صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

تناقض الإرادةِ بين المبدأ والتزلف (قضية الطيار معاذ الكساسبة )
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد أضحى البطلُ المغدورِ - جبنًا على يدِ شياطين الأرضِ وطواغيتِها من الدواعشِ ومن يوجِّهُ أعمالَهم - الشيدُ الطيارُ الملازمُ (معاذ الكساسبة) رمزًا جديدًا يُدرَجُ ضمن قاماتِ البطولةِ والتحدي المعاصرِ التي ألَّفَ صرحَها رجالٌ أولي بأسٍ شديدٍ في الحقِّ ، وفي نصرةِ الرعيةِ ، وصَوْنِ حقوقِها وأرضِها.
ولكن هذا التسطيرَ الشامخَ قد شابه وهَنٌ من والدِ الشهيدِ (الحاج صافي الكساسبة) يومَ كان ابنُه أسيرًا ، فناشد شياطين الأرضِ من الدواعشِ بلسانِ التزلُّفِ والتملقِ الخاضع بعبارتِه: (( نناشدكم يا أخوتَنا في العقيدة والدين...)) !!! ولا أدري عن أي عقيدةٍ ، ودينٍ يتحدث ؟! وشابه عجبٌ من ردةِ الفعلِ التي صدرت عن أخِ الشهيد (معاذ) وهو يصرِّحُ لوكالاتِ الأنباءِ عن لزومِ أخذِ الثأرِ من الدواعشِ المرتزقةِ عن دماءِ الأبرياءِ جميعًا ، وليس عن دمِ الشهيد (معاذ) ! فأين كان موقعُ دماءِ أولئك الأبرياءِ السابقينَ (معاذًا) من منهجِ شقيقِ الشهيدِ إعلاميًّا قبل الغدْرِ السافرِ بأخيه (رحمه الله ومن سواه من الشهداءِ جميعًا) !؟ وهذان موقفانِ لا ينفكانِ عن غرابةِ ردةِ الفعلِ التي طرأت على الموقفِ الأردني الرسمي الذي أعلن عنِ المساومةِ بالمجرمة المرتدة (ساجدة الريشاوي) بإطلاقِ سراحِها مقابلَ إطلاقِ سراحِ (معاذ) و(الصحفي الياباني). وكأن الدماءَ التي هراقتها (الريشاوي) رخيصةً أما غنيمةِ إطلاقِ سراحِ المغدورَين ظلمًا (الكساسبة) ، و(الصحفي الياباني) ! ثم لم يلبثِ الموقفُ بهذا المنهجِ حتى نُفِّذ حكمُ الإعدامِ بها ، وبمجرمٍ آخر معها ثأرًا لـ(الكساسبة) وحدَه.
إنه التناقضُ ، والمنهجُ المزدوجُ في المواقفِ التي يجبُ ألا تعدو أنها لا تخضعُ إلا للراسخِ من العقيدةِ والفكرِ والتعامل.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/05



كتابة تعليق لموضوع : تناقض الإرادةِ بين المبدأ والتزلف (قضية الطيار معاذ الكساسبة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net