صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

إضاءات عاشورائية 1
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التوجه الى النبي (ص) واهل البيت (ع)

ليس غير الله بل سبيل الله الاعظم .
 
سؤال : ماذا ترون في دعاء الفرج الوارد
يامحمد ياعلي  ياعلي يامحمد اكفياني فانكما كافيان وانصراني فانكما ناصران ..
يامولانا ياصاحب الزمان الغوث الغوث الغوث ادركنا ادركنا ادركنا ….
هل يسوغ الاستكفاء والاستنصار والاستغاثة بغير الله تعالى ؟
 
الجواب:
1- اول مافي هذا التساؤل من اختلاط فرض السؤال كون التوجه الى النبي (ص) والوصي (ع) توجه الى غير الله تعالى .
 
مع ان القرآن ينص على ان النبي (ص) والوصي (ع) وجه الله وسبيل الله الذي يتوجه اليه الى الله تعالى وباب الله .
كما في قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله .
 
فجعل القرآن استقبال القبلة غايته اتباع الرسول (ص) وليست القبلة نفسها .
 
مما هو صريح ان غاية القبلة هي التوجه بالنبي (ص) الى الله لا القبلة نفسها .
 
ويتطابق مع مفاد الآية السابقة قوله تعالى ((ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.))
 
فانظر اشترط القرآن للتوبة اولا المجيئ الى النبي ص كباب اعظم لله تعالى ثم يستغفروا ويذكروا الله تعالى في محضره
ثم لابد من انضمام شفاعة النبي (ص)  بأن يستغفر لهم الله شرطا ثالثا
فحينئذ تتم شرائط قبول توبتهم .
 
فلاحظ انه تعالى جعل بابه الاعظم الذي يتوجه الى الله به هو نبيه الاعظم .
 
وكذلك قوله تعالى : واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون .
 
فندب الله تعالى عباده الى التوجه الى نبيه المصطفى فجعل  تعالى نبيه  بابا لرحمته وتوبته .
وان من صفات النفاق والمنافقين التكبر عن التوجه بالنبي ص الى الله تعالى  والتمرد عن اللواذ بالنبي ص الى الله تعالى .
 
كما هو الحال في ابليس اللعين ابى واستكبر ان يسجد الى آدم للتوجه الى الله تعالى فأبى واستكبر .
 
وكما في قوله تعالى في بيان غاية غايات الحج هو التوجه والقصد الى النبي (ص) .
 
كما في قوله تعالى على لسان ابراهيم  (ع) : ((ربي أني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)) .
 
فقال انه بعد توجه الناس الى البيت المحرم وقصدهم الحج هو لأجل ان تهوي قلوبهم الى ذريته من اسماعيل وهم النبي (ص) وآله آل محمد (ص) الذين اشير اليهم في سورة البقرة في دعاء ابراهيم واسماعيل .
 
وقد قال تعالى : ((إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم ابواب السماء ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين)) .
 
والتكذيب باﻵيات يراد بها اﻵيات الناطقة وهم الحجج من الانبياء والاوصياء (ع) لا اﻵيات الكونية في اﻵفاق فانها ليست تنطق بدعوى ما كي تصدق او تكذب .
 
فجعل تعالى التصديق  بالحجج المصطفين والخضوع لهم والاقبال عليهم كما هو مفهوم (استكبروا عنها ) اي استكبروا وصدوا عنها
فلكي تفتح ابواب السماء للدعاء بل لقبول الايمان والاعمال لابد من الايمان بالحجج والخضوع لهم والاقبال عليهم اي التوجه بهم الى الله تعالى .
 
فلاحظ تأكيد القرآن بالمجيئ الى النبي ص والاقبال عليه حين إرادة التوبة والاستغفار والتوجه الى الله تعالى وحكمه بالنفاق على الصد عن النبي (ص) حين ارادة الاستغفار والتوجه اليه تعالى .
بل حكم القرآن بالوعيد بخلود  المستكبرين على حجج الله تعالى والصادين عن الاقبال على الانبياء والاوصياء (ع)  والتوجه بها الى الله تعالى .
 
