واهتمامها بهم وعطفها عليهم قد فاق شفقتها على أولادها الأربعة: العبّاس وإخوته {عَلَيْهِم السَّلامُ} وهي التي دفعتهم وحثّتهم على نصرة إمامهم وأخيهم الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ} والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه يوم ألطف. »{22}.
* * * * * * « 23 » * * * * * *
23} ــــ « إن مؤامرات الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، تنال الكثير من الأشياء والأشخاص.. ومن هنا لا نعلم شيئاً عن سبب شهادة السيدة أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} مع العلم بأنها كانت تفضح بني أمية الذين قتلوا الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} وقد أسس معاوية جند العسل وقتل به مالك الأشتر {رضوان الله عليه}{1} وكثيراً من الأبرياء بالسم .. حتى صار عادة فيهم وفي العباسيين والعثمانيين من بعدهم. فقد ورد في التاريخ أن هارون قتل السيد الإدريسي به، وهكذا قتل المأمون السيدة فاطمة المعصومة {سلام الله عليها} كما رأيته في أحد التواريخ ـ. بل أصبح ذلك مما تعارف واعتاد عليه الطغاة، كما يفعل {سينوهه} من قتل بعض الحكام، وكقتل بعض رجال البلاط للفتيات الجميلات بالسم وذلك بعد الزنا بهن، وقد قتلوا {شجرة الدر}{2} في الحمام بوسائل غير إنسانية!! احتمال في سبب شهادة السيدة زينب {ع} وإني أحتمل أن السيدة زينب {سلام الله عليها} قد قتلها الأمويون بالسم، وإن لم أجده في تاريخ، لكنه يستفاد ذلك من مختلف الشواهد والقرائن غير الخفية على من تأمل في ذلك. نعم السيدة الجليلة فاطمة الزهراء {سلام الله عليها} ماتت شهيدة بلا شك، فإنها لم تمت إلاّ بنعل السيف وكسر الضلع ونحوه.. كما ورد عنهم{عَلَيْهِم السَّلامُ} ضريح السيدة أم البنين {سلام الله عليها} المدمر في المدينة الذي دمره الوهابيون. »{23}.
* * * * * * « 24 » * * * * * *
24} ــــ « استشهدت السيدة فاطمة المرأة الجليلة والعابدة الزاهدة والورعة التقية أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} في الثالث عشر من جمادى الثانية يوم الجمعة عام - 64 - بعد مقتل الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} بعد عمر مديد قضته هذه المرأة الطاهرة اُم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} بين عبادة الله تعالى وأحزان متوالية ومصائب جمّة على فقد أولياء الله تعالى, وشهادة أولادها الأربعة سوياً يوم عاشوراء مع سيّدهم الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} أقبل الأجل الذي لابد منه {كلّ نفس ذائقة الموت}، فكانت وفاتها المؤلمة في الثالث عشر من جمادى الثانية سنة{64هـ{،{1}. ذكرى شهادة أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية زوج أمير المؤمنين {عَلَيْهِما السَّلامُ} وبعد فجائع مذهلة بشهادة زوجها أمير المؤمنين{عَلَيْهِ السَّلامُ} في محرابه في عاصمته الكوفة العلوية المقدسة.
ما تذهب إليه بعض الروايات.ومكان دفنها في المدينة المنورة {البقيع}. من هي أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} هي فاطمة بنت حزام ألكلابي العامري، زوج أمير المؤمنين علي {عَلَيْهِ السَّلامُ{، وكنية بأم البنين لأن لها أربع أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء بين يدي مولاهم وأمامهم الحسين بن علي سيد الشهداء {عَلَيْهِ السَّلامُ{، وهي وليدة الطهر وقرينة الإيمان وعديلة الوفاء،والنبت الذي غرسه فحول العرب لينجب تجربة ثورية رائدة وجديدة في عالم الاستشهاد.وهي من قبيلة بني كلاب من العرب الاقحاح من بني عامر بن صعصعة، شهيرة بالشجاعة والفروسية، كانت ولادتها على الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة، تزوجت من أمير المؤمنين علي {عَلَيْهِ السَّلامُ} بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة وذلك لأن الأمير {عَلَيْهِ السَّلامُ{، تزوجها بعد إمامة بنت زينب ربيبة الرسول الأعظم {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} إن الزهراء {عَلَيْهِأ السَّلامُ{، في مرضها وقبل استشهادها أوصت بعلها علي {عليها السلام{،قالت له من ضمن وصيتها ماهذا لفظه {أن تتزوج بعدي بابنة أختي أمامه فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لابد لهم من النساء}.1} 1- »{1}.»{24}.
* * * * * * « 25 » * * * * * *
25} ــــ « زيارة قبرها رضوان الله عليها:
زيارة قبرها {رضوان الله عليها}: زيارة قبر السيدة ام البنين لها اجر وثواب عظيم فان زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لها اجر كبير، وقد ورد التأكيد عليها في الروايات الشريفة، فكيف بزيارة مثل قبرها {عَلَيْهِ السَّلامُ}،
قبرها المنور في المدينة المنورة قي البقيع، ومن الواضح أن تراب قبرها له اثر خاص طبعاً لا كأثر تراب قبور الأئمة المعصومين والأنبياء {عَلَيْهِم السَّلامُ} فان مجرد كونه تراباً لقبرها له حيثية رفيعة كما هو واضح.
ولا يبعد بقاء جسدها {عَلَيْهِا السَّلامُ}: في القبر وان لم أجد لذلك نصاً فانه يعرف بالأشباه والنضائر: فقد بقي جسد «بي بي حياة» المجاهدة مع الفتح الإسلامي في يزد إلى اليوم، وكذلك جسد الصحابي الجليل حذيفة إلى اليوم في بغداد وقد عرف ذلك اثر قصة مفصلة نقل جسده الطاهر على إثرها، وغير ذلك كثير..
قال سبحانه وتعالى حاكيا عن لسان السامري: «فقبضت قبضة من اثر الرسول» مع انه كان من تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسى {عَلَيْهِ السَّلامُ}،
فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتى جعل جسد له خوار فمن الواضح اثر تراب قبرها {عَلَيْهِا السَّلامُ}،»{25}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية
ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1} ــــ « أُين سلامّ الله عليها الكتاب: أُمّ البنين سلامُ الله عليها. المؤلّف: الشيخ محمّد علي ألسالكي. الناشر: المكتبة الحيدرية ـ قمّ المقدّسة. الطبعة: الأولى ـ سنة 1424هـ. »{1}.
أوّلاً: ضمّ إلى دفّتَيه تفاصيلَ وفيرةً تتعلّق بحياة السيّدة الفاضلة أمّ البنين عليها السلام في كلّ ما يتّصل بها من قريبٍ أو بعيد.
ثانياً: تضمّن الكتاب أبواباً مهمّةً وأبعاداً جديدةً ربّما على الكثير من المؤمنين، كمواساة أمّ البنين لأهل البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ} قبل كربلاء، وخصالها الشريفة، وشاعريّتها النبيلة، وتاريخ وفاتها، ومدفنها، وأحفادها وذراريها، سلامُ الله عليها. 2}ــــ « الخصائص العباسية لمؤلفه الحاج محمد ابراهيم الكلباسي ألنجفي انتشارات المكتبة الحيدرية»{1}.
3}ــــ « المحقق الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه بطل العلقمي عرضاً مفصّلاً لمآثر هذه الأسرة الكريمة. »{1}.
4}ــــ « مصادر البحث: { ج 8 - ص -- 55 تهذيب الكمال ج35 ص127 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص282 ـ 287 والإصابة لابن حجر ج8 ص14 ـ 16 والأعلام للزركلي ج1 ص306 والمحبر للبغدادي ص107 وتاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص178 والوافي بالوفيات للصفدي ج9 ص33 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص112.
2ــ عمدة الطالب لابن عنبة ص357 وقاموس الرجال للتستري {ط سنة 1389 هـ{ ج10 ص389 و 390 و {ط مركز النشر الإسلامي ـ الطبعة الأولى} ج12 ص196 وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج7 ص429 وج8 ص389 والأنوار العلوية ص442 وعقيل بن أبي طالب للأحمدي الميانجي ص47.{ نهج البلاغة الرسالة 53»{4}.
5}ــــ « المحقق الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه بطل العلقمي عرضاً مفصّلاً لمآثر هذه الأسرة الكريمة. »{5}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ـــ « من هي ام البنين وماذا تعرف عنها ولماذا سميت بهذا الاسم - تمت ».1 - قرب الإسناد: ص18. 2 - سورة الإسراء: 7. 3- راجع سفينة البحار: ج2 ص641 مادة {ورخ} وفيه: {قد ورد عن سيد البشر } {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} من ورّخ مؤمناً فكأنّما أحياه}. {4} سورة الحج: 32. «سورة الطلاق: 7.»{1}.
2}ــــ « http://www.al-shia.org/html/ara/others/?mod=akhlaq&id=44 {2}.
3}ــــ « العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام. المصدر السابق. 1ـ المصدر السابق. 2ـ وفي تعليقة الكتاب: سماها في عمدة الطالب ليلى. 3ـ « في تعليقة الكتاب المذكور: سماها في الأغاني ج15 ص50 خالدة»{3}.
4} ــــ 1ـ العباس بن علي رائد الكرامة والفداء في الإسلام. 2ـ المصدر السابق. شجرة طوبى ص268. »« العدل», من هي أم البنين وماذا تعرف عنها ولماذا سميت بهذا الاسم - تمت ». عمدة الطالب : 357 . 4 ـ مقاتل الطالبين : 90 . 5 ـ {أعيان الشيعة ـ السيد محسن الأمين ـ ج 3 ـ ص 475} 6 ـ {أعيان الشيعة ـ السيد محسن الأمين ـ ج 8 ـ ص 389} 7 ـ »{4}.
5}ــــ «http://www.alshirazi.net/monasabat/monasabat/148.htm» «سيرة أبي الفضل العبّاس بن عليّ بن أبي طالب {عَلَيْهِم السَّلامُ}:5}.
6} ـــــ« من هي أم البنين وماذا تعرف عنها ولماذا سميت بهذا الاسم - تمت.»{6}.
7} ــــ « www.marefa.org/index.php/العباس_بن_علي »« قال السيد الداودي ف
العمدة» {7}.
8} ــــ « عمدة الطالب لابن عنبة »{8}.
9} ـــــ« المحقق الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه بطل العلقمي عرضاً مفصّلاً لمآثر هذه الأسرة الكريمة. » {9}.
10} ــــ « أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 7 - ص 429 »{10}.
11} ــــ« خبر زواجها بأمير المؤمنين: في كتاب عمدة الطالب أن الإمام أمير المؤمنين علي }عليه السلام}. نهج الفصاحة ص 375 ـ بحار ج 3 ص 44 . » عمدة الطالب /324. »{11}.
12} ــــ « نهج الفصاحة ص 375 ـ بحار ج 3 ص 44 . 4}.»{12}.
13}ـــــ«http://www.aqaed.com/mosabeqe/mosah-mosha/21/81.html {13}.
14}ــــ « http://www.aqaed.com/mosabeqe/mosah-mosha/21/81.html»{14}.
15} ــــ « http://www.aqaed.com/mosabeqe/mosah-mosha/21/81.html»{15}.
16} ــــ « من هي أم البنين وماذا تعرف عنها ولماذا سميت بهذا الاسم »{16}.
17}ــــ «{أعيان الشيعة ـ السيد محسن الأمين أم البنين »{17}.
18}ـــــ « الخصائص العباسية لمؤلفه الحاج محمد إبراهيم الكلباسي ألنجفي انتشارات المكتبة الحيدرية »{18}.
19}ــــ « العباس للمقرّم: 72 - 73 نقلاً عن مجموعة الشهيد الأول. »{19}.
20}ــــ « الثالث عشر من جمادى الثانية ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام {عَلَيْهِا السَّلامُ} »{25}.»{20}.
21}ـــ « الثالث عشر من جمادى الثانية ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام {عَلَيْهِا السَّلامُ} »{21}.
22}ــــ « المحقق الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه بطل العلقمي عرضاً مفصّلاً لمآثر هذه الأسرة الكريمة. »{22}.
23} ــــ « http://www.alshirazi.net/monasabat/monasabat/148.htm »{23}.
24} ــــ «- {1}.« كما ذكر البيرجندي في كتابه {وقائع الأيام{. بحار الأنوار ج 43/ ص 192 2- أم البنين 3- مقتل الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ}:»{1}.
25} ــــ « الثالث عشر من جمادى الثانية ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام عليها السلام »{25}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: {"ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" { الحج، الآية 32}.
{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا{البقرة: 286}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat