صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

الباحث حسن العزام يحل ضيفا في ملتقى الدكتورة آمال كاشف الغطاء ويؤكد:
زهير الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التحديات التي تواجه العراق اربعة: القومي والطائفي والسياسي والصحي.
هناك مخططات خارجية لتفتيت الشرق الاوسط عن طريق الحروب الاهلية.
آثار الصدمة الثقافية اسوأ من اي صدمة اخرى وتؤدي الى عجز جماعي للامة.
زهير الفتلاوي
ضمن سلسلة مشاريعها الثقافية المتنوعة وسعيها لتوسيع دور المثقف في تناول القضايا الاجتماعية والانسانية، والابتعاد عن الكراهية والعنف بين اطياف المجتمع العراقي، تواصل الدكتورة آمال كاشف الغطاء لقاءاتها التي تتناول شتى انواع المواضيع الخاصة بالاسرة والمجتمع والثقافة والادب فضلا عن التراث. 
وجاءت محاضرة الباحث حسن عزام والشيخ الدكتور فاتح كاشف الغطاء لتكرس وتجسد تلك المفاهيم وتأثيراتها على المجتمع، اذ بين العزام في محاضرته حول الانسان وحياته المعاصرة: ان هناك ثلاث موجات رئيسية ظهرت على مدى التاريخ، اثرت على المستوى المعيشي والاجتماعي للانسان، الثورة الزراعية التي حدثت قبل ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد، والثورة الصناعية التي ظهرت في اواخر القرن السابع عشر، وما تبعها من تأثيرات على العالم من حروب ونهب وتغيير في الخارطة السياسية والاجتماعية للعالم، والموجة الاخيرة هي الثورة المعلوماتية التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين.
 
وتسائل الدكتور حسن: اين نحن من هذه المراحل، هل نحن فيها معها ام قبلها، ام خارج التاريخ، فالتغييرات السريعة التي حدثت في العالم وفي العراق ايضا، افرزت نوعين من الناس: اولئك الذين يستقبلون التغيير بالحماسة والفرحة، واولئك الذين يقفون منه موقف المقاومة والرفض. فولدت شخصيات شاذة في المجتمع.
 
واضاف: فهناك اطفال لا يبدون كاطفال، ورجال يبدون كاطفال، اسلاميون علمانيون، قساوسة ملحدون، شيوعيين يؤدون صلاة الجمعة، وممرضات يزرعن المرض، واتحاديون انفصاليون، كهنة سياسيون، ووطنيون يرفضون الاستقلال.
 
واكد العزام: ان معدل التغيير يجعل الواقع يبدو كالخيال المجنون، فالتغييريتغلغل في اعماق حياتنا الشخصية، ويرغمنا ان نلعب ادوارا جديدة ويواجهنا باخطار مرض نفسي جديد عنيف مدمر، مبينا: ان صدمة الثقافة ظاهرة زمنية من نتاج المعدل المضطرد للتغيير السريع في المجتمع، وهي تنشأ من عملية تركيب ثقافة جديدة فوق  ثقافة قديمة اخرى، فهي صدمة ثقافية واثارها اسوأ واكبر من اي صدمة اخرى، وبالنتيجة سيكون هناك عجز جماعي.
 
واوضح الاستاذ العزام: ان تأثيرات الثورة التكنولوجية سوف تكون اعمق من اي تغييرات اجتماعية عهدناها من قبل، حيث تلاشت الحدود والمسافات واشتد تشابك نسيج العلاقات الاجتماعية، واصبح لكل حدث معاصر انعكاساته الكونية في العالم اجمع.
 
وتسائل: اين شبابنا من الثورة التكنولوجية والمعرفة، يجب ان نضع اسس المستقبل قبل ان نصوغ السياسات في شتى المجالات، دستور وتعليما وتنمية واقتصاد الخ، مبينا: ان هناك تحديات خارجية متمثلة بتفتيت الشرق الاوسط، عن طريق اسقاط الدكتاتوريات، ومن ثم تبدأ الحروب الاهلية ويقسم البلد الواحد الى اثنين او ثلاثة.
 
واسترسل الباحث: التحدي الاخر في العراق هو التحدي القومي، ثم ياتي التحدي الطائفي والسياسي، والاخير هو التحدي الصحي، مؤكدا: ان علينا ان نفهم هذه التحديات ونتعايش معها وتكون مصدرا للتلاحم.
 
وتسائل مرة اخرى: اين نحن من القيم الاسلامية التي كرمت الانسان واحترمته، وهل نحن بمستوى هذا التكريم الالهي، اين نحن من حفظ النفس والعقل والدين والمال والعرض والوطن.
 
واكد العزام: لكل انسان حاجاته، واولها الحاجات العضوية: كالهواء والماء والغذاء والكساء والايواء والدواء والكهرباء، ولا يمكن للانسان ان يعيش امينا ما لم يمتلك هذه الحاجات.
 
وبين: بعدها تأتي حاجة الامن والاستقرار، حسب الاية الكريمة (الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف)، فان تحققت له، يبحث عن الانتماء، وبعدها يبحث عن الحاجة الى التقدير والاحترام، وبتحقيق هذه الامور، يصل الانسان الى الحاجة الكبرى الا وهي تحقيق الذات.
 
تلا ذلك حديث للدكتورة امال كاشف الغطاء التي قالت: ماذا نقول عن مدينة النجف الاشرف، يكفي انها تضم مراقد الانبياء ومرقد الامام علي (ع)، يكفيها مواقفها المشرفة مع البلاد العربية في محنتها، حيث وقفت مع مصر في 1956 ومع الجزائر، ومع ليبيا ضد الاحتلال الايطالي، وصلاتها المستمرة مع العالم العربي والجامع الازهر وجامع الزيتونة ومع المغرب. فيمكن ان نقول ان النجف قبلة العالم الاسلامي.
 
بعد ذلك تحدثت التشكيلية (ثائرة شمعون) عن سيرتها وتجربتها في السويد قائلة: 
في نهاية 1998 سافرت الى السويد برفقة عائلتي، وامضيت (13) سنة هناك، لكني لم انس العراق، تخصصي الاول كان معلمة حضانة وروضة، ومن ثم اتجهت الى دراسة التشكيل والتصميم والاعمال الحرفية لمدة ثلاث سنوات، ثم الماجستير في هذا الاختصاص، وعملت مدير تحرير لموقع مركز النور، وانا الان مديرة موقع (فراديس الفني)، وعملت العديد من المعارض التشكيلية والحرفية التي تتحدث عن العراق وما مر به من ظروف صعبة.
اما الشيخ فاتح ال كاشف الغطاء فقد بين في محاضرته: ان التفسير العلمي والتاريخي والفلسفي للواقع يقول: انه مجموعة من التجارب، والتجربة تتجدد وتتعايش، وان لم تكن كذلك فان دراساتنا العلمية لا قيمة لها، فالعلوم تدرس على اساس تجارب العلماء السابقين.
 
واوضح الشيخ: يجب ان لا نفرض تجاربنا على الشباب بالقوة، وانما نكون لديهم رؤية للواقع الذي يعيشونه، ونعطيهم خلاصة تجربتنا في الحياة.
مبينا: يجب ان نبين للاطفال والشباب القيم الذاتية للمجتمع التي هي واحدة في كل العالم، وهذه هي مسؤوليتنا، فالمشكلة ليست في الشباب، وانما بنا نحن، فيجب ان نهتم بهم ونوفر له ما يحتاجه.
ثم فتح باب النقاش والمداخلات واول المتحدثين كان الشاعر مثنى محمد نوري الذي قال: عندما تصاب اية دولة في العالم بانتكاسة، تعالج الاضرار النفسية لابناء البلد، بينما نحن نعيش كل يوم في زلزال، وجرى تهديم المجتمع العراقي وتحطيمه بمختلف الطرق.
 
اما التشكيلية ثائرة شمعون فقد ذكرت في مداخلتها: نحن ما زلنا نعيش في مثلث (القائد – الافراد – الهدف)، واي نقص في هذه الاطراف، فمن المؤكد ان الهدف سوف لا يتحقق، كما ان لكل شخص في المجتمع دورا فيما يخص الشباب وتنميتهم، الاباء والدولة والمثقف، كل له دور في هذه العملية.
 
ثم تداخل الشاعر علي العبودي من النجف الاشرف، الذي بين: اننا يجب ان لا نعتب على الشاب، بل يجب ان نوفر له الاليات والاسباب التي تجعله ينطلق الى العالم ويمارس دوره ويفجر طاقاته، علما ان الشاب العراقي قادر على ان يبدع في كل المجالات، والدليل ما يفعله شبابنا في الخارج من نشاطات واختراعات مبهرة للجميع.
بعدها تداخل الشاعر هادي الفتلاوي من النجف الاشرف ايضا والذي قال: اننا يجب ان نقوم ببرامج ثقافية وتنموية خاصة بجيل الشباب من اجل توعيتهم وتنميتهم والنهوض بمستواهم، عسى ولعل ان يكونوا اناسا صالحين ويبنوا بلدهم، لاننا كنا ضحية لحروب وظروف صعبة تمنعنا من التغيير والنهوض والانطلاق، كما اننا نعيش في وقت لا يتوفر لنا بديل كي نختاره سواء في الانتخابات او غيرها، فلا يوجد لدينا ناشطين مرموقين في منظمات المجتمع المدني ولا في الاحزاب السياسية يمكن الاعتماد عليهم، اضافة الى تدخل الامور المذهبية والطائفية في الاختيار.
 
اما الاكاديمية ناهضة احمد فقد قالت: علينا ان نكون متفائلين بالواقع ونترك التشاؤم، ولا يجب ان نقول: لا يوجد هناك امل في النهوض، فالشباب فيهم الابداع والخير وقادرين على بناء البلد رغم كل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
ثم اوضح الاستاذ قيس الشكرجي: ان هناك مقولة ان اكثر المجتمعات تطورا، اكثرها تنوعا، والدليل على ذلك امريكا واستراليا، بينما في العراق رغم التنوع، لم نصل الى ما وصلوا اليه، وانا باعتقادي، ان الافكار في العالم تقسم الى قسمين، الافكار الاقصائية والافكار الانفتاحية، وما نعانيه من مشاكل، نتيجة ما نحمله من افكار اقصائية، فيجب ان نثقف الناس على حمل الافكار الانفتاحية واحترام الاخر مهما حمل من هوية طائفية او مذهبية.
ثم تفضل الروائي الاستاذ رياض الفهد بمداخلته التي بين فيها: هناك الكثير من الاشكاليات التي يعاني منها المجتمع العراقي التي اشار لها علماء الاجتماع، منها انه ميال الى العنف، ولم يتطور الى ان يكون اكثر انفتاحا ويقبل بالحوار والاخر، لذلك لم يحصل البلد طوال تاريخه على الاستقرار.
 
بعدها اجاب كلا من الشيخ فاتح كاشف الغطاء والدكتور حسن عن اجابات الحاضرين، حيث قال الشيخ كاشف الغطاء: بخصوص تنوع المجتمع، فان التنوع قد يجلب التناقض والتنافر، لان لكل امة او مجموعة حاجيات تختلف عن المجموعة الاخرى، وعندما قامت الدول بجمع الحاجيات واخراج العوامل المشتركة، تكونت عند ذلك الفيدرالية، وان لم يكن كذلك، فاعتبر اقليم او ولاية او اي شيء اخر.
مبينا: لا يوجد لدينا هنا دولة تستطيع ان تستوعب الشعب، حيث يفترض ان يكون هناك شيء اسمه دولة، لكي ترى الشعب وحاجاته وهمومه وتكتبها وتعطيها الى الحكومة، فان لم تكن هناك دولة، فان الحكومة ستحكم الشعب بالحديد والنار.
واوضح الشيخ: ان الدولة عبارة عن مؤسسات محكومة بقوانين، والقوانين محكومة بالدستور والدستور يكون بتوافق بجميع شرائح الشعب، ويجب ان يكون هناك هيكل قانوني واداري عام لهذه الدولة، اما رأي الاسلام فيقول: ان الشعب والحاكم بخير، ما دام الحاكم يخاف الله  وشعبه، والعكس يحدث اذا خاف الشعب من الحاكم.
واضاف الشيخ: انا اعترض حول ان العراقيون ميالون الى العنف، حيث ان هناك كثير من الدول عاشت في عنف وقتل مستمر لمئات السنين، الى ان استقرت في نهاية المطاف، كبريطانيا والمانيا وبقية اوربا، بينما العراق هو اول من سن القوانين والتشريعات وصدرها الى بقية دول العالم.
 
بعدها جاء دور الدكتور حسن العزام ليجيب على اسئلة الحاضرين ومداخلاتهم قائلا: 
من ضمن ادبياتنا الاسلامية، انه لا يوجد هناك يأس، واليائس بمنزلة الكافر، فالمنتحرون واليائسون هم الفاشلون فقط، وبالنسبة لجيل الشباب، فانا اقول لهم: عليكم ان تعملوا وتبدعوا وتفكروا وتنهضوا لبناء البلد، لا ان يستخدموا القوالب الجاهزة التي تأتي من الخارج، وعلينا ان نغير ذاتنا اولا، وبعدها يمكن ان نصنع ما نريد، فان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) استطاع بهذا العدد القليل من الصحابة ان يسحق عرش كسرى ويحطم الامبراطوريات الموجودة.
واضاف العزام: ان الفضائيات لا تقوم بدورها في تنمية المجتمع والشباب بصورة خاصة، وتقدم لهم برامج للتثقيف والتوعية وتعرفهم بادوارهم وما هو واجبهم في هذه الحياة.
وبين العزام: ان المجتمعات المتنوعة تكون متطورة دائما، هذا الكلام ينطبق في استراليا وامريكا، لانه لا يوجد فيها مرجعيات مثل مرجعياتنا، فهناك مرجعية العشيرة والسياسي والحوزة وغيرها من المرجعيات، فلا يوجد سيادة للقانون.
 
يذكر ان الدكتور حسن العزام قدم من محافظة النجف الاشرف ليلقي محاضرته في حي الجامعة ببغداد، وهو حاصل على الماجستير في علم وظائف الاعضاء، وبكالوريوس طب وجراحة عامة، وشغل منصب مدير شعبة الصحة العامة لمدينة الصدر الطبية في النجف ومدير وحدة التدريب والتطوير، وامين عام مركز النباهة للثقافة والتأهيل.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/08



كتابة تعليق لموضوع : الباحث حسن العزام يحل ضيفا في ملتقى الدكتورة آمال كاشف الغطاء ويؤكد:
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net