2- قد اسند الباري تعالى جملة من الافعال الالهية الى جنود الله تعالى الموكلين كالملائكة والحجج المصطفين .
وهذا الاسناد لهذه الافعال الإلهية لجنود الله ليس بمعنى استعانة الله تعالى في افعاله بمخلوقاته كيف وهو الخالق لها وهو المعطي القدرة فكيف يحتاج لمخلوقاته .
 
بل انه تعالى يجري افعاله ويظهرها على ايدي كرام مخلوقاته حيث انها لقربها منه غلب عليها عظمة صنع الله فيها فصارت مظهر عظمته ومظهر قدرته .
 
فصار اظهار الله افعاله على يديها اظهار لعظمته هو تعالى لفناء عظمة تلك المخلوقات المقربة في اظهار عظمته .
 
الا ترى امر الله بالنظر الى عظمة خلقته  من السماوات والارض والنجوم وغيرها من عظام مخلوقاته وليس ذلك الا لان عظمتها مظهر لعظمته .
قال تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها …
وقال يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بهم
وقال توفته رسلنا وهم لايفرطون .
 
فاسند الموت لكل من ملك الموت والى الملائكة مع ان الاسناد الاصلي هو اليه تعالى .
وقال تعالى والنازعات غرقا
والنشطات نشطا …
 
فالمدبرات امرا .
الى غير ذلك من اسناد الافعال الإلهية في القرآن الى الملائكة والى الانبياء والاصفياء (ع) .
 
وقال تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .
فجعل تعالى فعل نبيه (ص)  فعله .
 
كما جعل فعل ابي طالب (ع) في إيواء النبي صغيرا فعلا له تعالى فقال الم يجدك يتيما فآوى وكذلك هو فعل فاطمة بنت اسد
كما جعل فعل خديجة في امداد  النبي ص بالمال فعلا له تعالى فقال ووجدك عائلا فاغنى .
وقال تعالى وما نقموا الا أن اغناهم الله ورسوله .
فاسند الاغناء لذاته تعالى ولرسوله.
 
وكذلك في قوله تعالى : ((ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا الى الله راغبون .))
 
فاسند الفضل الى الله والى رسوله
وأسند الإيتاء الى الله والى رسوله
وجعل التوجه الى الرسول رغبة الى الله تعالى .
مما يبين ان التوجه الى النبي (ص) حصريا  هو السبيل الوحيد الى الله تعالى .
 
فليس مجرد التوجه الى النبي (ص) هو السبيل الى الله تعالى بل حصريا السبيل اليه تعالى هو التوجه الى النبي ص كما مر في  آية الاعراف وكذلك التوجه الى اهل البيت (ع) حجج الله تعالى على الناس من بعد نبيه ص بنص القرآن
 
ومما يبين ان التوجه الى النبي (ص) واهل البيت (ع) هو السبيل الحصري اليه تعالى قوله
لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا .
 
فبعدما ذكر تعالى الايمان به وبرسوله افرد الضمير وجعله مفردا للتدليل على وحده الوجه والتوجه للنبي ص سبيل اليه تعالى .
 
و توحيد الضمير الراجع الى الله ورسوله يجده المتتبع في السور واﻵيات القرانية في كثير من المواضع .
كقوله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده .
وقوله اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه .
وقوله اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم .
وغيرها من الموارد .
وقد اشار الامام (ع) في دعاء الندبة الى كون المودة كأجر للرسالة في اﻵية هي ما يشير اليه
قوله تعالى قل ما أسألكم عليه من أجر الا من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا
وقوله تعالى قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إﻻ على الله .
فاهل البيت (ع) سبيل الله .
ومن ثم كان التوجه لهم والتوجه بهم سلوك سبيل الله تعالى
فلامغايرة بين التوجه اليهم السلوك لسبيل الله
فليس التوجه اليهم توجه الى غير الله .
بل الصد عنهم صد عن سبيل الله كما نطقت اﻵيات السابقة .
ثبتنا الله على مودتهم ومحبتهم فان البقاء على محبتهم من اصعب وانفس واخطر الامور في امتحانات دار الدنيا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : إضاءات عاشورائية 1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net