إِنَّما الإِرشادُ بالنُّصحِ قولًا ، لا إِكراهًا
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس النجاحُ في هِدايةِ الناسِ عامةً ، أَوِ الأَخِ والقريبِ والصديقِ خاصةً بالإِكراهِ ، ولا بالقَهرِ ، ولا بالإِغراءِ مادامَ كلٌّ مِّنهُم عنِ الإِرشادِ القَوِيمِ مُعرِضًا ، وعلى الهِدايةِ وتوجيهِها مُغرِضًا ، ولقائلِ الحقِّ مُبغِضًا.
إِنما النجاحُ كلُّ النجاحِ بتقَبُّلِ الآخرِ حديثَ الإِرشادِ ، وهِدايةَ المُرادِ ، وتوجيهَ السَّدادِ طوعَ قلبٍ ، وكرامةَ حُبٍّ ، ونورَ دَربٍ.
مِصداقُنا لهذه الحقيقةِ في الحياةِ قولُه تعالى: ﴿قَد جاءَكُم بَصائِرُ مِن رَّبِّكُم فمَن أَبصَرَ فلِنَفسِهِ ومَن عَمِيَ فعَلَيها وما أَنا علَيكُم بِحَفيظٍ﴾ [الأنعام/١٠٤] ، وقولُه تعالى: ﴿وكَذَّبَ بهِ قومُكَ وهُوَ الحقُّ قُل لَّستُ علَيكُم بوَكيلٍ﴾ [الأنعام/٦٦] ، وقولُه تعالى: ﴿فذَكِّر إِنَّما أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَستَ علَيهِم بِمُصَيطِرٍ﴾ [الغاشية/٢١-٢٢].
فأَعظمُ المُرشِدِينَ ، وسيِّدُ الهُداةِ ، وأَصدقُ المُوجِّهينَ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) قد أُبلِغَ إِلٰهيًّا بإِعراضٍ خَلْقٍ عنه ممَّن لا جدوَى من نُّصحِهِم ؛ فليسَت مُهمَّتُه الرساليةُ حِفظَ العاصينَ المُعاندِينَ مُتابعًا ، ولا التوكُّلَ عنهم مُدافعًا ، ولا السيطرةَ عليهِم مُقارِعًا.
وبمصداقِ قولِه تعالى: ﴿لقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللٰهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللٰهَ واليومَ الآخِرَ وذَكَرَ اللٰهَ كَثيرًا﴾ [الأَحزاب/٢١] يتحصَّلُ لنا أَنَّ النُّصحَ بالحِوارِ إِرشادًا وهدايةً إِن أَجدَى نفعًا فبِها مادام الآخَرُ مُحِبًّا ، وإِلَّم يُجْدِ نفعًا فلا بأسَ بالنُّصحِ اكتِفاءً به مِن دونِ ما إِكراهٍ مادام الآخَرُ مُبغِضًا مُعرِضًا.
والإِعراضُ عن هؤلاءِ أَلزَمُ مادامَ أَمرًا إِلٰهيًّا بمِصداقِ قولِه تعالى: ﴿خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرفِ وأَعرِض عَنِ الجَاهِلينَ﴾ [الأعراف/١٩٩].
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat