صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

فوضى وهدر في إستيراد السيارات للعراقيين
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعد ان أجتزنا الصدمة تلو الصدمة فور سقوط النظام من إقتناء ماكان الشعب محروما من نيله ،كان من ابرز فوضويات المرحلة هو الإستيراد العشوائي لمخلفات السيارات من موديلات بائسة كان العراقي الحائز يراها قمة التمني والخيلاء! فهو يقارنها بما تيسر من تجربته بالسيارات: اللادا والمسكوفج والفيات والدوج والكابر س ناهيك عن ترف  وتبختر السيارات اليابانية... ،التي قارعت معه ضنك الحياة الكبير وهويقوم بتحويرات لو وثقناها بكتيب لكانت مرجعا فنيا خالدا على براعة العقل الفني العراقي في مجال الإبداع في التحوير والابتكار والتطوير ومانعرفه بالعراق الترهيم! وبعد هذه الفوضى امتص الناس صدمتها النفسية تنبهت الحكومات المتعاقبة الى سوء إدارة هذا الملف الحيوي ناهيك عن تلكوء المرور لاسباب عديدة عن التسجيل النهائي لسبع سنوات متوالية فاسحا المجال لاالاف السيارات للقدوم لمقبرة الوطن الاستخدامية !وإنتظار معامل للارقام فمنعت الدولة الاستيراد العشوائي عدا موديل آخر سنتين من ذلك اليوم تجد المئات او الالاف الذين يستطيعون بيسر وسهولة إستيراد سيارة ب28 ألف دولار مثلا! مع إن اسعار السيارات العالمية في ركود وإنخفاض إلأ إن سوق السيارات العراقي بقي ناهضا وخاصة للاستيرادات العالية الثمن للموديلات الحديثة. حصل تطوربسيط عندما تدخلت الشركة العامة للسيارات بالدخول في منافسات الاستيراد المباشر من بلد المنشأ بلاوسيط ولكن هذه المرة لم تلجأ للمناشيء التي تعودت الذائقية العراقية فرز جودتها المجرّبة مثل المنشأ الياباني والإيطالي والروسي والامريكي الامبريالي! فلجأت الشركة ولااحب تسييس الاستيراد مهما أعطت صورته كذلك،لجأت للمناشيء البديلية التصنيع كإيران وماليزيا والصين لتُغرق السوق بها رغم إن جودتها بحاجة لزمن للاستقصاء والحكم.لااريد ان امدح وأذّم هذه السيارات لأعطي إنطباعا عدائيا أو إشادة مجانية لدولة الإستيراد ولكن هل إن إيطاليا مثلا وهي دولة شاركت بالتحالف غير مستعدة لكي تكون كل شركة فيات التي تُعاني ركودا من أثر الأزمة الاقتصادية العالمية في خدمة الإستيراد الحكومي العراقي؟ لم يجرّب أحدا ذلك؟ كذلك الشركات الكورية التي سياراتها تنافس بجودتها شركات عالمية؟ كذلك الشركات الفرنسية كرينو وبيجو والتي سياراتها وموديلاتها مرغوبة للسمعة الطيبة في نفوس المستذوق العراقي. أسعار السيارات الإيرانية عالية رغم ان موديلاتها حديثة ولكن لازالت في العراق مُقتنيات للسيارات شاهدت بعضها في الموصل الحدباء شوفرليت موديل 1957 و1955 وكانها طاووس بمسيرها الشوارعي! بل تاملت دواخلها لأجد ذلك التنجيد ذو الضغط العالي وتحويرات كبرى في كل شيء بل بعضها فيه تبريد! مع اناقة متميزة بالسمكرة والصبغ بدرجة تُسّر الناظرين بل وتلوي اعناقهم حتى يغيب الطاووس عن الأنظار!لماذا لايكون للعراق خط تصنيعي للسيارات؟ الايمكن تؤامة الشركة العامة لصناعة  السيارات أوفياتGM  السيارات في الاسكندرية مع شركة 
أو رينو أو هوندا أو تويوتا وغيرها التي تقبل مشاركتنا حتى لو بالرضاعة ! وبشكل إستثماري بطريقة تجارية نفعية بدل هدر ملايين الدولارات على الإستيراد الفوضوي اللامدروس. كم ألف خبير ومهندس وفني سيتم تشغيله في هكذا مشروع؟ كم شركة من شركات التصنيع العسكري المتوقفة والمُلغاة تستطيع ان تشارك بكادرها المُعّطل في هذا الجهد ؟ ربما لم يفكر بالموضوع أحد وربما الوجه الآخر من فكّر،ألقمته الفوائد الفوضوية  الإستيرادية حجرا مدولارا فسكت!! نستطيع ان نصنّع سيارات تناسب بيئتنا وشوارعنا التي تبحث اليونسكو فيها محتارةعن أقدم (طسّة) لتٌسجلها في حفظ التراث العالمي..! فالعراقي المستفيد يريد سيارة متينة 4 سلندر بسيطة المحرك متينة اجهزة التعليق لتحتمل وتتحمل ضراوة شوارعنا المتجعدة  المسارات  والمطبات الأثرية وتبريد وتدفئة هذا الطلب العام فالعراقي يكره في الترف التصنيعي الحالي صعوبة الخرائط الكهربائية والعقول المخصصة للكير بوكس والستيرن بوكس وانظمة حقن الوقود وغيرها كما يمكن تصنيع انواع من السيارات الإنتاجية والحقلية وباصات النقل الداخلي والدولي كشركات فولفو او سكانيا او دعم المزارعين بسيارات البيك آب ذات الدفع الرباعي بدل سيارات البالات وليكون التصليح تخصصي والاستيراد نوعي بدل جلب مليون سيارة قديمة بالات او فاشلة الصنع لتكون فيها التجربة ليست اكبر برهان.ثم سيأتي موضوع دعم الموظفين بالتقسيط المريح المبرمج ليثير اللغط من جودة مامعروض وزهو أسعاره وهويحتاج لوحده لرؤية تحليلية مدروسة.ليست لدينا سياسية إستيرادية مهما كانت الافواه تلوك بالكلمة ولكن المؤلم ان المناصب تصنع وتملىءشاغليها وليس العكس لتتحول الفوضى الإستيرادية ألى فوائد دولارية تنال حتى بائع قناني الماء المستوردة لبلاد الرافدين في مناطقنا الحدودية وهو يرى زهو السيارات الجديدة يدخل وطننا منتفعين بها نُخبات فيها وخفايا واسأل لماذا لانأخذ السيارات من النبع ونستورد من السواقي؟! يوجد إنْ؟! أنا ضعيف باللغويات القواعدية التشكيكية!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/13



كتابة تعليق لموضوع : فوضى وهدر في إستيراد السيارات للعراقيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net