الغرور افة المنتظرين
احمد ال عبد الواحد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد ال عبد الواحد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ألا وأن أعدى أعداء الإنسان هو الغرور.
فالغرور هو إيهامٌ يحمل صاحبهُ على فعل ما يضره ويوافق هواه ويميل إليه طبعه، وهو حب الإنسان لنفسه بزيادة، وقد ينتج عن الغرور عوامل عدة كالكراهية والحقد ونقصان التواضع، وهنالك أسباب عدة أُخرى تؤدي إلى هذا المرض الخطير، منها على سبيل المثال الغرور الاجتماعي، كأن تكون لدى الشخص مكانة اجتماعية، فيرى نفسه افضل من غيره، ومنها الغرور الديني، وهو أخطر أنواع الغرور فهو قد يؤدي بصاحبه إلى خسران الدنيا والاخرة،
فالمغرور والمتكبر لا يرى إلا رأيه، ولا يؤذي إلا نفسه.
يقول الدكتور في علم النفس الاجتماعي هاشم الحسيني إن "الغرور هو عبارة عن نظرة خاطئة إلى الذات. إذ لا يُقدّر الانسان قيمة نفسه بالمعيار الصحيح، ويخال إنه يتمتع بقدرات لا يتمتع بها أصلاً. الغرور يدفع الشخص إلى التصرف بطريقة متعجرفة مع الآخرين، مستندة الى ثقة بالنفس غير مبررة وغير مبنية على اسس صحيح. إذ أن الغرور هو نوع من سوء تقدير الذات".
ألا وإن همةُ الانسان وعزمه وشريف أفعاله ومواقفه هي مصدر فخر واعتزاز عند غيره، حتى يصيبه الغرور، فإن تمكن منه ذهب كل شيء أدراج الرياح.
فالمغرور كالذي يسير على الرمال، كلما زاد غروره كلما تشتت أعماله ومواقفه التي كانت تشكل رصيده عند الاخرين.
الغرور الذي يصيب المؤمن المنتظر والعامل في القضية المهدوية، هو أشد وأخطر أنواع الغرور، لإن نتائجه هو نوعان من الخسران، الاول خسران النفس، فالمغرور لا يؤذي الا نفسه، والثاني سوف يُعرّض نفسه إلى الاستبدال بشخص غيره، فطريق الحجة عج غير كل الطرق والسائر فيه يجب ان يتخذ جانب الحذر، وبالخصوص في موضوع الغرور.
من اسباب الغرور في القضية المهدوية، هي شعور المؤمن المنتظر، بالعزة والافتخار لما يمتلكونه من معلومات مهدوية لتروادهم الظنون بانفسهم افضل الجميع، وان الامام بحاجة إليهم كأنه لا يوجد سواهم، او الباع الطويل في الخدمة المهدوية والشعور بالاطمئنان بعدم الاستبدال بغيرهم أيضاً من مسببات الغرور، عن امير المؤمنين عليه السلام قوله: طوبى لمن لم تقتله قاتلات الغرور
وفي رواية الامام زين العابدين سلام الله تعالى عليه يقول.
( أللهم ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها)
نستعيذ بالله من هذا المرض الخطير.
ونسأله تعالى شأنه أن نكون كما يريد أن نكون.
والحمد لله رب العالمين.
اللهم عجل لوليك الفرج.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat