صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

يقظة الذات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الحلم يرقد فوق السرير , يتدثر بأغطية الأمل , يغط في نوم عميق , يبعث أنغام الشخير!
 
النخيل يتكاتف كالأجيال , تحت الشمس , يريد مزيدا من الدفء , ويقرر أن يكون برغم الأخطار!
 
الأطيار تتباهى لاهية بالضياء , وتطلق أصوات الحب واللهفة , وتصنع الحياة!
 
الأمواج تتهادى , على سطح المياه , تمنح النهر قدرة المسير , فوق موانع الأزمان!
 
البنايات شامخة , تتنافس في جمالها , وقدراتها على الصمود , بوجه العواصف والأعاصير
وتقر بأنها من صنع البشر!
 
العربات تتحرك بالطرقات , تحمل جبالا من الطموحات , تمضي نحو أهدافها , كسهام الصيرورات!
 
الفنادق المترامية السواحل , وجدت لكي يصنع الإنسان فيها سعادته , غرفها تأبى أن تفارق أنفاس السهر!
 
الموزة تسكن ظهر الطاولة , تنادي من ينظرها , أن يأكلها , إنها تريد تبليغ رسالتها , وتحقق أملها!
 
المصباح , يرفض أن يبقى مضيئا , إنه لا يريد الصباح , لأنه يسرق منه دوره , ومعنى أن يمنح النور للأشياء!
 
آلة التصوير , تسأل عن تخليد اللحظة , عن اعتقال الزمن , في صورة!
 
الهاتف الخلوي , يتغامز بنقاط سوداء , يقول للناظر إليه , هل أنت في رحلة الإنهاء!
 
الساعة تتحرك , وتأبى إعلان السكون , إنها نبض الأرض الدوار , في أعماق الجنون!
 
الهاتف الأرضي يبكي , ويعاني من إهمال , يريد الانقضاض , على غريمه النقال!
 
القدح الفارغ , يبحث عن ماء , عن عصير الأثمار , يري كفا تمسكه , ويحلم بالشفتين , يريد رشفة الحياة وحمرتها!
 
محفظة نقود وأوراق , دونها يكون البشر , بلا عنوان , بلا قدرة على الدوران , في محراب الأرض!
 
المشط الأسود الولهان , الذي أدى دوره , وأعلن أن صاحبه يمتلك شعرا , يتباهى به , في دروب الزمن الأصلع!
 
التلفاز , مشغول بالكشف عن قبائح اللحظات , ومنهمك بإظهار العورات , والخداع الفتان , ومصادرة عقل الإنسان!
 
الأسرة , تشكو من غضب البهتان , أين الحب و أين الجنس , أين الكأس والفنجان!
 
الجرائد , مشحونة بالأوجاع , تنقل أخبار النسيان , تجمع مالا و تلوث العقل , وتهدم البنيان!
 
القلم , يركض على سطر متعب , جائع عطشان , يريد أن يتحرر , من بياض الأكفان!
 
الحلم يرقد في صمته , ويعانق خارطة الإمعان , يطوف بعيدا , محلقا فوق بحار الأشجان , يسأل عن طير , ينقض كالنسر في الميدان!
 
الحلم ينام , بعد رحلة التنامي , والتناهي والإمكان , يرقد لكي ينهض كالأسد الجوعان!
 
يصرخ الباب , من شدة الطرق , وهول الغضب العريان , يتحدى المفتاح , ويبقى في عز العصيان!
 
إهتزت الأشياء , وتحطمت نافذة الغرفة , وتفجرت الأعماق , فأنجبت شبلا  , من نسل الأكوان , يسأل عن معنى أن يكون الإنسان لا إنسان!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/23



كتابة تعليق لموضوع : يقظة الذات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net