في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات اصبح كل شيء يتم عبر شبكة الانترنت، العمل، التسوق، التعليم، الخدمات المصرفية وخدمات كثيرة أخرى ومع كل ما تقدمه هذه الشبكة من خدمة تُنجز باقصر الاوقات وافضلها برزت الكثير من الحالات السلبية التي تنغص هذه العملية ولعل من اهم تلك المشكلات تزايد حالات القرصنة والنصب والاحتيال عبر الشبكة العنكبوتية، ما يجعل من الضروري ايجاد وسائل لحماية الناس وحماية المصارف والقطاعات الاقتصادية من خسائر مليارات الدولارات سنوياً بسبب (قراصنة الانترنت) او ما يسمى بالهاكرز. حيث تذكر صحيفة الفايننشال تايمز ان سرقات الانترنت تتم من خلال سلسلة متشابكة من المواقع والافراد والمنظمات التي ستنمو بشكل كبير على الانترنت في السنوات القادمة.
والكثير منا للاسف يثق ايضاً بما يشاهد ويقرأ من رسائل على شبكة الانترنت في ظل غياب الرقابة والقوانين الرادعة لمروجي الرسائل الالكترونية الكاذبة التي تستدرج الكثير من الناس وتغري مستخدمي الانترنت وخصوصا حديثي الاستخدام منهم.
بالامس قال لي احد الاصدقاء انه ربح مبلغ نصف مليون دولار، قلت له وكيف حصل ذلك؟ قال جاءتني رسالة عبر بريدي الالكتروني تقول لي مبروك لقد ربحت معنا نصف مليون دولار!!!
لك ان تتخيل في ظل الازمات الاقتصادية التي تطحن بدول العالم وحاجة الكثير من البلدان الى توفير الاموال لسد ولو جزء بسيط من مشاكلها الاقتصادية، تاتيك رسالة لتبلغك بانك فزت بهذا المبلغ وانت جالس على كرسيك المنزلي تُقلب بريدك الالكتروني.. ( يابلاش)!!
حقاً انها طريقة سهلة لجني الاموال ولكن من منا يصدق هذا الكلام؟ اقولها وبصدق البعض تسري عليه مثل هذه الامور، وهذا الصديق احد هولاء (المضحوك عليهم) حيث ذكر لي ان الجهة التي ابلغته الفوز بهذه المكافأة المالية طلبت عنوانه ونسخة من هوية احواله وجواز سفره ولا اعرف حقيقة ما الذي يريده هولاء النصابون ولصوص الانترنت من هذه الافعال.
قبل ايام ذكر لي شخص ان امراة بعثت له برسالة عبر بريده الالكتروني شرحت له قصتها التي حاكتها بدقة. تقول هذه المراة انني زوجة لرجل عراقي كان يعمل في الامم المتحدة وقد قُتل زوجها في عام 2003 خلال الحرب على العراق وهنالك صناديق مؤمنة باسم زوجها في احدى دول الجوار تحوي على مبلغ 11 مليون دولار ويمكن لها ان تستلم هذه المبالغ لكن عليها ان تدفع مبلغ 30 الف دولار كضريبة تاخيرية نتيجة تاخرهم وعدم استلامهم هذه الصناديق لبضع سنوات، حيث بعثت له نسخة من جواز سفرها وصور اطفالها ورقم هاتفها كي يطمئن اكثر وتنجح هي في جره الى المصيدة ، وبالطبع طلبت هذه السيدة من الشخص ان يبعث لها المبلغ مقابل ان تعطيه نصف المبالغ الموجودة في الصناديق.
هكذا يتم استدراج الناس والنصب عليهم بقصص تكاد تكون اشبه بقصص الخيال.
انا شخصيا وصلتني رسالة قبل اسابيع مكتوبة باللهجة اللبنانية وصاحبتها امراة ليبية!!! تصوروا ان صاحبة الرسالة تدعي انها خديجة ارملة المعتصم بالله القذافي ابن معمر القذافي!!حيث تبدأ بسرد قصتها فتقول" ان زوجي قتل في اكتوبر من عام 2011 وانا الان أمر في حالة إحباط ويأس منذ فترة كوني اعيش كلاجئة في احدى الدول ولدي اموال مودعة في مصارف كثيرة وقد حصلت على بريدك الالكتروني لاني ابحث عن شخص يساعدني وانا وضعت فيك الثقة الكبيرة حيث ساقوم باقرب فرصة ممكنة بارسال معلومات اكثر عن الموضوع، وآمل ان لا تخون هذه الثقة، ولا اطلب منك الان الا ان تبعث لي رقم هاتفك وسأتصل بك لاحقاً"
هذه الامثلة وامثلة كثيرة تحدث عبر الشبكة العنكبوتية للمعلومات وهذه القصص الغريبة تُروى بشكل يومي الى الناس ليتم استدراجهم في عمليات نصب وسرقة يتفنن فيها لصوص الانترنت فاحذروهم أحبتي لأنهم اخطر من سراق البيوت.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat