مسيرٌ قبلَ المَسير ..
مهدي مصطفى العاملي

 إصفَرَّ وجهُ الكونِ بَعدَ الإحمِرارْ

قمرُ المُحـرَّمِ غابَ بعدَ الإنكِسارْ

حَـلَّ الـظـلامُ بـلـيـلـةٍ مشـؤومَةٍ
كـربٌ بلاءٌ فالأسيـرةُ في القفار 

قد غـابَ كافـلُها وعَـزَّ نصـيـرُها
والشِّمرُ يزجُرها فأينَ هو الوقار

ومجالسُ الأرجاسِ تُبدي وَجهَها
والسَّبيُ غيَّرها و يؤرِقُها الصِّغار

صَفَـرٌ أطـلَّ ووجـهُـهُ مـتـجـهِّـمٌ
مـاذا يـقـولُ ومـا لـهُ ابـداً قـرار

سيقـولُ عُـذراً للسّـبـايا حِـيـنـها
والعُذرُ لا يُغني بُعَـيدَ الإحتِـضـار 

و الأربـعــيـنُ أتــى وإنّــي راحِــلٌ
نحوَ الحُسَينِ فقد كواني الإنتِظار

أستـذكِـرُ السَّبـيَ الألـيمَ لـزَيـنـبٍ
وأعـودُ بالأيّامِ كي أمشي المَسار

فالـرّأسُ طـافَ بِظـعـنِـها ومُـرَتِّلاً
أهلَ الرَّقيمِ وفتية هَجروا الدّيار

آيُ الكِـتابِ بِثـغـرِهِ قـد أشـرَقـت
واللـيلُ يُغـشي فجـره نور النّهار

فـالـثّـغــرُ قـبَّـلَـهُ الـنَّـبِـيُّ كَـرامـةً
وابنُ الأراذِلِ لا يُقـيمُ لـهُ اعتِـبار

قـد عـادَ للجِـسمٍ السَّـليبِ بِكـربلا 
مِن بعدِ فَضحِ عَدُوِّهِ سَقطَ الخِمار

قد جَـلَّ ذِكـرُ السِّـبـطِ في علـيائِه
وضريـحُهُ أكـرِم وأنـعِم مِن مَـزار 

قـد صـارَ رمـزاً لـلإِبــاءِ بـنـيـنَـوى
 و بـهِ يُـتِـمُّ الـلَّـهُ هـذا الإخـتِـبـار 

وَالِ الــنًّــبــيَّ وآلــه أو عــادِهِــم
تَلقى الجِنانَ أو السًّعيرَ بإختِصار 

قُتِـلَ الحُسـيـنُ ودمُّـهُ في كـربـلا
قـد خَـطَّ بالتـاريخِ هذا الإنتِـصار

حـتـى وإن سُـفِـكَـت دمـاءٌ جَـمَّـةٌ
سيقومُ سَيفُ اللهِ مِن بعدِ الحِوار

و الـلَّـهُ يُـنـفِــذُ وَعــدَهُ مـع قـائِـمٍ
بالعَـدلِ يَحكُمُ والبـريَّة في انبِهار

الموضوع السابق ما أشبهَ العراقَ بالحسينِ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat